عاجل
الثلاثاء 05 نوفمبر 2024 الموافق 03 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

7 أكتوبر ومحرقة غزة.. ليلة سقوط أقنعة حقوق الإنسان المزيفة

غزة
غزة

كان عام 2023 ملئ بالأحداث والتطورات، ومثل بداية العام شهدت كارثة طبيعية وهو زلزال تركيا وسوريا والذي قتل فيه أكثر من 50 ألف شخص، كان نهاية العام كارثة لكن إنسانية وبطلها الشعب الغزاوي والمدينة المنسية فى دستور حقوق الإنسان لدي الدول التى تتشدق بالحريات وحقوق الإنسان، فما حدث فى غزة لا يمكن أن يمحى من ذاكرة التاريخ بسبب بشاعتها التى اسقطت الأقنعة المزيفة للديمقراطية وحقوق الإنسان التى لطالما تتشدق بها الدول الغربية التى تقدم نفسها للعالم أنها حامية حقوق الإنسان ومنبر للحريات وحصن منيع للديمقراطية، وتتدخل فى الشؤون الداخلية للدول بحجة الدفاع عن الديمقراطية أو حقوق الإنسان، فإذا قتل مواطن فى بلد لا ترضي عنها الدول الغربية سرعان ما تحشد كل أدواتها الإعلامية والسياسية والدبلوماسية وتحشد آلة العقوبات ضد هذه الدولة وتلعب دور الجلاد والسجان وتستعرض ديمقراطيتها الزائفة وتقدم هذه الدولة لـ (محكمة العدل) من منظورها  لإنزال عليها أشد العقوبات وتظهر هذه الدولة أنها منزوعة منه حقوق الإنسان  وتضطهد شعبها وتمنع الحريات وممارسة الديمقراطية! 

ليلة سقوط الأقنعة الغربية الزائفة

في مقابل هذه نجد نفس هذه الدول صامته أمام ما يحدث فى غزة، ففي السابع من أكتوبر كان بداية سقوط الأقنعة الزائفة للديمقراطية وحقوق الإنسان التى تتشدق بها هذه الدول أمام العالم، فمع بداية شن العملية العسكرية الإسرائيلية فى القطاع الفلسطيني، سرعان ما وجدنا نبرة جديدة لهذه الدول، وبدل معاقبة المتهم والمجرم، أنزلت أشد العقوبات على المظلوم ولم تكتفى بذلك بل حرصت على إظهار كافة الدعم لإسرائيل وأن الدولة العبرية لها  الحق ممارسة الإبادة الجماعية وممارسة تطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني باسم (حق الدفاع عن النفس). 

التاريخ يعيد نفسه

وكأن التاريخ يعيد نفسه، وحقيقي ليس الأمر بعجاب فأمريكا التى تدافع عن المذابح التى ترتكبها إسرائيل فى حق الشعب الغزاوي، هي أمريكا التى ابادت السكان الأصليين (الهنود الحمر) وابتعلت أرضهم، ولعل مشهد رقصة الحرية الذي مارسها العديد من الشعوب الداعمة للشعب الفلسطيني فى غزة كان بمثابة وميض ومحاولة إعادة إنعاش ضمير العالم أن ما حدث مع الهنود الحمر يتكرر من جديد فى المدينة المنسية غزة. 

فبالعودة إلى تسلسل الأحداث والتى رصدها موقع  تحيا مصر، فبعد إعلان إسرائيل إطلاق آلة الحرب واقتلاع كل ماهو ينبض بالحياة فى قطاع غزة، وتحويل القطاع الفلسطيني إلى جثة هامدةـ كان الموقف الغربي ليس صادم فحسب وإنما بمثابة صفعة على جبين العالم ولمن لايزال يتوهم بأن الدول الغربية هى الحامي الحقيقي لحقوق الإنسان! فمع إنطلاق آلة الحرب الإسرائيلية انطلق معه الدعم غير محدود للدول الغربية للدولة العبرية، ولم تكتفي بهذا الدعم بل سارعت فى محاكمة الشعب الغزواي بالتهديد بقطع المساعدات رداً على هذا الهجوم المباغت الذي شنته كتائب القسام على إسرائيل، فكانت عينها مفتوحة على الهجوم الحمساوي ثم أصابها العمي المفاجئ عن حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على سكان غزة. 

هولوكست غزة

بكت ولبست ثوب الحداد أمام الهجوم الذي أصاب حماس وسارعت بالإدانة والدعم الكامل لإسرائيل، فيما ارتدت برقع الحياء أمام ما يحدث فى غزة، وغلفت الهولوكست التى تحدث فى غزة بطابع حق الدفاع عن النفس ومكفول لإسرائيل. 

أما على المستوى الإعلامي لهذه الدول التى تدعى أنها منبر للحريات، ورمز للديمقراطية سرعان ما سقط قناعها أمام ما يحدث فى غزة وأدارت كاميراتها عن نقل الحقيقة، وبدل من ذلك كان تجمل صورة آلة الحرب الإسرائيلية وإلباسها ثوب النصر على جثث الأطفال والنساء وأنقاض المنازل والمدارس ودور العبادة، ورفع شعار إسرائيل تمارس حقها فى الدفاع عن النفس لمواجهة الإرهاب، وإظهار الضحايا كأنهم مجرمين يجب أن ينزل عليهم أشد العقوبات، ورغم محاولات الإعلام الغربي بقيام عمليات تجميل للمشهد المأسوي فى غزة وحقن مشاهديها بأكاذيب وتقديم لهم معلومات مزيفة معلبة، غير أن الكثير من شعوب هذه الدول كسرت حاجز الأكاذيب وقررت الوقوف فى صف الحق وإيصال أصوات الشعب الغزواي للعالم. 

تابع موقع تحيا مصر علي