بين التقدم فى ساحة الأوكرانية والتعثر فى الإمدادت العسكرية.. روسيا إلى أين؟
ADVERTISEMENT
فيما تدعم الدول الغربية أوكرانيا بالأسلحة والمساعدات العسكرية فى حربها ضد روسيا، تعاني مجموعة فاغنر الروسية من نقص فى الإمدادات العسكرية، وظهر هذا الخلاف بين قائد مجموعة فاجنر الملقب بـ(طباخ بوتين) ووزير الدفاع الروسي، ووصل هذا الخلاف إلى تراشق لفظي وخروج قائد فاجنر فى فيديو يوثق لحظات حرجة تعيشها هذه القوات فى ساحة المعركة الأوكرانية، وبعد أن كان هناك تصريحات جريئة بتقدم القوات الروسية فى الأراضي الأوكرانية لاسيما فى مدينة باخموت باتت تعلن انسحابها من المدينة الأوكرانية باخموت. فهل هذا الحرب الدائرة بين قائد مجموعة فاجنر ووزير الدفاع الروسي بداية إعلان روسيا روسيا لوقف الحرب المستمرة منذ 2022 ؟
حرب نفسية بين روسيا وأوكرانيا
يقول دكتور آصف ملحم خبير الشؤون الروسية و مدير مركز جي اس ام للأبحاث والدراسات فى تصريحات خاصة لـ" تحيا مصر" بشأن الخلاف بين مجموعة فاغنر و وزارة الدفاع الروسية:" أعتقد أنه لا يوجد أي خلاف بين الطرفين حول الذخائر، بل إن ما قام به يفيجني بريغوجين هو مسرحية وبالتالي هي جزء من الحرب النفسية الإعلامية بين روسيا و أوكرانيا".
وأضاف الخبير فى الشؤون الروسية أنه :" في ليل 3-4 من مايو نشر فيديو وحوله مجموعة من جثث قتلى مقاتلي فاغنر، وتكلم بانفعال شديد وشتم وزير الدفاع الروسي شويغو و رئيس هيئة الأركان غيراسيموف. وفي نهار 4 مايو نشر فيديو آخر وحوله مجموعة من مقاتلي مجموعة فاغنر، معلناً أنه سيبقى حتى تاريخ 9 مايو وفي الـ 10 مايو من باخموت".
موضحاً:" لا بد من الإشارة إلى عدة نقاط في هذه القضية بريغوجين مقرب من الكرملين وفي حال حصول مشكلة إدارية بسبب بيروقراطية الدولة، فإنه يستطيع التواصل مباشرة من الرئيس بوتين لحل هذه المشكلة".
وتابع دكتور “ملحم” :" مهما بلغت براعة الممثل لا بد و أن يترك بعد السهوات في حديثه، فهو قال: في 16 من مارس طلبوا منا مساعدة الجيش، وفي 19 مارس جاءت فصائلنا من أفريقيا. وكأن أفريقيا هي قرية بالقرب من أوكرانيا، وتستطيع القوات خلال 3 أيام التواجد في أرض المعركة والبدء بالقتال. ثم عن أي أفريقيا يتحدث؟ فنحن نعلم أن كل القوات التي معه الآن من السجون الروسية".
مشير إلى أنه قد تحدث خلافات بين قادة القوات على الجبهات، ولكنها لا يمكن أن تصل إلى درجة أن يشتم بعضهم بعضاً في الإعلام.
فاجنر حول العالم
الكرملين لم يعلق على الموضوع نهائياً، بيسكوف امتنع عن التعليق، والرئيس بوتين و كأنه متواري عن الأنظار، ففي الأيام الأخيرة لم نشهد له أي تصريحات.
وأوضح د. ملحم :" انسحاب فاغنر من باخموت يعني انهيار لكامل الجبهة، لأن القوات النظامية لا يمكنها أن تحارب كما تحارب قوات فاغنر، كما أن هذا الانسحاب هو ضربة لسمعة مجموعة فاغنر على مستوى العالم. فلهذه المجموعة قوات تحارب في سورية والعراق و أفريقيا".
بريغوجين طبخ الطبخة و قاديروف أضاف التوابل!
