عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

«أزمة الدولار هتبقى تاريخ».. السيسي يفي بوعده بعد أقل من سنة.. و«رأس الحكمة» المخرج

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

لم يمر أكثر من عام على تصريح الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن أزمة الدولار "ستكون تاريخًا"، وها هي مصر تخطو خطوات يتوقع لها الكثيرون بأن تظهر تأثيراتها مباشرة على السوق المصرفي والقضاء على السوق السوداء للدولار، الذي أحدث اضطرابًا غير مسبوق للاقتصاد المصري، ملحقًا به خسائر كبيرة نتيجة تلك الممارسات غير القانونية للمضاربين على العملة الصعبة، والذي أدى إلى ارتفاع سعرها بصروة غير طبيعية ووصوله في السوق الموازي لأعلى مستوى بقيمة 73 جنيها.

وفي الوقت الذي يتأزم فيه الموقف الاقتصادي، وتتصاعد فيها حركة السوق الموازية، خرج الرئيس عبد الفتاح السيسي بتصريحات حاسمة وواثقة من أن الأزمة الحالية التي يمر بها الاقتصاد المصري والممثلة في أزمة العملة الصعبة وارتفاع سعر الدولار، ستكون إلى زوال، وسوف تعبرها مصر، كما عبرت الأزمات التي سبقتها.

أزمة الدولار ستكون تاريخ.. السيسي يتعهد

في 1 أبريل 2023 وعلى هامش تفقده الارتكازات الأمنية بشرق القناة، ولقاءه بمقاتلي قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب ومقاتلي الجيش الثاني والثالث الميداني، أكد الرئيس السيسي في بكلمات وضاحة لا يشوبها أي غموض أو تردد، بأن الأزمة الاقتصادية والدولار ستكون تاريخ.

السيسي يتعهد بإنهاء أزمة الدولار

الرئيس السيسي ذكر في تصريحه التاريخي، الذي رصده تحيا مصر : "الإرهاب خلص بيكم، والأزمة دي هتخلص بيكم، وقريبًا الأزمة دي هتكون تاريخ برده، حتى الدولار بفضل الله وبفضلكم هيبقى تاريخ بس لازم نعرق ونشقى".

الرئيس السيسي وتحرير سعر الصرف

بعد هذا التصريح، بشهرين، وتحديدًا فش شهر يونيو من العام نفسه، كان للرئيس عبد الفتاح السيسي تصريحات أخرى بشأن الدولار، تحدث خلالها عن الأنباء التي تردددت حينها بشأن تحرير سعر الصرف، وكشف عن موقف الدولة بشأن سعر الدولار وتثبيته.

لثقة الرئيس بالوفاء بعهده بأن أزمة الدولار ستكون تاريخًا، فقد رفض تحرير سعر الصرف، لما يمثله من خطورة على الأمن القومي، يقول "السيسي": "تحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار لو  لو هيأثر على المصريين بلاش.. حتى لو هيتعارض مع مطالب صندوق النقد".

الرئيس السيسي

وتحدث الرئيس السيسي حينها عن كيف تواجه أن الحكومة الفرق بين الدولار، حيث أوضح أن الحكومة تدخلت في سعر الصرف لتثبيت سعر الدولار، مؤكدا أن مصر ثبتت سعر صرف الدولار مقابل الجنيه عبر إيداع الدولار في السوق والتدخل في سعر الصرف، ثم الحفاظ على قيمة الجنيه، لأن الأمر يتعلق بحياة المواطنين والأمن القومي.

لكن لم تقف الدولة المصرية عند تثبيت سعر الدولار فحسب، بل قادت جهودًا بتوجهيات من الرئيس السيسي، من أجل وضع حد لأزمة الدولار كما وعد الرئيس في تصريحات سابقة.

وعمدت الحكومة لتحقيق هذا الأمر وزيادة عوائدها من العملة الصعبة، إلى بعض الاجراءات التي من خلالها تجذب النقد الأجنبي، فكانت مبادرة سيارات المصريين بالخارج من خلال وديعة بالدولار فضلا عن بعض القرارات المماثلة في الشأن ذاته، مثل شراء العقارات للأجانب بدون التقيد بحدود.

لكن تلك الاجراءات، وإن كانت أحدثت بعض التدفقات الدولارية، إلا أنها لم تكن كافية لمواجهة السوق الموازية، فقد تصاعد سعر الدولار رغم ذلك إلى مستويات غير طبيعية في السوق السوداء حتى وصل إلى 73 جنيه.

بعد هذا القفزة التي لحقت بسوق الصرف غير الرسمي، كانت تحركات الأجهزة الأمنية التي لاحقت هؤلاء المضاربين بـ الدولار، ليهبط سعر الدولار بعدها في السوق السوداء إلى حدود الـ 50 جنيهًا.

صفقة رأس الحكمة تفي بتعهدات الرئيس السيسي

جاءت الضربات للسوق السوداء متتالية، بعد الإعلان عن صفقة رأس الحكمة، والذي كان كافيًا لأن يتراجع سعر الدولار من 60 جنيها يوم الخميس الماضي إلى 49 جنيها تقريبا في يوم الإعلان عن توقيع الصفقة الجمعة الماضية.

جاء ذلك التراجع على الرغم من أن التدفقات الدولارية لم تحدث بعد، فما تم هو الإعلان وتوقيع الاتفاقية فقط، حيث إنه بعد أسبوع من توقيع الصفقة سوف تحصل مصر على 15 مليار دولار، وبعد أسبوعين سوف تحصل على 20 مليار دولار، ليكون إحمالي قيمة الصفقة 35 مليار دولار.

توقيع صفقة رأس الحكمة

تشير التوقعات إلى أن تلك التدفقات الدولارية، سوف يصاحبها استقرار في الأسواق، سواء السواق المصرفية من خلال القضاء على السوق الموازية للدولار، أو أسواق الصاغة من خلال استقرار أسعار الذهب، والتي انخفضت بعد الصفقة نحو 800 جنيها مرة واحدة.

تابع موقع تحيا مصر علي