عميد كلية أصول الدين الأسبق: الإلحاد قضية خطيرة ووزارة الأوقاف تتصدى لها
ADVERTISEMENT
قال الدكتور بكر زكي عوض، عميد كلية أصول الدين - الأسبق - بجامعة الأزهر: إن الإلحاد قضية خطيرة وهي من القضايا القديمة الجديدة وليست وليدة العصر، ووزارة الأوقاف تتصدى لهذا الخطر.
ما هو الإلحاد؟
وأوضح عميد كلية أصول الدين الأسبق، خلال محاضرته التي ألقاها اليوم الثلاثاء بأكاديمية الأوقاف الدولية ، أن الإلحاد هو العدول عن الشيء الصحيح إلى غيره بعد أن اتضحت معالمه، فكل إنسان يعلم أن هناك خالقا ، وعندما خلق الله الإنسان ركّب فيه أسبابًا داخلية تدعوه للإيمان مثل الفطرة والعقل والحواس، لكن هناك عوامل عديدة تؤثر في تلك الفطرة مثل البيئة والأسرة والمجتمع، مؤكدًا أن الإلحاد يمثل ظاهرةً محدودةً للغاية، لكن من يروج لها يحاول نشرها وإنشاء مواقع لها بأسماء مختلفة ومتعددة من أجل الإيهام بأن الإلحاد منتشر.
مشيرًا إلى أن مفردة الإلحاد وردت في القرآن الكريم خمس مرات كلها تدور حول الاعوجاج وعدم اتباع الطريق المستقيم، يقول تعالى :"وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، ويقول سبحانه: "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِى يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِي وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِي مُّبِينٌ".
ويقول عز وجل: "إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"، ويقول تعالى: "وَاتْلُ مَا أُوحِى إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا"، ويقول سبحانه: " قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا".
نشأة الإلحاد
وأضاف الدكتور بكر زكي عوض، أن الإلحاد نشأ عقب انتشار الفكر غير المنضبط وتنامي نشاط التيارات الفكرية في نقد الأديان، وأن الملحدين لم يحاربوا الإسلام وحده بل حاربوا كل الأديان السماوية.
ومن جانبه أكد الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية الحالي، وعميد كلية الدراسات العليا السابق، أن الدين جاء لرعاية مصالح العباد ودفع الضُرِّ عنهم، فحيثما وجدت المصلحة في شيء كان هو المشروع في دين الله، وإذا غلبت المفسدة كان هو المحظور في دين الله، ومن هنا كان حفظ النفس الذي من أجله أنزل الله تبارك وتعالى الشرائع وبه تحفظ الأديان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وأن الحق المطلق لله وحده ولا يقابله واجب عليه سبحانه وتعالى.
وتابع النجار: أن من رحمة الله بعباده أن خلع بعض سمات حقه على عباده الضعفاء، وألزم المجتمع كله أن يحفظ لهم حقوقهم، وقد أطلق العلماء على هذه الحقوق الكليات الست، مضيفًا أن التيسير هو شرع الله والفقيه هو الذي يجيد التيسير ويحسن التيسير بدليل، حيث ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما خُيِّر بين أمرين إلَّا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد النَّاس منه"، وأن الكليات الضرورية لا يمكن أن تستقيم الحياة إلا بها، واتفقت عليها الإنسانية على مر الأزمان، كما اتفقت عليها جميع الأديان، وهي: "الدين، النفس، العقل، العرض، المال، الوطن".
الدفعة السابعة من الدورة المتكاملة
وعقدت وزارة الأوقاف، اليوم الثلاثاء، بأكاديمية الأوقاف الدولية، المكونات العلمية والتثقيفية (المكون الشرعي) للدفعة السابعة من الدورة المتكاملة، حيث ألقى المحاضرة الأولى لليوم الرابع الدكتور بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين الأسبق، بعنوان: "مخاطر الإلحاد"، وألقى المحاضرة الثانية الدكتور عبد الله النجار عميد كلية الدراسات العليا سابقا وعضو مجمع البحوث الإسلامية، بعنوان "الكليات الست"، وذلك بحضور 92 إمامًا وواعظة من الدفعة السابعة في الدورة المتكاملة، وقدم للمحاضرة الدكتور أشرف فهمي مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف.
يأتي هذا في إطار اهتمام وزارة الأوقاف بأبنائها لتنمية الجوانب العلمية لديهم، وشيوع روح التنافس الكريم بينهم والسعي الدءوب لمواكبة مستجدات العصر، واستمرارًا لخطة وزارة الأوقاف في التدريب والتأهيل، وفي إطار الجهود المبذولة من الوزارة للإعداد المتميز للأئمة والواعظات وصقلهم بمختلف المعارف والعلوم.