الرئيس السيسي في الصين.. عقد من الشراكة الاستراتيجية ونموذجًا رائدًا للتعاون الدولي البناء
ADVERTISEMENT
وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة الصينية بكين، وتأتي هذه الزيارة تلبية لدعوة الرئيس الصيني شي جين بينج، حيث سيتم عقد مباحثات قمة بين الزعيمان، ولقاءات مع كبار قيادات الدولة الصينية، ومناقشة أوجه تعزيز العلاقات الثنائية وفتح آفاق أوسع للتعاون في مختلف المجالات.
شراكة استراتيجية بين مصر والصين
وتأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى بكين تزامناً مع الذكرى العاشرة لترفيع العلاقات بين مصر والصين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة. حيث تشهد العلاقات المصرية الصينية تطور ملحوظ في مختلف الأصعدة سواء السياسية والاقتصادية أو الثقافية والتكنولوجية وغير ذلك من المجالات مما يعكس مدى قوى ومتانة العلاقات بين الدولتين.
وفي وقت سابق قال المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية أن:" خلال هذه الزيارة ستجرى مباحثات ستشمل مختلف القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الحرب في غزة، وسبل استعادة الاستقرار في المنطقة، بما يحقق تطلعات شعوبها نحو السلام والأمن والتنمية".
كما أنه من المقرر أن يلتقي الرئيس برؤساء عدد من كبرى الشركات الصينية العاملة في مجالات متعددة، حيث ستتم مناقشة فرص جذب مزيد من الاستثمارات إلى مصر، في ضوء توجه الدولة لتعزيز آليات توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا، من خلال التعاون مع القطاع الخاص والاستثمار الأجنبي المباشر.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الزيارة ستتضمن أيضاً حضور الرئيس الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني الذي يعقد يوم ٣٠ مايو الجاري، بمشاركة الرئيس الصيني وعدد من القادة العرب، والذي من المقرر أن يناقش مختلف أوجه العلاقات العربية الصينية وسبل تعزيزها.
تسلسل العلاقات المصرية الصينية في عهد الرئيس السيسي
زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الصين اليوم هي ليست الأولى إذ سبق و قام الرئيس السيسي بأول زيارة رسمية له إلى الصين في نوفمبر 2014، حيث التقى الرئيس الصيني شي جين بينج.
وخلال هذه الزيارة تم توقيع 25 اتفاقية ثنائية في مجالات مختلفة، شملت التجارة والاستثمار والبنية التحتية والطاقة والسياحة، كما تم خلال الزيارة إعلان "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" بين البلدين، التي تمثل أعلى مستوى من العلاقات الدبلوماسية.
وفي عام 2015، انضمت مصر إلى مبادرة "الحزام والطريق" الصينية وهى مبادرة تهدف إلى إنشاء شبكة من البنية التحتية تربط بين آسيا وأوروبا وإفريقيا.وتعد مصر بوابة رئيسية للمبادرة في إفريقيا، حيث تنفذ العديد من المشروعات المهمة في إطارها، مثل تطوير قناة السويس وإنشاء منطقة التجارة الحرة الإفريقية.
وفي عام 2016 تم تأسيس منتدى التعاون الإفريقي الصينى، و شاركت مصر بشكل فاعل في تأسيس منتدى التعاون الإفريقي الصيني في عام 2016، الذي يعد منصة مهمة لتعزيز التعاون بين الصين والدول الأفريقية في مختلف المجالات.
وفي عام 2018 حضر الرئيس السيسي قمة منتدى "بريكس" في جنوب إفريقيا، والتقى قادة الدول الخمسة الأعضاء في المنتدى (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا). وكانت مشاركة مصر في هذا المنتدى خطوة مهمة لتعزيز علاقاتها مع الدول الناشئة، وتعزيز التعاون الدولي متعدد الأطراف.
وفي مقابل ذلك، قام الرئيس الصيني شي جين بينج بزيارة مصر في يناير 2022 حيث التقى الرئيس السيسي. وشهدت الزيارة توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية في مجالات مختلفة، شملت التجارة والاستثمار والبنية التحتية والطاقة والسياحة. كما تم خلال الزيارة التأكيد على أهمية "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" بين البلدين، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وفي عام 2023 نمت العلاقات بين مصر والصين بشكل ملحوظ في مختلف المجالات، حيث وصل حجم التبادل التجاري بين مصر والصين إلى 15.7 مليار دولار في عام 2023، مسجلًا زيادةً ملحوظة عن العام السابق. وسجلت الصادرات المصرية إلى الصين 881 مليون دولار، بينما وصل حجم الاستثمارات الصينية في مصر إلى 8 مليارات دولار من خلال أكثر من 5000 شركة.
وشهد عام 2023 توقيع العديد من الاتفاقيات الاستثمارية بين مصر والصين، شملت مشروعات في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما شهد العام تدشين عدد من المشروعات الصينية الكبرى في مصر، مثل مصنع "دوكو" لإنتاج الأجهزة الإلكترونية، ومشروع "طاقة الرياح" في جبل الطور.
وفي مجال التكنولوجى، تم توقيع اتفاقية لتعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، وتبادل الخبرات في هذا المجال. كما تم إطلاق مبادرة "طريق الحرير الرقمي" بين البلدين، بهدف تعزيز التعاون في مجال التجارة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي.
وشهد عام 2023 فعاليات ثقافية مشتركة بين مصر والصين، شملت معارض فنية وعروض موسيقية ومهرجانات سينمائية، كما تم تنظيم العديد من الفعاليات الهادفة إلى تعزيز التبادل الثقافي بين الشعبين، مثل "أسبوع الثقافة المصرية في الصين" و"أسبوع الثقافة الصينية في مصر".
مصر والصين والعصر الذهبي للتعاون والشراكة الاستراتحية
ويشهد عام 2024 استمرار لوتيرة التعاون المتنامية بين القاهرة وبكين، وتعد الشراكة بين البلدين نموذجًا رائدًا للتعاون الدولي البناء، سواء التعاون فى مجال الطاقة المتجددة حيث تولى مصر والصين اهتمامًا كبيرًا بتطوير مصادر الطاقة المتجددة، وتعد مصر من الدول الرائدة في مجال الطاقة الشمسية في إفريقيا، بينما تمتلك الصين خبرة واسعة في مجال طاقة الرياح.
ويعد الذكاء الاصطناعي من المجالات ذات الأولوية للتعاون بين مصر والصين، حيث تُدرك البلدين أهمية هذه التكنولوجيا في مختلف مجالات الحياة.
وتعمل مصر والصين على تعزيز التعاون في مجال الاستثمارات من خلال تأسيس مناطق صناعية مشتركة، وجذب الاستثمارات الصينية في مشروعات البنية التحتية والطاقة والسياحة.
وتواصل مصر والصين تعزيز التعاون في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، وتنفذ مصر العديد من المشروعات المهمة في إطار هذه المبادرة، مثل تطوير قناة السويس وإنشاء منطقة التجارة الحرة الإفريقية. وتساعد هذه المشروعات في تحسين البنية التحتية وتعزيز التبادل التجاري بين مصر والدول الأخرى.