البرهان وحميدتي.. جذور الخلاف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
ADVERTISEMENT
منذ صباح اليوم السبت، أصبحت دولة السودان تتصدر محركات البحث، إذ اندلع اشتباك محتدم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسيطرت قوات الدعم السريع على مطار الخرطوم وعدد من الولايات وسقوط قتلى ومصابين، فيما طالب المجتمع الدولي بضبط النفس بينما وصفت أمريكا المشهد فى السودان بالهش بينما رأت روسيا أنه خلال الساعات المقبلة قد تتحول دفة الصراع بين المكونين العسكريين وينتهى بالجلوس على طاولة المفاوضات.
أسباب الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
الخلاف بين الجيش السوداني وقوات الدعم العسكري ليس وليد هذه اللحظة وإنما يعود إلى ما قبل ذلك، إذ بدأ الخلاف بين الجيش السوداني والدعم السريع، مع انطلاق "مؤتمر الإصلاح الأمني العسكري" وهو كان آخر المؤتمرات لمناقشة قضايا الاتفاق النهائي السياسي لاستكمال بنود الاتفاق الإطاري. وهو المؤتمر الذي انتهي بعد 4 أيام من انطلاقه فى مارس الماضي دون التوصل لاتفاق بشأن وضعية قيادة الجيش والدعم السريع خلال الفترة الانتقالية المتبقية. مما كان سبب فى تأجيل التوقيع على الاتفاق النهائي مع القوى المدنية.
وفى يناير الماضي انطلقت عملية سياسية بين الموقعين على "الاتفاق الإطاري" وهم مجلس السيادة العسكري وقوى الحرية والتغيير للتوصل إلى اتفاق يحل الأزمة السياسية للبلاد. وهى الأزمة التى اندلعت فى أكتوبر 2021 بعد أن أعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهاني بحل مجلس السيادة والوزراء وإعلان حالة الطورائ.
أبرز ما جاء فى بنود الاتفاق الإطاري
وضمن ماتتضمنه الإتفاق الإطاري الذي أعلن عنه:
- القوات المسلحة وفق ما نص عليه الاتفاق الاطاري فهي مؤسسة نظامية قومية غير حزبية وبعقيدة تلتزم بالنظام الدستوري والمدني
- تضطلع القوات المسلحة بمهامها وفق ما نص عليه قانونها
- حظر تكوين مليشيات عسكرية أو شبه عسكرية
- حظر مزاولة القوات المسلحة الأعمال الاستثمارية والتجارية ما عدا تلك التي تتعلق بالتصنيع الحربي والمهمات العسكرية
كما وصف الاتفاق قوات "الدعم السريع" بأنها "قوات عسكرية تتبع للقوات المسلحة ويحدد القانون أهدافها ومهامها ويكون رأس الدولة قائدا أعلى لقوات الدعم السريع".
اختلاف الرؤى بين الجيش والدعم العسكري
واختلفت الرؤى بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشأن عدد من قضايا الإصلاح الأمني والعسكري أبرزها قضية دمج قوات الدعم السريع فى الجيش النظامي بشكل كامل ، فحين يطالب الجيش السوداني أن لا تتجاوز فترة دمج "الدعم السريع" عامين، أراد الأخير أن يكتمل دمجه فى الجيش خلال فترة تتجاوز 10سنوات. كما يطالب الجيش السوداني بإعادة النظر فى رتب ضباط الدعم السريع، بينما يرى الأخير بأن يتم دمجهم فى الجيش برتبهم الحالية.
كما أشارت تقارير إعلامية إلى أنه ضمن النقاط الخلافية بين المكونين العسكريين هو بشأن قيادة قوات المشتركة السودانية خلال فترة الدمج، فالجيش يقترح هيئة قيادة (4 من الجيش و 2 ومن الدعم السريع) بينما تطالب الأخير بأن تكون هيئة القيادة تحت رئاسة مدنية.