أسامة الأزهري عن الشيخ بدر الدين الحسني: كان هائل الاطلاع خارق الحفظ
ADVERTISEMENT
استعرض الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، سيرة الشيخ بدر الدين الحسني، أحد علماء الأزهر الأعلام، وذلك في معرض حديثه عن دور الأزهر الشريف في حمل راية العلم، والقيام على نشره في شتى ربوع الأرض.
الشيخ بدر الدين الحسني
وتناول الدكتور أسامة الأزهري، سيرة العالم الأزهري الشيخ بدر الدين الحسني؛ قائلًا: «نزل الإمام الكبير الشَّيخ بدر الدين الحَسَني إلى الأزهر الشريف، وتعلَّم فيه على طبقة الشَّيخ البرهان إبراهيم السَّقا والشَّيخ حسن العِدْوي الحمزاوي، ثم رجع إلى بلاد الشَّام؛ فصار كلُّ من في القُطر الشَّامي تلميذًا للإمام بدر الدين الحسني».
وتابع مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية: كان الشيخ بدر الدين الحسني - رضي الله عنه- هائل الاطلاع، خارق الحفظ، يحفظ الكتب السِّتة في الحديث، ويحفظ علوم المعقول، وكتب الأصول، وعلم المنطق والفلسفة على النَّحو القديم، فكان - رحمه الله تعالى- آية متدفقة في العلم ولم يزل.
شيخ علماء الأزهر
وأكد الأزهري، أن كلُّ علماء الشَّام في زمن الإمام بدر الدين الحسني -ومن بعده- يُقِرُّونَ بالمشيخة والأستاذيَّة الكبرىٰ له، وكان - رحمه الله- لشدة الاعتداد بالأزهر الشَّريف إذا سُئل عن سنده في العلم لايَذكر إلَّا شيخه الإمام البرهان السَّقا شيخ علماء الأزهر في ذلك الزمان، رغم أنَّ له شيوخًا آخرين في غاية الكثرة إلَّا أنَّه ما كان يذكر من مشايخه إلَّا البرهان السَّقا، حتى ظن بعضُ الدارسين أنَّه ليس له شيخ في العلم ولا في الإجازة إلا الشَّيخ السَّقا شيخ علماء الأزهر الشَّريف.
الشيخ بدر الدين الحسني في سطور
يذكر أن الشيخ بدر الدين الحسني، هو محمّد بن يوسف بن عبد الرّحمن بن عبد الوهّاب بن عبد الله بن عبد الملك بن عبد الغني المغربي المراكشي البيباني، وينتهي نسبه إلى الشّيخ الجزولي صاحب كتاب دلائل الخيرات الذي ينتهي نسبه إلى سيدنا الحسن سبط النّبي صلّى الله عليه وسلّم.
ولد الشّيخ بدر الدّين الحسني رحمه الله تعالى في دمشق سنة 1267هـ وكانت ولادته في داره الملاصقة لدار الحديث الأشرفية التي كانت مقرّه ومقرّ أئمة الحديث الشّريف من قبله، وولادته هذه من أبوين فاضلين تقيين ورعين.
وفاة الشيخ بدر الدين الحسني
وفي السّاعة التّاسعة صباح يوم الجمعة توفي الشيخ بدر الدين الحسني، بعد أن صلّى صلاة الضّحى، وكان ذلك في 27 من شهر ربيع الأوّل سنة 1354هـ الموافق 28 من شهر حزيران سنة 1935م وقد أعلن المؤذنون وفاته بجميع المآذن فارتاعت المدينة ارتياعاً عجيباً، وحزنت حزناً شديداً على وفاته، وأقبلت النّاس إلى بيت الشّيخ وكانت الطرق تعجّ بهم، ثم خرجت جنازته إلى الجامع الأموي، وتعددت الصّلاة عليه لكثرة النّاس، ثمّ دفن في مقبرة الباب الصّغير.