الأزهري: العوام ليس من حقهم مطالبة العلماء إظهار الدليل الشرعي على فتاويهم
ADVERTISEMENT
وجه الشيخ أشرف سعد الأزهري، من علماء الأزهر الشريف، والباحث في دار الإفتاء، انتقادًا لاذعًا لمن يطالبون المشايخ والدعاة بإظهار الدليل الشرعي على الفتاوى التي يصدرونها، معتبرًا أن مثل هذا الطلب «مجرد سفه وتضييع وقت لا فائدة منه».
العامي الذي يطلب الدليل الشرعي من المفتي كالمريض
وقال الشيخ أشرف سعد الأزهري: «العامي الذي يطلب الدليل الشرعي من العالم أو المفتي كالمريض الذي يطلب من الطبيب أن يشرح له تركيبات الدواء الكيميائية وكيفية تفاعلها مع الجسد وقضائها على الأمراض بجرعات محددة في أوقات محددة... مجرد سفه وتضييع وقت لا فائدة منه».
وتابع الأزهري، في منشور كتبه على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: «ليس على العامي طلب الدليل، ولا النظر فيه، ولا تمييز صحيحه من سقيمه، وإنما الواجب عليه أن يُحصل ما يريد من عالم ثقة معتمد، والعالم الثقة المعتمد في عصرنا هو من يوافق رأيه رأي المؤسسة الدينية المعتمدة الموثوق بها: هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية. هذا هو معيار الثقة والأمان فقط».
طلب الدليل مع الجهل يعد عبثًا
وأكد الباحث في دار الإفتاء: «حتى يكون من حقنا أن نطالب العالم بالدليل فلنفهم أولا ما هو الدليل؟ وكيف يتم الاستدلال؟ وكيف ينتج الدليل مدلوله؟ وما هي مناهج الاستدلال؟ وإلا فإن طلب الدليل مع الجهل بهذه الأمور يعد عبثًا.. ولا هي سفسطة وطول لسان على مفيش؟».
مشيرًا إلى أن ما يُفعل مع العامة أحيانًا من توضيح المسائل وبسطها وشرحها لا يسمى استدلالًا، وإنما يسمى إقناعًا، بدليل أنك لو انحرفت به في طريق خاطيء فلن يميز قبيلًا من دبير، ولا صوابًا من خطأ.. الاستدلال فقط لأهل الدليل وهم العلماء لا غير.. وفرق بين الإقناع والاستلال».
الاطمئنان في الإقناع يرجع إلى الثقة بالمقنع
وأوضح الأزهري، أن الاطمئنان في الإقناع يرجع إلى الثقة بالمقنع، والاطمئنان إلى شخصه وذاته، وأحيانا حبه أو التعاطف معه أو الميل لأسلوبه، وكلها أمور غير عقلية وغير برهانية. أما الثقة في الاستدلال فترجع إلى نفس الدليل، وإلى صحة تطبيق المنهج، ومراجعة جزئياته، والنظر في مقدماته ونتيجته، بغض النظر عن المستدل نفسه، مسألة تجريدية بحتة؛ فالاستدلال بلد، والاقناع بلد آخر، وكل مقبول حسن عند أهله وفي موضعه، وكل قبيح في غير أهله وغير موضعه.