عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

عمرو موسى بالحوار الوطني: هناك قلق شعبي كبير.. وآن الآوان لغلق ملف الحبس الاحتياطي

عمرو موسى
عمرو موسى

عمرو موسى يتسائل: 
أين الحريات وضماناتها؟
هل سيطرت السياسات الأمنية على حركة مصر الاقتصادية فأبطئتها وقيدتها؟
أين فقه الأولويات في اختيار المشروعات وأين مبادئ الشفافية؟
هل سيطرت السياسات الأمنية على حركة مصر الاقتصادية فأبطئتها وقيدتها؟
آن الآوان للتعامل الفور والمباشر مع ملف الحبس الاحتياطي لنتوجه إلى ما هو أهم وأبقة
الإجابة عن التساؤلات والقلق لدى الشعب المصري صريحة وجريئة ولو كانت صادمة
ليست كل التحديات تأتي من الخارج فهناك أخرى داخلية يجب أن نعالجها


وجه عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين، لإعداد دستور مصر 2014، الشكر لمجلس أمناء الحوار الوطني، إننا نبدأ في الحديث عن الموضوعات التي تشغل ولا تزال تشغل الرأي العام في مصر، في ظل التطورات العالمية ىالتي تؤثر فيه، مضيفًا أنه واحدا من الذين تابعوا وساهموا في العمل السياسي طوال عقود طويلة، وعايشت  تلك السنوات بحلوها ومرها، وانتقلنا إلى السنوات الأولى من القرن الحادث والعشرين بمشاكل إضافية، لم تحل محل المشاكل القديمة ولكنها أضيفت إليه، ومن ثم فالإرث ثقيل والأمر خطير، ويتعين علينا أن نتكلم بكل صراحة وأن نطرح الأمر والرأي الآخر.

وأضاف "موسى"، خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للحوار الوطني، أن "هذه مرحلة الاضطراب السياسي في مصر، انتهت في 2013 وبدأ عهد جديد في 2014"، مشيرًا إلى أن الواقع يكشف أن الشعب المصري يشعر بكثير من القلق، ويتسائلون عن الأزمات التي تواجهها مصر ويخافون على مصير هذا البلد.

وتابع: "من هنا يتسائل الناس، ماذا جرى وماذا يجري، وأين فقه الأوليات في اختيار المشروعات وأين مبادئ الشفافية وما هي حالة الديون المتراكمة ومجالات انفاقها وكيفية سدادها، خاصة وأن الاقتصاد متعب ومرهق"، متابعًا: "الناس يتسائلون عن الحريات وضماناتها، والبرلمان وأداءه والأحزاب وآلياتها، وعن الاستثمار وتراجعه وهروب الاستثمارات المصرية لتؤدي وتربح في أسواق أخرى، كما أن الناس يتسائلون عن التضخم والأسعار إلى أين وإلى متى؟".

وتسائل عمرو موسى: "هل سيطرت السياسات الأمنية على حركة مصر الاقتصادية فأبطتها وقيدتها، هل شلت البيروقراطية المصرية حركة الاستثمار فأوقفتها؟.. الناس يتسائلون عن مجانية التعليم وتناقضها مع جودة التعليم، وإلى متى تمضي الزيادة السكانية دون سياساة جرئية تضبطها؟".

وتحدث عن الحبس الاحتياطي، قائلا: "الناس يتسائلون عن مصير المحبوسين احتياطيًا والذي آن الآون للتعامل المباشر والفوري والشامل مع هذا الملف لنغلقه نهائيا، ونتوجه إلى ما هو أهم وأبقى".

وشدد على أن الإجابة يجب ن تكون صريحة وجريئة ولو كانت صادمة، وهذا واجب ومسؤلية كافة مؤسسات الدولة، ومنها مؤسسة الحوار الوطني، بل إني أرى بكل صراحة،أن نتائج هذا الحوار  وإن كانت من الطبيعي أن ترفع إلى رئيس الدولة، إلا أني أرى أن ترفع إلى الشعب عن طريق البرلمان ليناقشها، وإن رأى من الحكومة مقترحات محددة بناء على توصيات محددة من هذا الحوار، كان البرلمان على علم والاطلاع على التقارير التي تقدم إليه من هذا الحوار.

