زلزال سياسي في إيران وصدمة للنظام .. كيف تناولت الصحف العبرية حادث مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي؟
ADVERTISEMENT
"زلزال في إيران وصدمة للنظام" هكذا وصفت الصحف العبرية حادث مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الأوفر حظاً بتولي منصب المرشد الأعلى بعد على خامئني ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، مشيرة إلى أن مقتله قد يجعل طهران تنشغل بهذا الحادث المفاجئ وتهتم بالداخل الإيراني، بعد أن كانت تولى اهتمام كبير ودعم لوكلائها في المنطقة لمواصلة الهجمات ضد إسرائيل رداًَ على عملياتها العسكرية في قطاع غزة.
مقتل الرئيس الإيراني صدمة للنظام
صحيفة The Times of Israel نشرت مقال تحليلي ورصده موقع تحيا مصر وذكرت فيه أنه على الرغم من أن مقتل اثنين من كبار المسؤولين الإيرانيين يمثل تطوراً دراماتيكياً في وقت تحتدم فيه صراعات متعددة في المنطقة، فمن المرجح ألا يؤثر على مسار تلك المعارك بشكل كبير، حيث تقع القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية والحرب ضمن اختصاص المرشد الأعلى علي خامنئي.
وذكر جيسون برودسكي، مدير السياسات في منظمة "متحدون ضد إيران النووية"، أن "رئيس الجمهورية الإسلامية هو منفذ، وليس صانع قرار". وأضاف: "ولذا فإن سياسات الجمهورية الإسلامية، وأساسيات تلك السياسات، ستبقى كما هي".
مشيرة في ذات الوقت، إن الخسارة المفاجئة للرئيس الإيراني تخلق فراغاً في السلطة ستبدأ شخصيات بارزة في المناورة للاستفادة منه. حيث لا يوجد نقص في المسؤولين الأقوياء الذين كانوا ينتظرون فرصة كهذه للارتقاء إلى أعلى هيكل سلطة النظام، والآن تمثل الصدمة المفاجئة المتمثلة في وفاة الرئيس الإيراني نفسها بمثابة اختبار لخامنئي
وأضاف الصحيفة العبرية:" الأهم من ذلك هو أن رئيسي كان يُنظر إليه على أنه المرشح الرئيسي ليحل محل خامنئي. لقد كان يتمتع بخبرة هائلة - رجل دين ورئيس قضاة سابق ورئيس سابق لمؤسسة ضخمة، بالإضافة إلى كونه رئيسًا و إخراجه من الملعب أو إصابته بالعجز أو الموت يمثل صدمة حقيقية لسياسة النظام".
كما أشارت إلى أن:" خسارة أمير عبد اللهيان مهمة أيضًا، لأنه كان وزيرًا للخارجية فعالًا للغاية، وأشرف على مصالحة ناجحة مع المملكة العربية السعودية وأدار سلسلة من الأزمات الصعبة، بما في ذلك مع الجارة القوية باكستان. ورغم أن سياسة إيران الخارجية الواسعة لن تتغير، فمن المتوقع أن يؤدي الاضطرار إلى التعامل مع الاضطرابات السياسية غير المتوقعة إلى صرف الانتباه عن المعركة المتعددة الجبهات ضد إسرائيل".
وذكرت الصحيفة نقلاً عن مايكل ماكوفسكي، الرئيس التنفيذي للمعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، إلى أن البلاد يمكن الآن أن تكون "أكثر انشغالًا ذاتيًا، ومنغمسة في السياسة الداخلية، في الوقت الذي تفرز فيه انتخابات الرئيس المقبل".
