داعية أزهري: «الخضر» ما زال حيًا.. والإمام الشعراني قابله على سطح منزله بباب الشعرية
ADVERTISEMENT
ذكر القرآن الكريم في سورة الكهف، قصة سيدنا الخضر -عليه السلام- وهو عبد من عباد الله الصالحين التقى به نبي الله موسى -عليه السلام- ليتعلم منه أشياءً لم يكن يعلمها، وذلك مصداقًا لقول الله تعالى: «فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَآ ءَاتَيْنَٰهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَٰهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا» (الكهف: 65).
وبالرغم من مرور الآف السنين على لقاء نبي الله موسى بسيدنا الخضر؛ إلا أن هناك من يؤكد أن «الخضر» ما زال حيًّا حتى يومنا هذا، وسيظل على قيد الحياة إلى أن يقتله المسيح الدجال ثم يبعثه من الموت ليفتن به الناس.
الأولياء يؤكدون أن الخضر ما زال حيًّا
وقال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف: إن بعض الأخبار تؤكد أن سيدنا الخضر ما زال حيًّا، وأنه هو الذي سيقتله المسيح الدجال في آخر الزمان ويشقه نصفين، ثم يدعوه فيقوم حيًّا ويقول: «أنت الدجال»، ولقد قال بهذا جميع أولياء الله الصالحين، وكثير من أهل السنة والجماعة.
وأضاف جبر، في معرض رده على سؤال يقول السائل فيه: هل فعلًا سيدنا الخضر ما زال حيًا؟ أن هناك بعض من أهل السنة الذين ينتسبون إلى العلم وليس إلى الولاية، خالفوا المذهب القائل بأن سيدنا الخضر ما زال حيًّا، ومن هؤلاء الإمام البخاري، الذي قال: إن الخضر مات.
أناسٌ التقوا بالخضر وتحدثوا معه
وأوضح جبر، أن الأولياء يؤكدون أن الخضر ما زال حيًّا، لأنهم التقوا به وكلمهم؛ فحصل لهم نوعٌ من المعاينة والمكاشفة به، ولذلك من الصعب أن ينكر هؤلاء ما رأوه بأعينهم ومن حدثهم، والإمام عبد الوهاب الشعراني، قال في كتبه إنه التقى سيدنا الخضر فوق سطوح منزله في باب الشعرية، وسأله سؤال وأجابه.
والإمام الشعراني كان شافعي المذهب، وذات يوم كان جالسًا على سطوح منزله بباب الشعرية يُفكر في سؤال يدور في ذهنه ويشغله كثيرًا، وهو: إذا كان القرآن واحدًا والرسول صلى الله عليه وسلم سنته واحدة؛ فلماذا هناك مذاهب فقهية كثيرة؟ وفي هذه الأثناء وهو مستغرق في التفكير وجد رجلًا ظهر له فجأة فوق سطوح المنزل، وسلم عليه وصافحه، وقال له: ابسط كفك؛ فبسط الإمام الشعراني كفه، فأشار له على باطن كفه وقال: هذا هو الدين، ثم أشار له على أصابع اليد وقال: وهذه طرق موصلة إلى الدين وهى المذاهب؛ فالكل يوصل إلى طريق واحد (النصوص واحدة وطرق الفهم تتعدد).
وسيدنا إبراهيم بن أدهم -رضى الله عنه- كان يحب أن يسافر بمفرده لكي يكون متوكلًا على الله وليس على صديق أو أي بشر، وهذه طريقة من طرق التصوف قديمًا وهى ترك الأخذ بالأسباب مطلقًا، وأندثرت هذه الطرق، وكان سيدنا إبراهيم بن أدهم ممن يأخذون بهذه الطرق؛ لدرجة أنه كان يسافر في صحراء تحتاج إلى شهر لقطعها ولا يأخذ معه لا ماء ولا أكل، وحين يشعر بالظمأ أو الجوع يفجر الله له الماء ويرسل له الطعام.
ويحكي سيدنا إبراهيم بن أدهم، أنه ذات مرة وهو في إحدى سفرياته جاءه سيدنا الخضر ليصاحبه في سفره؛ فلما تعرف عليه ابن أدهم، قال له: ادعو لي، ولكن لا تصاحبني في سفري؛ إني أخاف أن أتكل عليك، وأترك التوكل على الله.
والشيخ صالح الجعفري -رضى الله عنه-، ذات مرة وهو يلقى الدرس في الجامع الأزهر، دخل عليه رجل وسأله سؤال؛ فأجابه وأسمع الإجابة للناس جميعًا، ثم بحث الناس عن السائل فلم يجدوه! فقال لهم الشيخ صالح الجعفري:هذا الخضر جاء يسأل السؤال ليعلمكم.
ما المانع العقلي في أن يظل الخضر حيًّا؟
وأكد الدكتور يسري جبر، أن كثير من الأولياء (عددهم لا يحصى) على مر العصور التقوا بسيدنا الخضر، ويصعب أن نقول إن كل هؤلاء كاذبين؛ لأنهم عاشوا في عصور وأزمنة مختلفة، وبالتالي من الصعب تكذيبهم.
وتسأل جبر: ما المانع العقلي في أن يظل الخضر حيًّا؟ هل الله ليس قادرًا على هذا؟ وإذا كان أبليس وهو أخس خلق الله أخذ الحياة مدة الدنيا؛ فما المانع في أن يكون الخضر حيًّا؟ ثم إن البقاء على قيدة الحياة مدة الدنيا عُرضت على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم فرفضها؛ قائلًا: «الله قادر على ذلك يُحيي من شاء، ويُطيل عمر من شاء، وبالتالي نحن مع المذهب الذي يقول إن سيدنا الخضر ما زال حيًّا».