عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

"البوسطجى..و"مندوب الخدمات"

فى نهار يوم من العام 2001، قالت لى أمى "رحمها الله" أن "البوسطجى" جاء وأخبرها أن هناك "خطاب مسجل بعلم الوصول" بإسمى، وعندما لم يجدنى ترك إخطاراً بحيث يتوجب علىّ أن اذهب إلى مكتب بريد المنطقة لإستلامه.

فى اليوم التالى مبكراً، ذهبت أبحث عن مكتب البريد الذى ذكره "البوسطجى"، وبعد بحث مرير عثرت عليه، ذلك المكتب المترب المتهالك كئيب المنظر، دخلت المكتب أبحث عن الموظفين حتى وجدت أحدهم غاطس وسط أكوام من الأوراق الخطابات والمراسلات والمكاتبات، إكتسى لون ملابسه بلون التراب الذى يحيط به حتى أصبح من الصعب التفرقة بينهم، بإختصار كان هذا حال مكاتب البريد وخدماتها فى بداية الألفية الثانية.

فى العام 2007 إنتشرت خدمات الهواتف المحمولة بتقنيات 3G، وأصبح إستخدام الخطابات فى المراسلات على المحك، اللهم إلا فى المكاتبات الرسمية وبعض المتشبسين بالعادات والتقاليد القديمة، وأصبحت مهمة الهيئة القومية للبريد صعبة وعلى وشك الاندثار، من هنا بدأت رحلة التطوير، والتى تم تحديد ملامحها بدقة فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

سارت رحلة تطوير البريد على عدة مراحل وفى عدد من المحاور والاتجاهات، بدأت بتطوير البنية التحتية، التى لازمها أن تكون هناك تغطية جيدة لشبكات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ثم جائت مرحلة تطوير البنية البشرية للموظفين، فأصبح "البوسطجى" بمفهومه التقليدى يدعى "مندوب الخدمات البريدية"، وتغير أسلوب تقديم خدماته بالتوازى مع تغيير المسمى وتوحيد الزى الرسمى له.

وكذلك تم التوجه لتطوير مكاتب البريد ذاتها لتواكب الألفية، وذلك بعد إنشاء العديد من المكاتب الجديدة ومنافذ تقديم الخدمة البريدية متعددة الصور، كما تم إستحداث خدمات "الشباك الموحد" بدلاً من التنقل بين الشبابيك، وكذلك تم تطوير سبل تقديم الخدمة من قبل موظفى الهيئة، وكذلك تم إستحداث وإدخال عدد كبير من الخدمات لتخفيف الأعباء عن المواطنين وتغيير إسلوب العمل النمطى المتعارف عليه قديماً.

بإختصار شديد..لو أغمضت عينيك أمام مكتب بريد منذ العام 2013 وفتحتهم الآن لأصبت بدهشة كبيرة، كيان يليق بهيئة عمرها يفوق الـ 150 عام، حيث كانت رقم 3 فى بداية إنشاؤها عالمياً، يحق للمصريين جميعاً أن يفخروا به وبوضعه وخدماته الحالية.

تابع موقع تحيا مصر علي