عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

علي جمعة يوضح كيفية إعداد الفرسان النبلاء الذين يحفظون الأمن ويحمون الضعفاء

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة - عضو هيئة كبار علماء الأزهر

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب: إن تحتاج كل أمة إلى قوة بشرية تقوم عليها في مختلف مجالات الحياة، فتحتاج إلى الكفاءات من الأطباء، والمهندسين، وعلماء الدين، والإعلاميين، والقائمين على الأمن في كل المجالات لابد من توافر تلك القوة وإعدادها الإعداد الصحيح، ونحن في هذه المرة نتكلم عن كيفية إعداد الفرسان النبلاء الذين يقومون على حفظ الأمن، وحماية الضعفاء، وحماية الحق والعدل.

أخلاقيات إعداد الفرسان النبلاء

وأوضح مفتي الجمهورية السابق، أنه ينبغي أن يتربى من أراد أن يقوم بهذا العمل النبيل على مجموعة من الأخلاقيات الحميدة، وأهمها الرحمة والبعد عن القسوة : أول خلق ينبغي أن يتخلق به الفارس النبيل الرحمة، وأن يبتعد عن القسوة، والرحمة عند الخلق هي رقة في القلب ولين تجاه المرحوم تعطفا عليه، وهي علامة من علامات حياة القلب. والفارس النبيل لابد أن يكون قلبه حيًا دائمًا، والأمة الإسلامية هي أمة الرحمة.

ولأنها أمة الرحمة  دأب المحدثون في تبليغ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لطلبة العلم، على أن يستفتحوا بحديث الرحمة المسلسل بالأولية، هذا الحديث الذي انقطعت أوليته عند سفيان بن عيينه الذي يرويه عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي قَابُوسَ مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم : (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ، ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) [أحمد وأبوداود].

التخلق بالرحمة

وأشار، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، أنه ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تحث المسلمين على التخلق بالرحمة فيما بينهم ومع جميع الخلق، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته بأن ترك هذه الصفة الحميدة قد تستوجب غضب الله يوم القيام حيث قال صلى الله عليه وسلم :  (لَا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ) [الديلمي وابن أبي شيبة]. وسبب ورود هذا الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام قَبل الحسين، وقال الأقرع لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا، فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم وذكر له الحديث. 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ أَبَا الْقَاسِمِ صَاحِبَ هَذِهِ الْحُجْرَةِ : (لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إلَّا مِنْ شَقِيٍّ) [أحمد وابن أبي شيبة].

طلب المعروف من الرحماء

واختتم رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، أنه روى عن علي –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  (اطلبوا المعروف من رحماء أمتي تعيشوا في أكنافهم، ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم فإن اللعنة تنزل عليهم، يا علي، إن الله خلق المعروف وخلق له أهلا، فحببه إليهم وحبب إليهم فعاله، ووجه إليهم طلابه، كما وجه الماء إلى الأرض الجدبة ليحيي به أهلها، وإن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة) [الحاكم في المستدرك والديلمي].

تابع موقع تحيا مصر علي