«موسيقى حمزة نمرة» تجسيد لما أفسدته رياح الحياة.. وإيقاظ فوري للهموم المنسية
ADVERTISEMENT
"تفصح الموسيقى عن تلك الأشياء التي لا نستطيع الحديث عنها، ولا نقدر السكوت عليها"، بهذه الكلمات وصف الأديب الفرنسي فيكتور هوغو الموسيقى، وكأنه يقصد ذلك المطرب المعاصر، الذي يجسد تجاربنا القاسية في الحياة، التي كثيرًا ما نتناسها ونغفلها عن عمد لشدة قسوتها، ورغبة مننا في تخطيها، والمرور إلى المستقبل بحطام مشاعرنا وخواطرنا، ذلك المطرب الذي يستطيع بكلمات تبكي القلب، ونغمات توقظ الروح الغافلة، أن يأخذنا إلى عالم آخر، لنتذكر خيبات الماضي وكيف كنا من زمن فات، وكأن فيكتور هوغو يصف موسيقى حمزة نمرة.
حمزة نمرة.. تجربة استثنائية تستحق الدراسة !
يصنف حمزة نمرة على أنه مطرب مقل في إصدار أعماله الغنائية، على عكس عدد من أشهر مطربي الوطن العربي، الذين يُطرح لهم أغنية بمعدل كل أسبوع تقريبًا، وذلك من أهم العوامل التي تميز “نمرة” عن باقي المطربين، فكل ما هو نادر ثمين وغني.
فيأخذ حمزة نمرة وقته الكافي ليفاجئنا وينال استحساننا في كل مرة يطرح فيها أغنية بصوته العذب، المتشبع بالآنين والحنين، ونذهب معه في رحلة إلى الماضي، وتزداد الحيرة ما بين الحزن على مررت به وبين الفخر بالتخطي والدفع لمعاودة السير مرة أخرى نحو المستقبل.
وما يجعل حمزة نمرة مميزًا وناجحًا أكثر وأكثر كلماته البسيطة والسهلة على لسان الجمهور، فدائمًا ما تكون كلمات أغانيه دارجة ومتداولة حتى تسلك أقرب طريق وتصل إلى المستمع بسهولة دون تعقيدات.
رياح الحياة.. وقفة مع النفس ومواجهة مع الزمن !
وبوقفة جادة مع النفس ومواجهة صارمة مع الزمن أصدر حمزة نمرة أحدث أعماله الغنائية “رياح الحياة”، والتي فيها تم تسليط الضوء على ضياع الأحلام التي طالما حاربت لأجلها، وويلة الخذلان من أقرب الأشخاص، فكلها موضوعات شائعة في زمننا الحالي وتعرض لها معظم الناس إن لم يكن جميعهم.
وذلك بالإضافة إلى ما تم ذكره سابقًا عن خامة صوت حمزة نمرة وسهولة كلمات أعماله ساهم بشكل كبير في نجاح الأغنية وتأثيرها في وجدان كم كبير من المستمعين.
حمزة نمرة.. متكرر لكننا لا نمل !
والمتابع الجيد لأعمال حمزة نمرة سيعرف جيدًا أن الخذلان وضياع الأحلام وفقدان الأحباء والتركيز على الهموم هي الحصان الرابح في معظم أعماله، كأغنية “داري يا قلبي”، وأغنية “فاضي شوية”.
وبالرغم من ذلك لم يمل الجمهور لحظة، ولم يطالبه في مرة بأن يمتنع عن تقديم ذلك النوع، على عكس ما يحدث مع باقي المطربين تمامًا، وهو ما يثبت بالفعل أن حمزة نمرة تجربة استثنائية تستحق الدراسة.