وقال الخبير فى الشؤون الروسية:" على الجانب الأوكراني، تفاجؤوا بتصريحات بريغوجين، وقالوا: عن أي نقص في الذخائر يتحدث؟ فنحن لا نستطيع أن نرفع رؤوسنا من كثاقة النيران، وفهموا أن كلامه هو مجرد حرب نفسية لا أكثر.الرسالة الوحيدة التي أراد إرسالها بريغوجين من هذه التصريحات هو أنه سينسحب بتاريخ 10 مايو من باخموت، والسبب هو نقص الذخائر! وبالتالي لا بد من التركيز على هذا التاريخ لكي نفهم اللعبة.الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، أعلن أن قواته مستعدة لشغل مكان قوات فاغنر في باخموت".
وأضاف:" يبدو أن هناك من أشار على السيد بريغوجين بأن هذه المسرحية لم تمر على القوات الأوكرانية، لأنه لم يصدق أحد في أوكرانيا بأنه يوجد نقص في الذخائر هناك. لذلك، البارحة ليلاً، بعد منتصف الليل ترك تسجيلاً صوتياً، ومن جديد كرر التاريخ 10 مايو كموعد لانسحاب قوات فاغنر، ولكن هذه المرة قال أن السبب هو استعادة اللياقة القتالية ومعالجة جراح الحرب".
مشيرا إلى أنه :" اليوم صباحاً أعلن أنه تم حل مشكلة الذخائر، و أن الجنرال سوارفيكين هو من سيتولى معالجة الموضوع؛ و كأن مستودعات الذخيرة تقع على بعد أمتار من باخموت ويمكن إيصالها في ظروف الحرب إلى المقاتلين خلال ساعات. حتى تصل الذخائر إلى الجبهة يتطلب الأمر 1-2 يوما، فإذا كان بريغوجين يريد الانسحاب من باخموت 10 مايو فما أهمية وصول الذخائر بتاريخ 8-9 مايو؟
وأوضح:" النتيجة كل ذلك مجرد مسرحية تدل على أن بريغوجين علم بدقة متى وكيف و أين كان سيبدأ الهجوم الأوكراني المضاد، وبهذه المسرحية أربك كل خططهم. فهم الآن في حيرة، ويطرحون الأسئلة التالية قبل أيام، لا بل ساعات، من بدأ الهجوم الأوكراني المعاكس:هل حقيقة ستنسحب فاغنر من باخموت؟ إلى أين ستذهب قوات فاغنر، إذا انسحبت؟ إذا انسحبت فاغنر من باخموت من سنواجه هناك؟ هل سنواجه قوات قاديروف أم الجيش الروسي النظامي أم قوات الاحتياط التي تمت تعبئتها؟ ".
مصير المفاوضات بين موسكو وكييف
وبشأن المفاوضات بين موسكو و كييف يقول د. ملحم :"لا يوجد الآن أي مؤشرات على إمكانية التفاوض بين الطرفين".
مضيفاً:" المشكلة أن أوكرانيا هي رهينة ما يقال لها في واشنطن و لندن، و أولئك سيستثمرون كل مخزون القوة عند كييف بهدف إضعاف روسيا. لذلك الأنظار تتجه الآن نحو الهجوم المعاكس المرتقب، هذا الهجوم وفق كل التقديرات سيفشل، ولا أحد يستطيع التنبؤ بردة الفعل الروسية. كل الخيارات ممكنة الحدوث، بما في ذلك إمكانية زحف روسيا باتجاه مقاطعات أخرى و ضم المزيد من الأراضي الأوكرانية".
وأشار إلى أمكانية أن :"تنضم بولونيا و مولدوفا إلى المعارك إلى جانب أوكرانيا في المستقبل، لذلك ستضطر روسيا بعدها الزحف و الاستيلاء على مقاطعة أوديسا و إعادة ضم جمهورية ترانسنستيريا الملدافية غير المعترف بها، فسكان هذه الجمهورية هم مواطنون روس، ويحلمون بإعادة تواصلهم الجغرافي مع الوطن الأم روسيا".
مؤكداً الخبير فى الشؤون الروسية أن:" أوكرانيا خسرت كل هذه الأقاليم ولن تتمكن من استعادة أي منها على الإطلاق".