عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

ياسر حمدي يكتب:لهذا السبب سأختار السيسي رئيسًا؟

ياسر حمدي - كاتب
ياسر حمدي - كاتب صحفي

هناك أسباب عدة تجعل كل مواطن مثقف وواعي ومدرك أو مطلع على مجريات الأمور والأحداث التي تحاك بنا، أو حتى المواطن العادي والبسيط لا يختار إلا المرشح عبدالفتاح السيسي رئيسًا للجمهورية، ولو أرادنا الكتابة عنها وتعددها لا يستطيع أحد حصرها في مقال واحد، لكنها تحتاج لأعداد كبيرة من المقالات التوضيحية لهذه الأسباب التي تجعل الناخب يختاره عن ظهر قلب. 

قبل ثورة ٢٥ يناير 2011 كانت تربطني علاقة قوية جدًا وعلى الرغم من صغر سني مع واحد من أهم وزراء مبارك، وبسببها قربت جدًا وقتها من نجل الرئيس، ووصلت العلاقة بيننا لحد الثقة التي جعلتني داخل المطبخ السياسي، وكنت مطلع على أمور الدولة كلها، بإختصار شديد كنت داخل أحشائها، وكان عندي حالة يأس كبيرة على مستقبل هذا البلد العظيم بسبب ما كنت أطلع عليه لدرجة أنها كانت تحتاج لجرافات كي تزيلها؛ ولودر بحجم مجرة لكي يمحيها.

كنت أرى مصير البلد متجه لمصير العراق أو لا قدر الله للتقسيم كالسودان، أو مجاعات الصومال ودول أفريقيا، وبعد ثورة يناير زاد خوفي بشدة على مصر لدرجة الإنهيار، على الرغم من مشاركتي فيها، والسبب يرجع لإعتلاء الإخوان وسيطرتهم على ثورة شباب كان حلمهم تغيير مصر لجمهورية جديدة تتسع لكل المصريين، وعندما سيطروا على مقاليد الحكم تيقنت أن المحروسة تسير على خطى أفغانستان، وكتبت وقتها مانشيت: «أيها المصريون.. دولة إخوانستان على الأبواب».

وعندما أعلن المستشار فاروق سلطان، رئيس اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية في عام ٢٠١٢ فوز محمد مرسي، بمقعد الرئيس زاد شعوري بالخوف على أم الدنيا وصل لحد اليأس المصحوب بالجبن، تمامًا كشعور الإنسان عندما يخبره الطبيب بمرض أمه لدرجة أنها لم تستجيب للعلاج، ويتيقن بداخل الشخص أن أمه في وقت الإحتضار، هناك أشخاص يلازمون سريرها ويجلسون بجوارها، وأشخاص أخرون قلوبهم تكون أجبن وأضعف من مواجهة هذه اللحظات الصعبة، شعور الخوف والقلق والبكاء على حال مصر كان حالي الدائم طوال هذه الفترة البائسة، وكتبت حينها مانشيت أخر: «الإخوان المسلمين يتاجرون بالدين من أجل السياسة».

وحينما أقالت الجماعة الإرهابية النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، وعين رئيسهم المستشار طلعت إبراهيم الموالي لهم خلفًا له، وبعدها مذبحة القضاء الشهيرة التي قاموا بها، حينها إنتابني شعور وإحساس بأن هذه الأرض أطهر من أنها تتحمل خونة عليها، وأن المولى سبحانه وتعالى لم ولن يمكن منها خائن وخسيس أبدًا، وكتبت وقتها مانشيت: «الإخوان المسلمون يخالفون شرع الله..»، وكنت ومعي عدد كبير من أساتذتي وزملائي الصحفيين نكتب عن حقيقة الإخوان الخبيثة المتسترة خلف عبائة الدين.

لم أتردد لحظة واحدة في الإنضمام لحركة تمرد، وكنت من الداعمين لها بقوة، والداعين لها بشدة في جميع وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وساهمت بشكل كبير جدًا في حشد مئات الالاف من المواطنين للتوقيع على إستماراتها، وإحساسي بالعار لأن مصر العظيمة يحكمها جماعة الإخوان كان دافع قوي في محاربتهم بكل ما أوتيت من قوة في جميع المحافل والندوات، وأمام اللجان الإنتخابية، وفي أماكن التجمعات الشعبية، خصوصًا أنني على دراية تامة بتاريخ الجماعة الإرهابية وقارئ جيد في تاريخها الملطخ بالدماء الذكية منذ نشأتها.

