حكم الحلف كذبا وكفارته.. 5 شروط للتوبة المقبولة
ADVERTISEMENT
ما حكم الحلف كذبا وكفارته؟ الحلف بالكذب حرام شرعاً، وهو من كبائر الذنوب التي نهى عنها الشرع، ويجب على من حلف كذبا التوبة ولا كفارة غير ذلك، ورد المظالم إلى أهلها إذا كان حلفه كذبا أضاع حق أحد.
التوبة من الحلف كذبا
يجب على من وقع في هذا الذنب العظيم ألا وهو الحلف بالله كذبًا، أن يبادر بالتوبة النصوح والعزم على عدم العَود إليه مرة أخرى، وتسمى هذه اليمين باليمين الكاذبة، والفاجرة، والغموس أي: التي تغمس صاحبها في الإثم والنار؛ وقد قال فيها سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَن حَلَفَ علَى يَمِينٍ يَسْتَحِقُّ بهَا مَالًا وهو فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللَّهَ وهو عليه غَضْبَانُ» فأنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذلكَ، ثُمَّ اقْتَرَأَ هذِه الآيَةَ: «إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا»إلى «وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» (آل عمران: 77).
ولا كفارة لليمين الغموس عند جمهور الفقهاء؛ بل تلزم لها توبة صادقة، من ترك للذنب، والندم عليه، والعزم على عدم العودة إليه، ورد الحقوق لأصحابها؛ لما ورد فيها من وعيد شديد؛ غير أن فقهاء الشافعية أوجبوا فيها كفارة يمين مع التوبة، والجمع بين التوبة والكفارة أحوط وأسلم، والكفارة: إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فمن لم يستطع صام ثلاثة أيام.
حكم الحلف كذبا وكفارته
أجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال متصلة حول: "حلفت بالله كذبا ومعرفش ليه عملت كده"؟.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على فضائية "الناس": "عندنا الإيمان يمين لغو ويمين منعقدة، اللغو اللى هو مش عازم النية على الحلف، يعنى واحد بيقول لواحد والله تيجى تتغذى معانا، هنا مفيش عليه كفارة".
وتابع: "يمين منعقدة، هو واحد بيحلف على أمر على عكس الحقيقة وهو عارف إنه يكذب، هو كده عليه التوبة والاستغفار ولازم يطعم 10 مساكين، أو صيام 3 أيام متواصلة".
وأضاف: "الكذب حرام شرعا، ولا يجوز على المؤمن الكذب مهما كانت الأسباب، وسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (المسلم لا يكذب)، وبالتالى يمكن استخدام التورية حتى لا نتورط فى الكذب، بمعنى لو حد بيسألنى فلان عندك فى المكتب، وهو فعلا موجود، أقوله يمكن فى المسجد، وهو فى المكتب بس أنا هنا لم أكذب".
شروط التوبة
ذكر العلماء شروط للتوبة المقبولة على المرء أن يجتهد ليحصّلها كلها حتى يطمئنّ أن توبته قد قبلت، والشروط هي:
1- إخلاص النية لله تعالى من هذه التوبة، فلا تكن سعيًا لمرضاة أي أحد سواه.
2- الإقلاع عن الذنب وتركه نهائيًا.
3- الندم على إتيانه والوقوع فيه من قبل.
4-عقد العزم على عدم العودة إليه ثانية. الشروع بالتوبة والإقبال على الله تعالى قبل أن يغرغر الإنسان عند الموت.
5- أداء الحقوق إلى أصحابها إن كانت الذنوب والمعاصي متعلّقةً بالعباد، وبذل كل الوسع والطاقة في ذلك، فإن كانت التوبة من السرقة مثلًا فعلى العبد أن يردّ المسروقات إلى أصحابها، وإن كان ذلك صعبًا فعلى العبد أن يتصدّق بقيمة المسروقات.