خرج من صلاة العشاء لقبره..
والدة محمد ضحية الغدر بالشرقية: ابني اتقتل قبل ما افرح بيه|فيديو
ADVERTISEMENT
بثياب سوداء ووجه حزين منكسر وقلب موجوع و شهقات تكتمها بصعوبة قائلة بصوت يتكرر “قتلوه وهربوا قبل أن افرح به” ، وعيون تنساب منها الدموع بين حين وحين حزناً على فراق فلذة كبدها ، هذا الألم الذي بات يغزو صدرها بلا رحمة ويعصر قلبها حزناً لتحدق في نهاية كل يوم بالفراغ بلا روح ... فراغ شعرت به عندما تلقت خبر موت فلذة كبدها .. فراغ يزهق قلبها المتعصر من الحزن، حتى أصبحت ترى روحها امامها تركض خلف ابنها للحاق به، إلى أن يقاطع صمتها أصوات جيرانها كل يوم حولها لتقديم التعازي لها ويديهم الخشنة تربت على يديها، ولم تستطيع الرد عليهم حتى ابتلعت حديثها بجوفها وظلت صامتة تحدق فقط امام صورة فلذة كبدها، إنها والدة محمود السيد - 24 سنة – خريج كلية التربية الفنية .. وبنهاية المطاف أصبح كل شيء سراب .
إنها والدة البطل " محمود " الذى راح ضحيته غدراً على يد من لا يعرفون للمرؤة عنوان ، " تحيا مصر " قطع شرودها وجلسنا أمامها في محاولة لقطع حزنها الدائم على فراق ولدها " محمود" ابن قرية الزرقية التابعة لمركز الزقازيق، والحديث معها وقلنا لها البقاء لله يا أم محمود .
همست بصوت مبحوح : ونعم بالله …
سألناها : ماذا حدث؟! .. وقالت ..
"إن "محمود" ابنها دفع ثمن شهامته في الدفاع عن جاره ، بعد أن حاول عدد من أشباه الرجال الاعتداء عليه وسرقة متجره الخاص ببيع المواد الغذائية عنوة، مما استفز مشاعر ولدى محمود والذي بدوره حاول التدخل لكن القاتل كان يحمل سلاح ألى و أطلق عليه ثلاث طلقات على الفور في " كتفه وقدمه وكليته “ وسقط مغشياً عليه وقتل في الحال بعد صلاته للعشاء” .
أصوات عالية تنادي .. ضرب نار .. ضرب نار
تقول والدة البطل " محمود " أنه في يوم الجمعة وتحديداً بعد صلاة العشاء الساعة العاشرة تقريباً تعالت الأصوات في القرية بسبب طلقات الرصاص ، حينها خرجت مسرعة لأرى ماذا يحدث وتفاجئت بولدى ساقطاً على الأرض غارقاً في الدماء .
تضيف والدة محمود أن ابنها خرج لصلاة العشاء ومشاهدة أحد المباريات ولعب الكرة مع زملائه كأي شاب بالقرية ولكن حدث عكس ذلك تماماً وخرج للصلاة ولم يعد إلى البيت .
وتابعت والدة محمود والحزن يعتصر قلبها أن ابنها بطل ومعروف في قريته بشهامته ورجولته وحسن السمعة ولم يغضب أحد قريباً منه حتى يوم رحيله والجميع يشهد له بحسن سيرته.
وأشارت والدة محمود إلى أن القاتل حاول قتل أخرين وقتل أطفال صغيرة بعد أن قام بالتعدي على مالك متجر المواد الغذائية مؤكدة على أن القاتل اصطحب غرباء داخل " توكتوك " لقتل أبناء البلد دون سبب مقنع وأشارت إلى أن ابنها البطل لم يحتك بأحد منهم وقتل غدراً لمحاولته معرفة سبب اعتدائهم على مالك متجر المواد الغذائية .
وتابعت والدته عندما رأيته ساقطاً على الأرض غارقاً في دماءه لم تكن في وعيها من شدة الصدمة وهول ما رأته ، ولك تكن تعلم حينها أساب قتله بهذه الطريقة المؤسفة .
وأشارت والدة محمود إلى أن ابنها يعمل منذ صغره متحملاً المسئولية ولم يطلب شيئاً من أحد وكان عزيز النفس وعفيف القلب، وكان يذهب للدراسة ثلاثة أيام وللعمل ثلاثة أيام وكان يعاونها في مصروفات البيت ويتحمل المسئولية ككل الرجال وكان أكثرهم حناناً ولم يشعرها بشيء سيء وكان قريباً منها بدرجة كبيرة.
وتابعت والدة محمود أن جميع أصدقاءه يحبونه ولم يشتكي أحد منه وكانت سيرته حسنة بين الجميع ولم يبغضه أحد مؤكدة على أن كل أبناء القرية يريدون حق " محمود " والانتقام له من ذلك المجرم .
وداع مهيب
تشير والدة محمود إلى أن جنازة ابنها كانت مليئة عن أخرها وخرجت القرية كلها في وداعه لمثواة الأخير، وردد الجميع الدعاء له .
حلم تبخر بين طيات الوداع
أشارت والدة محمود إلى أن ابنها كان يحلم بالسفر والقيام بعمل أى شيء لأسرته ولنفسه مشيرةً إلى أنه كان كثير الشقاء والسعي وكان في أصعب الظروف يعمل " عتالاً " لمواد البناء على الرغم من حصوله على الشهادة الجامعية إلا أنه كان يحلم بالأمل في المستقبل وكان دائم الطموح بلا حدود .
وداع بلا لقاء
تقول والدة محمود أ،ه ابنها كان دائم الحديث معها وكان قبل أن يخرج يتحدث معها ويسلم عليها إلا في ذلك اليوم دخل المنزل وتوضأ وخرج لصلاة العشاء دون أن يلقي السلام كما يفعل كل يوم .
القصاص مطلوب
أشارت والدة محمود إلى أنها تثق في القضاء المصري وتأمل في القصاص من قاتل ابنها حتى يبرد قلبها وقلب أسرته ، مؤكدة على أن الانتقام سهلاً لكنها تثق في القانون وعدالة القضاء المصري، داعية الله أن يسكن ولدها فسيح جناته وأن يحتسبه الله من الشهداء الأبرار .