عاجل
السبت 02 نوفمبر 2024 الموافق 30 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

النيجر تجر اقتصاد العالم إلى نفق مظلم.. والقارة العجوز الأكثر تضررًا

النيجر
النيجر

لايزال المشهد السياسي داخل النيجر ضبابي بعد أن تم عزل الرئيس محمد بازوم من الحكم واحتجازه داخل القصر الجمهوري من قبل الحرس الجمهوري، وسط انقسام دولي وإفريقي حول التعامل مع هذه الأزمة وتخوفات من أن نزع فتيل هذه الأزمة وأن تنفجر ليس داخل النيجر فحسب وإنما فى العالم أجمع وتنعكس آثارها على العالم. 

تحيا مصر 

النيجر كنز ثمين للقارة الأوروبية

فتحولت النيجر بين ليلة وضحاها إلى برميل بارود قابل للانفجار في أي وقت وهو بالتأكيد ما تخشاه الدول الكبرى ذات الاقتصادات الكبرى ، فاستمرار هذه الأزمة يؤرق القارة الأوروبية وتحتاج إلى عمليات تدخل سريع لاستئصال هذه المشكلة والتخلص من الكابوس الذي يؤرق راحتهم، فأوروبا القارة التي لم تتعافى من آثار الحرب الروسية الأوكرانية والتي أثرت بشكل كبير على اقتصادها، لا تريد أن تفتح جبهة جديدة من المشاكل يحول اقتصادها إلى جثة هامدة. 

فرغم أن النيجر تعد من أفقر الدول في العالم إلا أنها تمثل كنز ثمين للدول الأوروبية التي تعتمد عليها بشكل كبير في احتياجاتها كالطاقة والمعادن وغير ذلك ومما لا شك فيه أن أزمة كهذه بمثابة (ضربة في مقتل) للقارة العجوز، لكن مثل ما ستؤثر أزمة النيجر على أوروبا بشكل خاص فإنها ستؤثر على اقتصاد العالم أجمع، وقد يواجه العالم سيناريو سوداوي جديد. 

الوقود النووي.. النيجر أكبر الدول المصدرة في العالم لليورانيوم 

فالنيجر تعد من أكبر الدول المصدرة في العالم لليورانيوم إذا تصدر نحو 5 % من صادراتها للعالم، كما أنها تعد ثاني أكبر مصدر للاتحاد الأوروبي حيث صدرت النيجر منه أكثر من 2975 طناً عام 2022، بما يعادل 25.4% من الواردات الأوروبية، وفرنسا تحصل على 35 %من احتياجاته من اليورانيوم من النيجر لتوفير 70 من الكهرباء، واستمرار هذه الأزمة وتخوفات من اندلاع نزاع مسلح يعني ضرورة بحث الدول الأوروبية عن مصادر بديلة لتوفير اليورانيوم. 

وإلى جانب اليورانيوم فتعتمد أوروبا على الغاز القادم من إفريقيا كبديل عن الغاز الروسي  فأنبوب الغاز العابر للصحراء، والذي يتوقع أن ينقل 30 مليار متر مكعب سنوياً من غاز نيجيريا إلى الجزائر ومنها إلى أوروبا، يمر بالنيجر، ما يعني أن نشوب حرب أو نزاع مسلح قد يشعل أزمة طاقة في أوروبا. 

النيجر تمتلك احتياط من النفط يقدر بمليار برميل

كما تمتلك النيجر احتياطات مهمة من النفط تقدر بمليار برميل، تنتج الآن نحو 20 ألف برميل يومياً وتخطط لزيادتها إلى نحو 100 ألف برميل يومياً، بعد إنجاز أنبوب تصدير النفط عبر دولة بنين، واستمرار هذه الأزمة قد تعطل إكمال إنشاء الأنبوب أو تصدير النفط من خلاله. وفي ظل عدم استقرار الوضع قد يدفع ذلك الاتحاد الأوروبي إلى زيادة الطلب على النفط مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم وهو ما تسعى الولايات المتحدة وأوروبا إلى عدم حدوث ذلك.

النيجر سادس أكبر منتج للذهب في العالم

كما ستؤثر الحرب المحتملة على قطاع الذهب  فالنيجر هي سادس أكبر منتج للذهب في العالم، إذ تمتلك قرابة 5% من احتياطياته العالمية ويشكل الذهب خامس صادراتها إلى الخارج. مما قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع في أسعار الذهب عالمياً. 

كما أثرت هذه الأزمة أيضاً على قطاع الطيران، وذلك بسبب إغلاق المجال الجوي في النيجر وهو ما أدى إلى تغيير العديد من شركات الطيران رحلتها، وفي حال حدث السيناريو الأسوء ووقعت حرب شاركت فيه دول إفريقية عدة يعني هذا أن الحظر الجوي سيزداد مما قد يعمق من خسائر شركات الطيران وسيؤدي إلى رفع تكلفة التأمين. 

تابع موقع تحيا مصر علي