وتابع المقال :"يخاطر النظام أيضاً بأن يبدو ضعيفاً بعد سلسلة من الانتكاسات. لقد أظهرت طهران ضعفاً منذ أشهر. في 3 يناير، قتل إرهابيو تنظيم الدولة الإسلامية ما لا يقل عن 84 شخصًا في انفجارين بالقرب من قبر الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، أثناء إحياء الذكرى الرابعة لوفاته في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في العراق قبل أربع سنوات..وفي الشهر السابق، قتلت جماعة جيش العدل، وهي جماعة إرهابية سنية، 11 ضابط شرطة إيرانيا.. وأطلقت إيران، صواريخ على باكستان، قائلة إنها كانت تستهدف جيش العدل. لكن باكستان المسلحة نووياً لم تتراجع، وردت بالصواريخ والطائرات المقاتلة داخل إيران - وهو أول هجوم بالقنابل على الأراضي الإيرانية منذ الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات".
وأضافت:" في إبريل، اغتالت إسرائيل، المسؤول الكبير في الحرس الثوري الإسلامي في سوريا، محمد رضا زاهدي، ونائبه محمد حاج رحيمي. وفي ديسمبر، قُتل الجنرال رازي موسوي في غارة جوية إسرائيلية في دمشق. و إذا نجح خامنئي في إدارة عملية انتقالية سلسة، فسوف تظهر الجمهورية الإسلامية قدراً من الاستقرار في وقت صعب".
مقتل رئيسي خيبة أمل ولن توثر على الصراع الإيراني الإسرائيلي
وفي صحيفة Jerusalem Post ذكرت الصحيفة نقلاً عن الدكتور مئير جافيدانفار، المحاضر الإيراني في جامعة رايخمان، إن هذا لا يفعل "شيئا" لتغيير النظام، موضحا أن التأثير سيكون محليا إلى حد كبير.
وقالت الصحيفة العبرية، إنه مع وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان في حادث تحطم طائرة هليكوبتر يوم الأحد، فإن أولئك الذين يأملون في أن تؤدي وفاتهم المفاجئة إلى تغيير النظام في الجمهورية الإسلامية، من المرجح أن يصابوا بخيبة أمل. كما لا يعتقد أن وفاتهم يمكن أن تؤثر على عداء إيران لإسرائيل، أو دعمها لجماعتي حماس وحزب الله، أو سعيها لإنتاج أسلحة نووية.
وأوضح عميدرور أن بديلي رئيسي وأمير عبد اللهيان سيستخدمان لغة مختلفة، لكن في النهاية "عملية صنع القرار لا يقوم بها الرئيس ولا وزير الخارجية".مشيراً إلى أن:" الحادث من المحتمل أن يكون بسبب مشاكل فنية أو سوء الأحوال الجوية فكانت وكانت المروحية تحلق في منطقة ضبابية للغاية على الحدود الإيرانية مع أذربيجان أعني أن المكان... منطقة جبلية للغاية، ضبابية وأسطول طائرات الهليكوبتر الإيرانية قديم جدًا".
وقلل عميدرور من احتمال أن تكون إسرائيل وراء الحادث. مشيراً إلى أن اتخاذ إجراء ضد رئيسي "إهدار للطاقة".
وأضاف: “إذا كنت تريد أن تفعل شيئًا سيكون له تأثير سواء على المستوى الداخلي أو [الخارجي]، فلن يستهدف أحد الرئيس”.
وفاة رئيسي زلزال للجمهورية الإيرانية
وفي مقال نشرته صحيفة “يديعوت إحرنوت” العبرية ذكرت أن:" من المتوقع أن يؤدي حادث تحطم المروحية الذي توفي فيه رئيسي ووزير الخارجية إلى هز النظام السياسي في إيران، سواء على المدى القريب أو استعدادًا للصراع على الخلافة في المستقبل".
