«دفعة جديدة للتعاون بين البلدين».. نواب: القمة الروسية الإفريقية تدشين لمرحلة جديدة في مسار العلاقات..ومشاركة الرئيس يعكس الدور المحوري بالقارة
ADVERTISEMENT
تمثل القمة الأفريقية الروسية الثانية التي تستضيفها مدينة سان بطرسبرج بروسيا، فرصة لتطوير العلاقات مع روسيا وتأمين إمدادات الحبوب والأسمدة بأسعار تفضيلية والحصول على حزم دعم استثنائية من الجانب الروسي، كما أن القمة تمثل فرصة أيضا للجانب الروسي لرفع مستوى التبادل التجارى مع دول القارة الإفريقية.
النائب فرج فتحي: القمة الأفريقية – الروسية تستهدف إرساء التعاون المستدام بين الجانبين
وفي هذا الإطار، أكد النائب فرج فتحي فرج، عضو مجلس الشيوخ، على أهمية القمة الأفريقية- الروسية الثانية التي تستضيفها مدينة سان بطرسبرج، على مدار يومي 27 و28 يوليو الجاري، بحضور رؤساء وقادة عدد من الدول الأفريقية، من بينهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في تعميق العلاقات بين الجانبين في جميع المجالات، خاصة مع وجود رغبة روسية في توسيع علاقاتها مع السياسية والاقتصادية مع أطراف وتكتلات دولية فاعلة، في ظل صراعها المحتدم مع أوربا والولايات المتحدة الأمريكية بسبب الحرب الروسية – الأوكرانية.
وقال "فرج"، إن الجانب الاقتصادي سيحظى باهتمام كبير من جانب المشاركين في القمة، من أجل زيادة التبادل التجاري بين روسيا ودول أفريقيا، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجارى بين الطرفين في عام 2020، لم يتجاوز 20 مليار دولار، وهو ما يتطلب مزيد من الجهد من أجل تعزيز هذا الرقم خلال السنوات القليلة الماضية، لتصل إلى 40 مليار دولار في العام الواحد، لافتا إلى أن ملف الحبوب بعد انسحاب روسيا من العمل باتفاقية الحبوب، وسحب ضماناتها بسلامة الملاحة في البحر الأسود لمرور الحبوب الأوكرانية سيكون مطروحا بقوة على مائدة القمة.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى وجود احتياج أفريقي إلى الحبوب وتحديدا القمح الذي يعد الغذاء الرئيسي لشعوب القارة، والتى ارتفع سعره إلى مستويات جنونية بعد قرار الإنسحاب الروسي، الأمر الذي يمثل عبء كبير على الدول النامية والفقيرة وضعف قدرتها على توفير احتياجات شعوبها من الحبوب، مؤكدا على أن الدول الفقيرة لازالت تدفع ضريبة الحرب الروسية – الأوكرانية دون رحمة، وهو ما يتطلب بلورة نتائج فعلية وعملية من القمة الروسية - الإفريقية لصالح الشعوب الإفريقية بالمقام الأول.
وأوضح النائب فرج فتحي، أن هذه القمة ستساهم في إرساء التعاون المستدام بين روسيا والدول الإفريقية، مؤكدا أن مصر تلعب دور مهم في تحقيق هذا الهدف باعتبارها نافذة رئيسية للعالم على أفريقيا، وتلعب دور ريادي بارز داخل القارة السمراء، كما أن مصر تتمتع بعلاقات قوية مع الجانب الروسي والذي تكلل بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة في عام ٢٠١٨، والتعاون الثنائي القائم في العديد من المجالات المختلفة خاصةً مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومشروع إنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية.
النائب جمال أبوالفتوح: القمة الروسية الإفريقية تدشين لمرحلة جديدة في مسار العلاقات
وأكد الدكتور جمال أبوالفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في القمة الروسية - الإفريقية الثانية بمدينة بطرسبرج، تعكس ما تلعبه مصر من دور محوري في دائرة البعد الإفريقي، وما تعمل عليه من أجل ترسيخ مكانة القارة وتعزيز قدراتها في مواجهة التحديات التنموية والمناخية، لاسيما وأن القمة تأتي فى توقيت بالغ الحساسية، إذ تلقي الحرب بظلالها على الدول الأفريقية والدول الأكثر احتياجًا، خاصة في ظل ما فرضته من ظروف استثنائية قاسية زادت الأمر وطأة مما كان له أثره السلبي على اقتصادات دول القارة الإفريقية التي تعاني في الأصل، من تحديات داخلية عدة.
