من مجمع طبي إلى ساحة حرب.. ماذا يحدث في مستشفى الشفاء؟
ADVERTISEMENT
تحولت المستشفيات في قطاع غزة من مكان لعلاج المرضى ولتخفيف الآلالم عن المرضى، إلى ساحة للحرب وملجأ للنازحين ومقبرة جماعية تتكدس فيها الجثث أطفالاً ونساءً وشيوخاً، ومستشفى الشفاء نموذج مصغر للوضع المأسوي في مستشفيات غزة التي باتت هدف مباح ومستباح للآلة العسكرية الإسرائيلية التي تبرر هذه الهجمات بحجة أن حركة حماس تستخدم هذه المستشفيات كقاعدة عسكرية تهاجم من خلالها إسرائيل.
تحيا مصر
دفن 179 جثة في مقبرة جماعية
ففي آخر تطورات “حرب المستشفيات” في قطاع غزة أعلن مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية، في وقت سابق من اليوم، أن 179 جثة دفنت في "قبر جماعي" في موقع المؤسسة الاستشفائية، وذلك بعد انهيار خدمات المستشفى بشكل كامل.
وأضاف أن:" بينهم 7 أطفال توفوا جراء انقطاع الكهرباء واضطررنا إلى دفنهم في قبر جماعي، الجثث تنتشر في ممرات المستشفى والكهرباء مقطوعة عن برادات المشارح، مع عدم دخول أي كمية من الوقود إلى قطاع غزة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر" .
ومستشفى دار الشفاء هو مجمع طبي في شمال غزة يقع على بعد حوالي 500 متر من الساحل وطريق رئيسي بين الشمال والجنوب، ويتكون من مجموعة من المباني المكونة من ستة طوابق وتتراوح عدد الأسرة بين 600 إلى 900 سرير وآلاف الموظفين، كان هذا المستشفى بمثابة الدعامة الأساسية لتوفير الرعاية الصحية محليًا، مع مجموعة من الخدمات التي لا يستطيع تقديمها سوى عدد قليل من المستشفيات الأخرى في غزة. ومنذ بداية الحرب في غزة، أصبح ملجأً للنازحين بسبب القتال والقصف الإسرائيلي المستمر.
حماس تنفي الاتهامات الإسرائيلية
وتزعم إسرائيل أن حماس قامت ببناء مقرها الرئيسي في مخابئ وأنفاق تحت المستشفى، مستخدمة المبنى والمرضى والموظفين كدرع بشري. وقال مسؤولون أمنيون أيضًا إنه بعد الهجمات المفاجئة التي شنتها حماس على إسرائيل والتي أسفرت عن مقتل 1200 إسرائيلي، تمركز كبار قادة حماس في "مجمع القيادة" تحت المستشفى.
وفي مؤتمر صحفي عُقد مؤخرًا، عرض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي صورة عبر الأقمار الصناعية لموقع المستشفى مع وضع علامة على عناصر "القيادة" العسكرية، وفي لقطات قيل إنها من الاستجواب. ونشرت إسرائيل أيضًا أدلة أخرى تظهر على ما يبدو أنفاقًا قريبة من منشآت طبية أخرى في غزة أو داخلها.
ونفت حماس ومسؤولون في السلطات الصحية التي تديرها حماس في غزة هذه المزاعم، قائلين إنها دعاية تستخدم لتبرير الهجمات على المرافق الصحية. ووصف الدكتور غسان أبو ستة، وهو طبيب بريطاني يعمل في مستشفى الشفاء، الادعاء الإسرائيلي بأنه "اتهامات لا أساس لها من الصحة" . وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، وهي منظمة حقوقية أمريكية، إنها لا تستطيع تأكيد الادعاء الإسرائيلي .
وفر آلاف الأشخاص من الشفاء لكن مسؤولي الصحة يقولون إن المرضى المتبقين يموتون بسبب نقص الطاقة ولا يمكن تشغيل المعدات المنقذة للحياة، مثل الحاضنات، بدون وقود لتشغيل المولدات.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 32 مريضا على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال، توفوا خلال الأيام الثلاثة الماضية.
1.500 نازح في مستشفى الشفاء
ويوجد ما بين 600 إلى 650 مريضًا داخليًا في مستشفى الشفاء، بالإضافة إلى 200 إلى 500 عامل صحي، وحوالي 1,500 نازح يبحثون عن مأوى هناك، وفقًا للمعلومات التي تمت مشاركتها مع منظمة الصحة العالمية، والتي تم نشرها يوم الأحد .
نصف سكان غزة بلا مأوي
هذا، وأعلن الجيش الإسرائيلي إنه يوفر ممرات آمنة للناس للهروب من القتال العنيف في الشمال والتحرك جنوبا، لكن مسؤولين فلسطينيين داخل الشفاء قالوا إن المجمع محاصر بإطلاق نار كثيف مستمر وأن القناصة الإسرائيليين منتشرون في كل مكان.
لقد أصبح مستشفى الشفاء هدفاً استراتيجياً لإسرائيل، التي تعتبر المستشفى بمثابة المركز العصبي لقدرات حماس الإدارية والعسكرية. بالنسبة لحماس ومؤيديها، فقد أصبح ذلك رمزا لقدرة المنظمة على القتال ضد عدو أقوى عسكريا.
ومنذ بداية الحرب في غزة، قُتل أكثر من 11 ألف شخص، حوالي 40% منهم من الأطفال، وأصبح أكثر من نصف سكان غزة بلا مأوى.