السفير عمرو حلمي: استيلاء إسرائيل على معبر رفح يهدد بقطع جهود الإغاثة وإمدادات المساعدات عن الشعب الفلسطيني
ADVERTISEMENT
صرح السفير عمرو حلمي، عضو مجلس الشيوخ، أن استيلاء إسرائيل على معبر رفح وإغلاقه أمام إمكانية مواصله تدفق المساعدات الإنسانية العاجلة إلى الشعب الفلسطيني المحاصر في غزه يمثل "تطورا خطيرا" يؤكد عدم اكثراث حكومة نتنياهو بالإعتراضات والتحذيرات الدولية والإقليمية من قيامها باجتياح رفح الفلسطينية، إذ لا يزال رئيس الوزراء نتنياهو على اقتناع بأن هزيمة حماس لن تكون كاملة ما لم يقم الجيش الإسرائيلي بالدخول إلى رفح بهدف تفكيك كتائب حماس التي بقيت هناك، إذ يعتقد أن حماس نشرت أربع كتائب على الأقل – عدة آلاف من المقاتلين – في رفح، وإذا سُمح لهم بالبقاء دون القضاء عليهم، فإن زعيم حماس يحيى السنوار سيخرج منتصرا من العمليه العسكرية الإسرائيلية في غزة بما يجعله قادرا على القيام بمذبحة أخرى ضد اليهود على غرار ما حدث في 7 أكتوبر.
اجتياح رفح الفلسطينية
وأضاف السفير عمرو حلمي، في بيان صحفي له رصده تحيا مصر، أنه يبدو أن نتنياهو لم يأخذ حتى الآن تحذيرات الرئيس بايدن من التحرك نحو رفح محمل الجد حتي بعد أوقفت الإدارة الأمريكية ـ للمرة الآولي منذ بدء الحرب ـ شحنة قنابل لإسرائيل، اذ كان نتنياهو قد صرح إن "أي قدر من الضغوط، وأي قرار من أي منتدى دولي، لن يمنع إسرائيل من الدفاع عن نفسها وانه إذا اضطرت إسرائيل إلى الوقوف بمفردها، فإن إسرائيل ستقف وحدها" إذ يعتقد نتنياهو إن الجانب الفلسطيني من معبر رفح يستخدم في أنشطة إرهابية وتعتبر أي سيطرة على الحدود هدفًا استراتيجيًا مهمًا والإستيلاء على هذا الهدف يسمح لإسرائيل بالسيطرة على نقطة الدخول والخروج الرئيسية إلى رفح، وأن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين وإن كانوا لم يحددوا جدولا زمنيا لعمليتهم في رفح، إلا أنه من غير المتصور تخليهم عن معبر رفح في المستقبل القريب وحتي بعد أن أوضحت الولايات المتحدة معارضتها لأي هجوم أوسع نطاقاً على المدينة، إلا أن إستيلاء إسرائيل على المعبر يؤكد استمرار تصميم الحكومة الإسرائيلية على مواصلة قتال حماس، وبالتالي زيادة نفوذها أثناء مفاوضات وقف إطلاق النار، إذ كانت إسرائيل قد أمرت في وقت مبكر من صباح يوم الإثنين الماضي بإخلاء شرق رفح وإجلاء المدنيين الفلسطينيين إلى أماكن أخرى، وبعد الظهر تقدمت الدبابات الإسرائيلية اذ يبدو أن الخطة الإسرائيلية تتمثل في إخلاء المدينة والقتال فيها قطعة قطعة، بعد أن يتم نقل المدنيين بسرعة شمالًا وغربًا دون ترك حماس حرة في تقييد الحركه المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية.
