صدام عسكري مزيف.. خبراء عراقيين لـ "تحيا مصر": إيران لا تريد التصعيد وأمريكا تتحاشي المواجهة مع طهران

مع استمرار الحرب فى قطاع غزة لليوم الـ 121 على التوالي، يتواصل التصعيد العسكري الحذر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران متمثلة فى وكلائها فى المنطقة سواء فى سوريا والعراق ولبنان أو عبر البحار، وتشن الفصائل الموالية لإيران بين حين و آخر ضربة عسكرية أما تستهدف سفن أميركية مثل الهجمات المتتالية التى تشنها جماعة الحوثى فى البحر الأحمر والتى أثرت بشكل كبير على حركة التجارة العالمية، أو من خلال استهداف القواعد الأميركية فى دول كالعراق وسوريا، وكان آخر هذه الهجمات عملية  البرج 22 والتى تمت على الحدود السورية الأردنية وأدت إلى مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة آخرون ويعد أول خسارة بشرية من جانب أمريكا منذ بداية الحرب فى غزة فى السابع من أكتوبر. 

الشرق الأوسط على حافة الانفجار

واشنطن أكدت أنها سترد على هذه الضربات التى شنتها فصائل موالية لإيران، ورداً على ذلك شنت 85 هجوم ضد مواقع تابعة لفصائل موالية لطهران فى سوريا والعراق، وبعد الانتهاء من عمليته العسكرية المحدودة، أكدت أنها لا تريد تصعيد مع إيران أو الدخول فى صدام مباشر يشعل المنطقة التى أشبه بقنبلة موقوتة قابلة للانفجار فى أي لحظة في حال استمر هذا الاحتكاك العسكري بين الدولة النووية والجمهورية الإيرانية التى تسعي الانضمام إلى نادي التسليح النووي.

محلل سياسي عراقي لـ "تحيا مصر": إيران لا تريد التصعيد وأمريكا تتحاشي المواجهة مع طهران

وتعقيباً على هذه الضربات الأمريكية، قال المحلل السياسي العراقي على البيدر فى تصريحات خاصة لـ “تحيا مصر” :"أتصور  لن تكون هناك رد فعل مفترضة فى هذا الجانب كون الضربات الأمريكية كانت عنيفة  ودائماً يكون الرد الإيراني متأخر  وأكثر ذكاء". 

وأضاف:" إيران لا تريد أن تدخل فى صراع مباشر وأي تصعيد يعتبر هو موقف يمثل النظام فى إيران سواء كان عبر الجماعات المسلحة  وبشكل مباشر..الولايات المتحدة دائماً تتحاشي  الوصول إلى العمق  الإيراني وارادت فى نفس التوقيت  أن تبعث رسالة إلى الداخل الأمريكي  أنها قامت بشئ يحسب لها خصوصاً هناك انتخابات اميركية تلوح بالأفق .. لذلك سوف يبقى رد الفعل بنفس المستوي السابق لن يحدث تصعيد أكبر الجميع لا يريد  أن يذهب المواجهة المباشرة". 

خبير فى الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ "تحيا مصر": الضربات الأمريكية استعراضاً للقوة والعراقيون من يدفعون ثمن صراع إيران وأمريكا

ويتفق اللواء ركن متقاعد الدكتور عماد علو الخبير فى الشؤون العسكرية والاستراتيجية مع ما يقوله المحلل العراقي البيدر بشأن عدم سعي كل من طهران وواشنطن إلى الدخول فى صدام عسكري مباشر، وقال اللواء عماد فى تصريحات خاصة لموقع  تحيا مصر :"كانت الضربات الأمريكية استعراضاً للقوة  لإرسال رسائل بأن الولايات المتحدة الأميركية  تستطيع بقيام رد فعل انطلاق من الأراضي الأمريكية  وبأسلحة وقذائف و امكانيات ذات قدرة تدمير كبير وهذا واضح من تدمير مواقع الأسلحة، لكن هذه الرسائل هو نوع من التخاذل بين الطرفين". 

وأضاف:" تأخير رد الفعل الذي شنته أمريكا أتاح فرصة كبيرة لفصائل المقاومة ولقوات الحرس الثوري الإيراني فى هذه المناطق المستهدفة لإعادة الانتشار بعيد عن هذه المقرات وإبعاد العناصر المهمة ونشر الأسلحة بمناطق أخري .. وبالتالي هذه الضربات لم يكن بالتأثير الذي يتناسب مع القدرات التدميرية للصواريخ التى تم استخدامها من قبل الطائرات الأمريكية  B1  وغيرها من الأسلحة التى استخدامها".

خاص| حرب الوكالة.. خبير فى الشأن الإيراني يكشف سيناريوهات رد طهران على الضربات الأمريكية

خاص|مناورة سياسية أم خطوة حقيقية.. ماذا يعني اعتراف الولايات المتحدة بدولة فلسطينية بالنسبة لإسرائيل؟

وتابع الخبير العراقي أن:" المسألة واضحة لا الولايات المتحدة الأمريكية تريد التصعيد مع إيران  أو إلحاق ضرر كبير بالجانب الإيراني وأذرعها ولا إيران تريد من جهتها التصعيد مع أمريكا أو إلحاق إضرار بالقوات الأميركية..و المتضرر الوحيد الجانب العراقي يدفع ثمن  كونه ساحة تصفية الحسابات والمواجهة العسكرية بين إيران  والولايات المتحدة الأميركية لذلك هذه المسألة ستبقى هكذا دون أن يكون هناك مواجهة مباشرة  بين الطرفين".