وتابع:" قد تسائل البعض في نقاشات كثيرة جرت، أن الحوار قائم داخل هذه القاعات وفي كل مكان في مصر، في مقاهيها وفي أحزابها وجامعاتها والكل يتكلم والكل يتحدث، أين نحن، وماذا جرى؟".. كيف نصلح الأحوال؟.

وأشار إلى أن هناك منجزات ونقاط مضية في مسيرة هذا البلد، فهناك ظل مسارات وجسور تبنى، فهناك أولا: معالجة للعشوائيات ، لكن العشوائيات في كل قرية في مصر عشوائيات وكل مدينة ومركز في محافظات مصر يعاني من العشوائيات وليس القاهرة فقط، وهذا أمر خطير، يجب أن ينظر إليه هذا الحوار والتعامل معها.. ويجب أن ننظر إلى عشوائيات القبح والاعتداء على جمال المدن.

ثانيا: نجح العهد في إبعاد خطر الخلط المخيف بين السياسة والدين، ليكون الطريق ممهدا نحو الحكم المدني الذي أكده الدستور ونص عليه.

ثالثا: نجح العهد في طرح تجديد التفكير الديني كي يعلو الدين الحنيف بعيدا عن أهواء السياسة ومطباتها، وبعيدا عن التطرف ودمويته، وفي هذا أشير إلى التطور التاريخي الجرئ الذي يتم في السعودية حاليا، وأشير إلى مبادرة هامة قدمها الإمام الأكبر شيخ الأزهر، منذ حوالي 3 شهور، بعد لقائه مع بابا الفاتيكان في هذا العمل المشترك بين الأزهر والكنيسة، حيث قال فيها إن الوقت حان لبدء حوار سني شيعي تحت عباءة الأزهر، للقضاء على هذه الفجوة التي لعبت فيها شياطين الإنس والجن ولا تزال. فنحن أمام مبادرتين تعملان على تجديد الفكر الديني، وهنا يجب أن أعطي الحق أن أول من أثار مسألة تجديد الفكر الديني، هو الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبناء على ذلك فالأمور تتحرك.

رابعا: أعلت الدولة، قيم المواطنة وأنه لا تفرقة بين مواطن وآخر بسبب الجنس أو الدين أو المكان الجغرافي كما نص الدستور، وهذا تقدم هظيم لا شك فيه.

خامسا، تأهيل سيناء، وفتحها للمواطنين، والعيش فيها، مع الحفاظ على طابعها الخاص، وأماكنها المقدسة.

سادسا: أعطى الفرصة للمجددين في مجالات عدة، أشير فيها هنا إلى مجال التعليم، ومن المهم أن تعطي الفرصة للمجفكرين لنفذوا خططًا تعالج مشاكل أساسية في مصر.

سابع: تقدم بالمرأة المصرية إلى الصفوف الأولى، تطبيقًا لنصوص الدستور، الذي نص على أن المرأة تحصل على نفس حقوق الرجل السياسية والاقتصادية، كما مكن الشباب حتى تولى مناصب قيادية.

وأشار عمرو موسى إلى أن التركيز على إنجاز معين، يعني إلغاء الاهتمام بالإنجازات الأخرى، رغم أنها إنجازات رئيسية في الفكر المصري، سواء إصلاح الفكرة الديني أو المرأة والشباب أو المدن، أو الأوضاع الاجتماعية في مصر.

وأردف: "آمل أن تسجل تلك التساؤلات التي نقلتها إلى مجلس إدارة الحوار الوطني، فهي تساؤلات لا يتوقف الناس عن مناقشتها وافتقادها مثل حرية الرأي والرأي الآخر.

وشدد على أن الطريق صعب، والتحديات خطيرة حقًا غير مسبوقة، ولا أقول أن التحديات كلها تأتي من الخارج، فهناك تحديات تأتي من الداخل، يجب أن نعالجها، وأنا متفائل أن قدرة وتجارب وآمال الشعب المصري، يمكنها أن تحدث النقلة المطلوبة وأن تقف في وجه التهديد بالانهيار، سواء كان سياسيا أو اقتصاديا، وبصفة خاصة وضع الطبقة المتوسطة التي تتراجع، مؤكدًا: "يجب أن نعطي الطبقة الوسطى اهتماما لاستقرارها ورخائها، وأن يفتح لها باب الإنجاز والإبداع".

تابع موقع تحيا مصر علي