وانتصرت إرادة الشعب المصري في ثورة ٣٠ يونيو، واستجابت القوات المسلحة لنداء الوطن وساندت ثورة الشعب ضد الإخوان المنافقين، وأعلنت الجماعة الإرهابية الحرب على مصر، وقررت حرق البلاد، ودعت ميليشياتها بنشر الفوضى وإراقة الدماء الذكية من أبناء الشعب المصري، وحاربت مصر الإرهاب وانتصرت عليه، وكان عداء الإخوان للرئيس السيسي والقوات المسلحة والشعب غير طبيعي، وعدائها لزعامة الرئيس فاق الحدود.

حارب الرئيس السيسي في جميع الجبهات، حارب العنف والتطرف، وفتح النار على جبهة الفساد، وفي نفس الوقت الذي كانت تحمل فيه القوات المسلحة السلاح لمحاربة الإرهاب والتطرف كانت هناك يد أخرى تبني، ودخلت مصر في عهده عصر المشروعات القومية العملاقة، وفتح جميع الملفات وعمل بالتوازي على إنجازها، وباتت المحروسة جمهورية جديدة كما يحلم بها المصريون، أرسى قواعدها منذ توليه مقاليد الحكم.

رجع مكانة مصر الخارجية كما كانت عليه في العهود السابقة رغم محاربة الولايات المتحدة الأمريكية له ومعها حلفائها الأوروبيون، ولدي قناعة كبيرة إكتسبتها من دراستي للعلوم السياسية أن من تحاربه الأمريكان ودول أوروبا فهو وطني يبني هذا البلد ويسعى لتقدمها، ومن تسانده أمريكا وحلفائها فهو خائن لشعبه ووطنه كالأخوان المنافقون، وعدد مصادر التسليح، وفتح علاقات دبلوماسية مع دول العالم أجمع، وأصبحت مصر عضو أساسي في جميع المحافل والمؤتمرات الدولية والإقليمية والمحلية.

ويرجع السبب الأساسي الذي على أساسه سوف أختار المرشح عبدالفتاح السيسي رئيسًا للجمهورية بعيدًا عن الأسباب الكثيرة والمتعددة، وهو فرض إرادة مصر على جميع الدول وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والدول الأوروبية، وظهر ذلك بقوة منذ عملية طوفان الأقصى، وكانت الإرادة المصرية هي عدم تصفية القضية الفلسطينية، والرفض التام لتهجير الشعب الفلسطيني لأرض سيناء، وفرضت إرادتها على الجميع، وظل موقف مصر ثابت، ونسف الرئيس السيسي المخطط الصهيوني.

هذا هو الرئيس الذي أتمناه وهذه هي دولتي التي أعتز بها، رئيس سلح جيشة وجعله في وضع الإستعداد في أي لحظة، ويحافظ ويدافع عن كل زرة تراب من أرض الوطن، ولا يفرط في أي شبر من حدود دولته على الرغم من الضغوط الدولية والحروب المستمرة لضرب الإقتصاد، والاغراءات التي يضعف أمامها أي عاقل، وعلى الجانب الأخر دعم كامل وفوري للأخوة الفلسطينيين في غزة منذ اللحظة الأولى، في الوقت الذي تخلت عن هذه القضية دول أسف أن أقول عليها عربية.

عاشت مصر وتحيا قواتها المسلحة، ونعم لهذا الرئيس البطل ومليون نعم، رفض التوطين وحارب لوحده حتى نسف مخططاتهم، وفرض إرادة مصر على الجميع رغم أنفهم، وكسر الحصار المفروض على مصر بسبب ما يسمى بإتفاقية السلام وحرك جيش مصر العظيم وملء به أرض الفيروز وتمركز على الحدود مع إسرائيل بشهادة ال CNN الأمريكية، وظل معبر رفح مفتوح، ولن ولم يجرء أحد على فرض أي شئ أو يملي رأي على الرئيس السيسي.. تحيا مصر وتحيا فلسطين وتسقط إسرائيل وكل أعوانها.

تابع موقع تحيا مصر علي