ماهي المادة الـ 99 التى استخدمها الأمين العام للأمم المتحدة وأثارت غضب إسرائيل؟
ADVERTISEMENT
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بتفعيل المادة الـ 99 من ميثاق الأمم المتحدة للمرة الأولى منذ توليه المنصيب عام 2017 ، وتأتي هذه الخطوة فى محاولة من جانب المنظمة الأممية تسليط الضوء على حجم المأساة التى يعيشها سكان غزة وتفادي كارثة إنسانية فى القطاع الفلسطيني مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع لليوم الـ 62 .
قرار الأمين العام للأمم المتحدة بتفعيل هذه المادة أثار مجدداً غضب إسرائيل واعتبرته دعم للإرهاب وتهديد للسلام، وهى ليست المرة الأولى التى تثير قرارات جوتيريش غضب إدارة نتنياهو، فمنذ أن بدأت الحرب فى غزة أطلقت تل أبيب سيل من الانتقادات وحشدت وسائل الإعلام الخاصة بها ضد جوتيريش تطالبه بأن يقدم استقالته، إلى جانب محاولة معاقبة المؤسسة الأممية من خلال منع إصدار تأشيرات لمسؤوليها للدخول إلى إسرائيل، وكل هذا الغضب الإسرائيلي بسبب مواقف جوتيريش الواضحة والتى عارض فيها الحرب على غزة.
ماهى المادة الـ 99 فى ميثاق الأمم المتحدة ؟
وبالعودة إلى المادة الـ 99 التى أعلن جوتيريش تفعيلها، قال فى تغريدة له عبر منصة إكس (تويتر سابقاً) :" فى مواجهة الخطر الجسيم لانهيار النظام الإنساني فى غزة أحث مجلس الأمن على المساعدة فى تجنب وقوع كارثة إنسانية، وأناشد إعلان وقف إنساني لإطلاق النار".
وتنص المادة المذكورة على أن "للأمين العام أن ينبه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين".
ماذا يعني تفعيل المادة الـ 99 من ميثاق الأمم المتحدة؟
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها أنطونيو جوتيريش بتفعيل المادة التاسعة والتسعين من الميثاق، منذ أن أصبح أمينا عاما للأمم المتحدة عام 2017.
وأضاف دوجاريك إن الأمين العام يفعل بذلك السلطة التي يمنحها له الميثاق فيما يمكن أن يوصف بالخطوة الدستورية الكبرى. وقال إن تلك المادة تعد أقوى أداة يمتلكها الأمين العام في إطار مـيثاق الأمم المتحدة.
وأشار المتحدث إلى أن تفعيل المادة لم يحدث منذ عقود، وقال إن عددا من الخطابات السابقة أشارت إلى التهديدات الماثلة أمام السلم والأمن الدوليين ولكن دون الاستناد إلى هذه المادة.
شلل تام للعمليات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة فى غزة
وقال ستيفان دوجاريك إن الأمم المتحدة تقترب من نقطة الشلل التام لعملياتها الإنسانية في غزة في مكان قال فيه حوالي 15 ألف شخص، و130 من العاملين بالأمم المتحدة.
وكان الأمين العام قال في خطابه لرئيس مجلس الأمن الدولي، إن المدنيين في أنحاء غزة يواجهون خطرا جسيما. وأشار إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص، وفق التقارير، منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، يمثل الأطفال أكثر من 40% منهم بالإضافة إلى إصابة الآلاف بجراح.
تهجير 80% من سكان غزة
وأضاف الأمين العام إلى تدمير أكثر من نصف جميع المنازل في غزة، والتهجير القسري لنحو 80% من السكان البالغ عددهم 2.2 مليون شخص، إلى مناطق متقلصة في المساحة.
وحذر الأمين العام في خطابه من الخطر الجسيم لانهيار النظام الإنساني، وقال إن الوضع يتدهور بسرعة نحو كارثة بعواقب قد لا يمكن عكسها على جميع الفلسطينيين وعلى السلم والأمن في المنطقة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن على المجتمع الدولي مسؤولية استخدام نفوذه لمنع حدوث مزيد من التصعيد ولإنهاء الأزمة. وحث أعضاء مجلس الأمن الدولي على الضغط لتجنب وقوع كارثة إنسانية. وجدد مناشدته لإعلان الوقف الإنساني لإطلاق النار.
إسرائيل ضد قرار الأمم المتحدة
هذا القرار الذي اتخذه جوتيريش لم يمر مرور الكرام من جانب إسرائيل، واعتبرته بحسب ما جاء على لسان وزير خارجية الدولة العبرية أنه بمثابة تهديد (للسلام العالمي) إذ قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين فى تغريدة عبر منصة إكس إن:" تفعيل جوتيريش المادة الـ 99 من ميثاق الأمم المتحدة ودعوة لوقف إطلاق النار فى غزة هو بمثابة دعم حركة حماس وقتل المسنين والأطفال.. ".
وأضاف فى التغريدة أن:" اي شخص يدعم السلام فى العالم، عليه أن يدعم تحرير غزة من (حماس)".