أستاذ بجامعة الأزهر: الأيام الستة من شوال يصح صيامها في أي وقت من العام
ADVERTISEMENT
أوضح الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه بكلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر الشريف، أحكام صيام الأيام الستة من شوال، وذلك في ضوء المذاهب الفقهية الأربعة المعتمدة.
أحكام صيام الأيام الستة من شوال
وقال أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر: إنه يجوز صيام الأيام الستة من شوال متتابعة أو متفرقة، وكذلك يجوز صومها بنية القضاء عن رمضان، وإن كان الأفضل صيامها بنية مستقلة.
وأضاف الدكتور العشماوي، أنه يصح صيام هذه الأيام الستة في شهر شوال، ويصح صومها في غير شوال، على امتداد العام، بناء على اختلاف الفقهاء في معنى (مِنْ) الوارد في قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صام رمضان، وأتبعه سِتًّا (مِنْ) شوال»، هل هي بيانية، فيشترط كونها في شوال، أم لابتداء الغاية، فتصح في غير شوال.
الإمام مالك كره صيام الأيام الستة من شوال متصلة بشهر رمضان
وأكد أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، أن الإمام مالك -رضى الله عنه- كره صيام الأيام الستة من شوال متصلة بشهر رمضان، ورأى أن السلف لم يفعلوا ذلك، وذكر الشيخ الشنقيطي في كتاب (شرح زاد المستقنع)، (باب صوم التطوع)؛ ما حاصله: أنه كلما كان صيام الأيام الستة من شوال بعيدًا من أيام العيد؛ كان أفضل؛ لأنها أيام أكل وشرب وتزاور وضيافة، والناس تتضايق ممن يقدِّمون له طعامًا، فيتعلل بأنه صائم، وإذا تزاحمت فضيلتان، وكان من الممكن تدارك إحداهما في وقت آخر؛ أُخِّرَتْ، والذي يمكن تأخيره هنا صيام الستة، والعيد لا يمكن تأخيره؛ لأنه مؤقت بوقت، فلا ينبغي للإنسان أن يضيق على نفسه بصيامها متصلة بالعيد، ما دام في الأمر سعة، وليُدخل السرور على نفسه وعلى إخوانه.
فضل عظيم وأجر كبير لـ صيام الست من شوال
وفي سياق متصل؛ قالت لجنة الفتوى الرئيسية بمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف: إن الصوم من العبادات التي تطهِّر القلوب من أدرانها، وتشفيها من أمراضها؛ لذلك فإن شهر رمضان موسم للمراجعة، وأيامه طهارة للقلوب، وتلك فائدة عظيمة يجنيها الصائم من صومه، ليخرج من صومه بقلب جديد، وحالة أخرى.
وأوضحت لجنة الفتوى الرئيسية بمجمع البحوث الإسلامية، في معرض ردها على سؤال يقول السائل فيه: ما هو فضل صيام الست من شوال؟ أن صيام الستة من شوال بعد رمضان فرصة من تلك الفرص الغالية التي تطهِّر القلوب من أدرانها، وتشفيها من أمراضها، بحيث يقف الصائم على أعتاب طاعة أخرى بعد أن فرغ من صيام رمضان.
وأكدت لجنة الفتوى الرئيسية بمجمع البحوث الإسلامية، أنه قد ورد في صيام الستة من شوال فضل عظيم وأجر كبير، ذلك أن من صامها يكتب له أجر صيام سنة كاملة كما روى مسلم من حديث أبي أيوب -رضي الله عنه- أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان وأتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر».
وأشارت لجنة الفتوى الرئيسية بمجمع البحوث الإسلامية، إلى أنه قد فسّر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها»، ونقل الحافظ ابن رجب عن ابن المبارك: «قيل: صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل، فيكون له أجر صيام الدهر فرضًا».