وأضاف "أبوالفتوح"، أن القمة الروسية الإفريقية، ستشكل فرصة للتباحث وتبادل الرؤى في حل مشاكل الأمن الغذائي وسلاسل الإمداد، وسط تأكيد روسيا، اعتزام تقديم حلول لمشاكل الغذاء للدول الأفريقية فى ظل إنهاء العمل بصفقة الحبوب، موضحا أن الأزمة كان لها تداعياتها في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود وانهاء روسيا العمل بصفقة الحبوب فى 18 يوليو الجارى وسحب ضماناتها بسلامة الملاحة في البحر الأسود، ومن ثم فإنها ستكون انطلاقة محورية في بلورة رؤية مشتركة لمستقبل العلاقات بين افريقيا وروسيا لتأمين احتياجات القارة والتي تستهدف وضع حلول لكيفية معالجة هذه المشاكل، وما تحتاجه من جهود لتحقيق التنمية المستدامة فى ربوع القارة الأفريقية.
ولفت عضو مجلس الشيوخ، إلى أن مشاركة الرئيس السيسي ستعبر عن صوت القارة السمراء من منطلق الدفاع عن مصالحها وشواغلها كقاعدة راسخة وما تحتاجه من أولويات لتخفيف أعباء المرحلة الراهنة، فبالإشارة إلى حجم الاحتياجات التمويلية، لدول القارة الإفريقية، طبقًا لتقديرات الأمم المتحدة، وبنك التنمية الإفريقى، فإنها تتمثل في 200 مليار دولار سنويا لتحقيق أهداف التنمية كما تقدر قيمة مواجهة الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية فى إفريقيا، بنحو "3" تريليونات دولار، وهو ما يجعل إشكالية التغيرات المناخية وتداعياتها السلبية، حاضرة في المناقشات بقوة باعتبارها قضية وجودية للقارة السمراء ينبغى أن تأتى على رأس الأولويات الاستراتيجية.
واعتبر "أبو الفتوح"، أن انعقاد تلك القمة للمرة الثانية يبرز مكانة القارة السمراء وما تمتلكه من مقومات يمكن أن تجعلها شريك مهم في المسار الاقتصادي العالمي إذ سيكون المنتدى الاقتصادي المنعقد في إطار القمة الروسية الأفريقية الثانية حدثًا فريدًا من نوعه في العلاقات بين روسيا والقارة الأفريقية، وسيهدف لتنويع أشكال ومجالات التعاون بين روسيا وأفريقيا وتحديد مسار هذه العلاقات على المدى الطويل، بما يحقق تعميق للعلاقات التاريخية بين القارة الأفريقية وروسيا، ودفع خطى التصدي للتحديات المشتركة، علاوة على السعي للارتقاء بالشراكة التجارية والاقتصادية، إذ زاد حجم التبادل التجارى بين روسيا والدول الإفريقية في 2022 لقرابة 18 مليار دولار، وهو ما سيكون له انعكاس إيجابي أيضا في تنامي العلاقات المصرية الروسية ودفع الشراكات الاستراتيجية بين الدولتين.
النائبة أسماء الجمال: مشاركة الرئيس السيسى في القمة "الأفريقية الروسية" تظهر دور مصر المحوري
وثمنت النائبة أسماء الجمال عضو مجلس النواب، مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في فعاليات النسخة الثانية من القمة الأفريقية الروسية، مؤكدة أن مشاركة الرئيس السيسى في هذه القمة يظهر دور مصر المحوري.
وأوضحت "الجمال"، أن القمة الأفريقية الروسية تم تدشينها عام 2019 تحت الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، حيث عقدت دورتها الأولى في سوتشي تحت الرئاسة المصرية الروسية المشتركة، وذلك بهدف دعم وتعميق العلاقات المتميزة والتاريخية بين القارة الأفريقية وروسيا، بالإضافة إلى تعزيز التشاور بين الجانبين حول كيفية التصدي للتحديات المشتركة، أخذًا في الاعتبار أن القمة الثانية هذا العام ستتضمن عقد جلستين عامتين وسيصدر عنها إعلان ختامي، كما سيعقد على هامش القمة عدد من الفعاليات الاقتصادية والتجارية والثقافية، أبرزها المنتدى الاقتصادي والإنساني.
وأشارت إلي أن أن القمة الروسية الإفريقية دفعة جديدة للتعاون بين البلدين فى مختلف المجالات، خاصة وأننا نحتفل هذا العام بالذكرى الثمانين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا ومصر وهو ما يعكس قوة العلاقات الخارجية المصرية سواء مع حلفاء إقليمين على المستوى الإفريقي أو القوى الدولية الهامة.