عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

من جدة إلى هيروشيما.. زيلينسكي فى مهمة لوقف آلة الحرب الروسية (خاص)

الرئيس الأوكراني
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، إلى هيروشيما فى اليابان للمشاركة فى قمة مجموعة السبع، وقبل مشاركته فى هذه القمة التى تضم كبرى الدول الصناعية، حضر أمس وبشكل مفاجئ القمة العربية التى عقدت فى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.

تحيا مصر

وخلال القمة العربية شرح باختصار الوضع الأوكراني وما تعانيه جراء العملية العسكرية الروسية، وأشاد بالسعودية على دورها المساهم فى عمليات تبادل الأسرى مع روسيا. 

مشاركة زيلينسكي فى القمتين هى ضمن جهود يسعى إليها لوقف الحرب التى أنزلت على بلاده خسائر مادية وبشرية فادحة إلى جانب فقدان جزء من أراضي الدولة بعد أن ضمت روسيا 4 أقاليم إلى الاتحاد الروسي رغم الرفض الدولي لهذا القرار الآحادي المنفرد. 

نزهة عسكرية فى أوكرانيا

فإلى جانب وقوف الدول العربية على مبدأ الحياد، تقف البلدان الأوروبية على مبدأ الانحياز ودعم أوكرانيا بالسلاح والذخائر مما يطيل من مدة الحرب.ولعل اللافت فى زيارات زيلينسكي ولقاءاته مع قادة العالم هو الزي العسكري الذي لم يخلعه منذ أن شنت روسيا العملية العسكرية فى أوكرانيا  وظهور عليه ملامح الإرهاق مقارنة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يحرص الظهور بشكل مهندم مرتاح البال وتظهر على ملامح وجهه الهدوء أشبه بالجمود وكأن والعملية العسكرية فى أوكرانيا هى مجرد نزهة عسكرية. فهل جولات زيلينسكي المكوكية حول العالم وتدويل القضية الأوكرانية ستنقذ بلاده من آلة الحرب الروسية؟

يقول دكتور إيفان يواس مستشار السياسة الخارجية فى المعهد الوطنى للدراسات الاستراتيجية الأوكرانية  فى تصريحات خاصة لـ "تحيا مصر" بشأن الغرض من مشاركة زيلينسكي في القمة العربية أنه:" خلال الحرب بين روسيا وأوكرانيا، تحتاج أوكرانيا إلى دعم دولي من جميع دول العالم. فإن دعوة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود إلى الرئيس الأوكراني زيلينسكي لزيارة قمة عربية لها أهمية كبيرة، وكان أحد العناصر المهمة في زيارة زيلينسكي هو حقيقة أن مصطفى دجيميليف ، أحد قادة شعب تتار القرم ، ذهب معه". 

أهداف مشاركة زيلينسكي فى القمة العربية

أما بالنسبة لأهداف زيلينسكي من مشاركة هذه القمة يقول مستشار السياسة الخارجية الأوكرانية أن:" أوكرانيا معنية بعلاقات جيدة مع الدول العربية. ثانياً ، لهذه الزيارة أهمية أيديولوجية كبيرة ، حيث تؤكد روسيا أن العالم العربي يدعمها ، وهذه الزيارة تدل على أن الأمر ليس كذلك. ثالثًا ، تتذكر أوكرانيا الدور الذي لعبته المملكة العربية السعودية في أواخر الثمانينيات في القضاء على سلف روسيا ، الاتحاد السوفيتي". 

وأضاف د. إيفان:" وفقًا لاتفاقيات المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ، أدت الزيادة في إنتاج النفط في المملكة العربية السعودية إلى انهيار أسعار النفط العالمية - أساس اقتصاد روسيا"

الدول العربية طوق نجاة الاقتصاد الأوكراني

وتابع قائلاً:" أوكرانيا معنية بدعم الدول العربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة و نظراً لاعتماد حلفاء أوكرانيا من دول الاتحاد الأوروبي على النفط والغاز من روسيا ، فإن أوكرانيا مهتمة باستبدال روسيا في سوق النفط والغاز بالاتحاد الأوروبي بدول من العالم العربي. 

وأشار إلى أن:" استعادة الاقتصاد الأوكراني بعد الحرب ستتطلب زيادة تجارة أوكرانيا ، بما في ذلك مع الدول العربية ، وكذلك في استثماراتها في أوكرانيا".

وحول إمكانية أن تنجح  الوساطة العربية في إنهاء الصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا قال د. إيفان:" أوكرانيا مهتمة بحقيقة أن نهاية الحرب الروسية ضد أوكرانيا ستكون على جدول الأعمال العالمي. لعبت المملكة العربية السعودية بالفعل دورًا إيجابيًا في تبادل أسرى الحرب، لكن إنهاء الصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا ممكن فقط إذا تم استيفاء عدة شروط"

شروط أوكرانيا لتفاوض مع روسيا

وأوضح أن الشروط هى:" عند استعادة أراضي أوكرانيا داخل حدود عام 1991 ؛  معاقبة الجنود الروس الذين ارتكبوا جرائم عديدة في أوكرانيا. بالإضافة إلى معاقبة قيادة روسيا ، بما في ذلك الرئيس بوتين ، الذي بدأ هذه الحرب. وتقديم تعويض لأوكرانيا عن كل ما تسبب فيه من دمار وقتل للمواطنين".

وأضاف مستشار السياسة الخارجية الأوكرانية أنه:" دون مراعاة هذه النقاط ، لن يقبل المجتمع في أوكرانيا أي اتفاقية سلام. إذا تضمنت الوساطة العربية هذه النقاط فقد تنجح.

أوكرانيا ستنتصر فى الحرب

وحول قمة مجموعة السبع ومشاركة زيلينسكي في هذه القمة العالمية ، وعن إمكانية اختلاف سياسة الدول الغربية هذه المرة تجاه الأزمة الأوكرانية والمشاركة في مبادرة السلام لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية يقول د.إيفان:" في الأشهر الأولى من الحرب ، انطلقت دول مجموعة السبع من حقيقة أن أوكرانيا بحاجة إلى السلام ، وبالتالي فكرت في إنهاء الحرب بأي شروط. لكنهم أدركوا مؤخرًا أن أوكرانيا بحاجة إلى العدالة. والسلام بدون إحساس بالعدالة لن يناسب أوكرانيا. والآن يدعمون أوكرانيا في هذا. ودعمهم آخذ في الازدياد. لذلك ، لا أعتقد أن شيئًا ما سيتغير وهم يدركون أن أوكرانيا يمكن أن تنتصر وأن أوكرانيا ستنتصر في هذه الحرب".

تابع موقع تحيا مصر علي