الإفراج عن الرهائن
وأكد السفير عمرو حلمي، أنه حتى مع الضغوط والإتصالات الأمريكية والتي يدخل في إطارها الزياره التي يقوم بها وليم بيرنز رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية حاليا إلى إسرائيل فإنه من غير المتصور أن تؤدي إلى إجبار نتنياهو على التراجع عن القيام بعملية عسكرية في رفح خاصة وأن تخليه عن ذلك سيعني الفشل في القضاء على حماس الذي كان من بين الأهداف الرئيسية لعمليته العسكرية التي بدأها عقب هجوم حماس في السابع من أكتوبر، كما أنه من غير المتوقع أن يسمح الإفراج عن الرهائن الذي قد يتم التوصل إليه في إطار مفاوضات التهدئة التي تتم برعاية مصرية إلى تراجع نتنياهو عن مخططات إقتحام رفح، بل أن ذلك قد يعزز من إصراره على الدخول عسكريا إليها، وبذلك يمكنه أن يروج داخليا لأنه نجح في الإفراج عن الرهائن وفي القضاء على الجانب الأكبر من الإمكانات العسكرية البشرية والمادية لحركة حماس بالدرجة التي لن تمكنها من تكرار ما حدث في 7 أكتوبر الماضي، وعلينا في خضم تلك التطورات أن ندرك أن إسرائيل ستمضي في القيام بعملية عسكرية في رفح قد تتم على عدة مراحل وأن الضغوط الدولية بما فيها الأمريكية لن تؤدي إلى تراجعها عن القيام بذلك وحتى وأن أدت إلى خسائر بشريه تفوق التصور.
إغلاق إسرائيل لمعبر رفح
وأوضح، أن إغلاق إسرائيل لمعبر رفح والذي يتزامن مع إغلاقها لمعبر كرم أبو سالم يؤدي إلى منع تدفق المساعدات الإنسانية اللازمة بما فيها المساعدات الطبية والغذائية وكذلك من الوقود الأمر الذي يعمق من مخاطر ارتفاع معدلات المجاعة وسوء التغذية والأمراض التي يعاني منها الفلسطينيون المحاصرون في غزة، إذ يمثل معبر رفح شريان حياة للفلسطينيين في غزة إلى العالم الخارجي، إذ يسمح بإيصال المساعدات وإجلاء المرضى من نظام الرعاية الصحية المنهار، وتقول هيئة معابر غزة التي يديرها الفلسطينيون إن إغلاق المعبر هو بمثابة "حكم إعدام" على سكان غزة، وخاصة المرضى والجرحى.
وأشار السفير عمرو حلمي، أن فولكر تورك مفوض الأمم المتحده السامي لحقوق الإنسان كان قد حذر من تصاعد معدلات الوفاة والمعاناة والدمار في صفوف المدنيين بعد أوامر إسرائيل للفلسطينيين بإخلاء أجزاء من رفح قبل الهجوم المتوقع، خاصة وأن الأمر يتعلق بتهجير مئات الآلاف قسرا من رفح إلى مناطق سويت بالأرض حيث لا يوجد سوى القليل من المأوي وحيث تنعدم إمكانية الحصول على المساعدة الإنسانية اللازمة لبقائهم على قيد الحياة وهو أمر لا يمكن تصوره ولن يعرضهم إلا للمزيد من البؤس والخطر، فضلا عما يمثله ذلك من انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان ولاتفاقيه جنيف الرابعة لعام 1949 التي تضع حماية المدنيين زمن النزاعات المسلحة في مقدمة أولوياته، كما صرح أنطونيو جوتيرس سكرتير عام الأمم المتحدة اليوم أن الهجوم على رفح سيكون خطأ استراتيجيا ودعا كل من له تأثير على إسرائيل للعمل على ثنيها عنه، وهو ما يؤكد خطورة ما آلت إليه الأوضاع الأمر الذي يحتم قيام كافة الأطراف الدولية المؤثره باتخاذ كل ما من شأنه أن يؤدي الي وقف التدهور ومعالجة المخاطر الداهمة التي يمكن أن يؤدي استمرار تفاقمها إلى التأثير سلبا في الأمن والإسقرار الإقليمي وإلى المزيد من المعاناة والبؤس للشعب الفلسطيني.