وأضافت الصحيفة العبرية:" يعد الموت المفاجئ للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث طائرة هليكوبتر شمال غرب إيران بمثابة زلزال كبير في الجمهورية الإسلامية. ويتولى المرشد الأعلى علي خامنئي منصب رئيس الدولة ويركز في يديه السلطات الرئيسية لإدارتها، خاصة في القضايا الخارجية والأمنية. ومع ذلك، يرأس الرئيس السلطة التنفيذية، ويعتبر رسميًا ثاني أهم السلطة في التسلسل الهرمي الحاكم في الجمهورية الإسلامية، ويتمتع بنفوذ كبير في إدارة شؤون الدولة، خاصة في مجالي الداخلية والاقتصاد. فهو يرأس الحكومة، ويرسم سياستها، ويناط بتنفيذها، ويرأس سلسلة من الأجهزة التنفيذية العليا، على رأسها المجلس الأعلى للأمن الوطني، المسؤول عن صياغة الاستراتيجية العليا في القضايا الخارجية والأمنية".
وأشار المقال إلى أن:" تقترب إيران من صراع الخلافة المتوقع بعد وفاة الزعيم علي خامنئي البالغ من العمر 85 عاماً. وبرز اسم رئيسي في السنوات الأخيرة كأحد المرشحين الرئيسيين لخلافة خامنئي عندما يحين الوقت.. ومما لا شك أن وفاته المحتملة تمثل ضربة شخصية قاسية للزعيم الإيراني. ويعتبر رئيسي الرئيس الأكثر ولاء وملاءمة لخامنئي من بين الرؤساء الخمسة الذين خدموا تحت قيادته منذ تعيينه زعيما في صيف عام 1989. وعكس انتخابه للرئاسة تغيرا كبيرا في ميزان القوى السياسي في السلطة التنفيذية. وبشر بعودة سيطرة المحافظين على جميع مراكز السلطة في إيران، خاصة بعد ولاية سلفه حسن روحاني التي دامت ثماني سنوات، والذي تم التعرف عليه من خلال المعسكر البراغماتي. كما أدى انتخاب رئيسي إلى تعزيز التركيبة المتشددة للمجلس الأعلى للأمن القومي".
وذكرت الصحيفة العبريةن كما كان للرئيس رئيسي تأثير كبير في إدارة السياسة الخارجية الإيرانية. وعلى الساحة الإقليمية، من المتوقع أن يكون لوفاة وزير الخارجية أمير حسين عبد اللهيان، الذي رافق الرئيس إلى موسكو، تأثير كبير. إن معرفته العميقة بالشرق الأوسط، وإتقانه للغة العربية وقربه الشديد من فيلق القدس التابع للحرس الثوري، جعلت عبد اللهيان في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد اندلاع الحرب في غزة، عاملاً مهماً في قيادة القوات الإيرانية. وبرزت مشاركته بشكل خاص بالمقارنة مع سلفه محمد جواد ظريف، الذي اتسمت علاقاته مع الحرس الثوري في كثير من الأحيان بالتوتر. ولعب عبد اللهيان أيضًا دورًا مركزيًا في جهود إيران لتخفيف التوترات مع جيرانها العرب.
واختتم المقال أنه:" لا يتوقع أن تتغير الاستراتيجية الإيرانية بعد وفاة الرئيس، والجمهورية الإسلامية مستعدة قانونيا وتنظيميا للتعامل مع رحيله المفاجئ. وبموجب الدستور الإيراني، يتولى النائب الأول للرئيس محمد خبر منصب نائبه حتى يتم تحديد موعد لإجراء انتخابات رئاسية جديدة في موعد لا يتجاوز 50 يومًا. وحتى لو كان تحطم مروحية الرئيس مرتبطا بالظروف الجوية، فإنه ينضم إلى سلسلة إخفاقات السلطات الإيرانية في السنوات الأخيرة، مثل إسقاط الطائرة الأوكرانية على يد الحرس الثوري في يناير 2020، وسلسلة الإخفاقات الأمنية التي انكشفت إثر الاغتيالات والأعمال التخريبية التي نسبت لإسرائيل في السنوات الأخيرة ضد أفراد ومنشآت أمنية حساسة في إيران.