كتاب «أنا أفكر» يكشف كواليس تنفيذ «أشيك» ركلة جزاء لـ إيطاليا تاريخيًا
ADVERTISEMENT
تاريخ كرة القدم ملئ بأحداث قوية ومؤثرة في ذهن المشجع والمتابع والإداري والمنظم وكل من ينتمي للعبة الشعبية الأولى في العالم، إيطاليا ملكة تلك اللحظات، ومن الأحداث المهمة التي مرت على ملاعب كرة القدم هي ركلة جزاء لُقبت بـ «أشيك» ركلة جزاء في التاريخ، هي ركلة جزاء أندريا بيرلو في مرمى الحارس جو هارت على الأراضي البولندية الأوكرانية، في مباراة إيطاليا وإنجلترا في ربع نهائي أمم أوروبا يورو 2012.
مشوار إيطاليا
إيطاليا استطاعت أن تتخطى عقبة إنجلترا بركلات الترجيح وتصل إلى دور النهائي أمام منتخب إسبانيا، لكن الأتزوري الإيطالي خسر برباعية نظيفة أمام الماتادور الإسباني، تتويج منتخب إسبانيا حينذاك كان التتويج الثالث على التوالي للبطولات القارية بعد يورو 2008 وكأس العالم 2010.
كتاب نجم إيطاليا أندري بيرلو «أنا أفكر» تحدث فيه نجم خط الوسط عن كواليس تنفيذ تلك الركلة الحاسمة.
نص الكتاب
"كان دوري لتنفيذ ضربة الجزاء، حينها قررت بدوافعي: «سأسدد في الوسط، وسأرفع الكرة قليلا لكي لايتصدى لها جو هارت بقدميه»".
"إنطلقت.. كانت خطوات مليئة بالمشاعر، اخترت أن أسير بخطوات بطيئة، لم أرد أن أفسد أيّ شيء، أردت أخذ أكثر وقت ممكن.. لايمكنني أن أنسى غياب الوعي أثناء تلك الخطوات البطيئة، كانت قصة درامية للغاية، حدقت إلى العشب تحت قدماي، وكأنه لم يكن كبقية الملاعب".
"وكان العشب أكثر ليونة، على حذائي طبعت أسماء أبنائي، ربما لهذا كنت أمشي في منتهى الرقة، اقتربت من المرمى، لم أنظر لـ جو هارت، لأن ضوء الكاميرات خلف المرمى كانت تسطع في عيني، قلت في نفسي: «أتمنى أن لا تصيبني بالعمى أثناء التنفيذ»".
"وقفت، حملت الكرة، كان ثقيلة بحجم الضغوط التي كانت تسحقني، لم أبحث عن بوفون ولم أحاول النظر إليه، تحديقه في عيناي أو إشارة منه أو حتى نصيحة، لم تكن لتخدمني في تلك اللحظة".
"لكن، بوفون لم يكن في ذلك الوقت متفرغ لمشاكلي، كانت لديه مشاكله، كان ينظر إلى السماء ليطلب المساعدة، لأنه إذا كان الرب موجود فهو بالتأكيد ليس فرنسي، أخذت نفس عميق وشعرت بشعور لايصدق، فكرت بكمية أفكار لا تعقل في لحظة بسيطة، لكنني أدركت في تلك اللحظات كم هو رائع أن تكون إيطاليًا، شرف لا يُقدر بثمن، لم أؤمن أبدًا بخطالات رجل السياسة ولا بكتب التاريخ التي درستها (ربما لأنها كانت مغلقة طوال الوقت)".
عشق إيطاليا
"لكن رغم ذلك كنت أعرف أن إيطاليا بلد فريد، تحبها لأنها إيطاليا فقط، سجلت ضربة الجزاء، وحتى لو لم أنجح في التسجيل، ذلك الدرس كان سيبقى، كان من الرائع أن تدرك أن هناك الكثير من الملايين قد شعروا بنفس الفرحة معك، بنفس الطريقة وبنفس اللحظة ولنفس السبب، في مدن مختلفة ربما كانوا فيها قبل دقيقة يتخاصمون ويبحثون عن أي نقطة إلتقاء بينهم".
"ضربة الجزاء تلك كان تعتبر بمثابة التعريف لي، ربما لن تصدقوا لكنني أرى نفسي في ضربة الجزاء التي نفذتها في وسط المرمی ضد فرنسا في نهائي 2006 أكثر مما أرى نفسي في ضربة الجزاء العبقرية ضد إنجلترا في أمم أوروبا 2012".
"رغم ذلك الهدف كان هو نفسه دائما، اختيار الحل الأفضل للتقليل من إحتمالات الخطأ في تنفيذ ضربة الجزاء، لكي تفهموا، في 2012 لم أفعل مثلما فعل توتي في عام 2000 ضد هولندا عندما همس لمالديني ودي بياجيو قبل أن ينفذ ضربة الجزاء
قولت لنفسي: "سأنفذ الملعقة"
"لا، أنا لم أقرر من البداية، بل قررت في النهاية، بعد أن رأيت جو هارت يتحرك كثيرًا ويقوم ببعض التحركات في مرماه، ركضت بسرعة دون أن أوضح أین سأسدد، وتحرك هو بإستعجال، في تلك اللحظة قررت، ونفذت الملعقة".