عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

مفتي الجمهورية: قول حرمًا بعد الصلاة أمرٌ مشروع.. والقول بأنها بدعة تجرؤ على إطلاق الأحكام بلا دليل

الدكتور شوقي علام
الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية

قال الدكتور شوقي علَّام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن المصافحة عقب الصلاة من العادات الطيبة التي درج عليها كثير من المسلمين في كثير من الأعصار والأمصار، وهي من السلوكيات الحسنة التي تبعث الألفة بين الناس، وتقوي أواصر المودة بينهم، كما أنها ترجمة عملية للتسليم من الصلاة، ومن مقاصد الشريعة الإسلامية أن تترجم العبادة إلى سلوك وممارسة وحسن معاملة.

 حكم قول حرمًا والمصافحة بعد الصلاة

وأضاف مفتي الديار المصرية، خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج «كل يوم فتوى»، مع الإعلامي حمدي رزق، المذاع على فضائية صدى البلد، في معرض ردِّه على سؤال عن حكم قول حرمًا والمصافحة بعد الصلاة، مضيفًا فضيلته أن عبارة (حرمًا) بعد الصلاة: هي دعاءٌ بأن يرزق الله المصلي الصلاةَ في الحرم، والرد بعبارة (جمعًا): معناه الدعاء للداعي أن يرزقه الله تعالى مثل ما دعا به، أو أن يجمع الله الداعيَيْن في الحرم؛ فهي دعاءٌ في توددٍ وتراحمٍ وتواصل.

وأشار فضيلته إلى أنَّ المصافحة مشروعةٌ بأصلها في الشرع الشريف، وإيقاعُها عقب الصلاة لا يُخْرِجُها من هذه المشروعيَّة؛ فهي مباحةٌ أو مندوبٌ إليها، مع ملاحظة أنها ليست من تمام الصلاة ولا من سُنَنِها التي نُقِل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المداومةُ عليها، وهذا هو الذي لاحظه من نُقِل عنه القولُ بالكراهة؛ فالكراهة عنده ليست في أصل المصافحة، وعلى من قلَّد القول بالكراهة أن يُراعيَ أدب الخلاف في المسألة ويتجنب إثارة الفتنة وبَثَّ الفُرقة والشحناء بين المسلمين بامتناعه مِنْ مصافحة مَنْ مَدَّ إليه يده من المصلين عقب الصلاة، ولْيَعْلَمْ أن جبر الخواطر وبَثَّ الألفة وجَمْعَ الشمل أحبُّ إلى الله تعالى من مراعاة تجنب فعلٍ نُقِلَتْ كراهتُه عن بعض العلماء في حين أن جماهيرهم والمحققين منهم وعمل السواد الأعظم من المسلمين على مشروعيته واستحبابه.

التجرؤ على إطلاق الأحكام بلا دليل

وشدد فضيلة المفتي على أن وصف المصافحة بعد الصلاة وقول حرمًا بأنها بدعة ضلالة فهو كلامٌ منكَرٌ لم يُسبَق إليه صاحبُهُ، وتجرؤٌ على إطلاق الأحكام بلا دليل، وقولٌ على الله تعالى بغير علم.

وقال فضيلة مفتي الجمهورية: لا مانع من دخول دورات المياه أو الحمامات بالهواتف المسجل عليها قرآن أو أدعية أو نغمات أذان؛ لأن الهاتف بمثابة ذاكرة الإنسان، ولكن ينبغي أن يضبط على الوضع الصامت، وكذلك تجنب وضع آيات كصورة ثابتة على شاشة الهاتف إذا كنا مضطرين للدخول به إلى هذا المكان وذلك إن تعذر وضعه خارجه.

وعن حكم الأكل باليد اليسرى قال فضيلته: السُّنة حثَّت على التيامن؛ فيستحب أن يأكل الإنسان بيمينه؛ وذلك حينما تتوفر القدرة.

احترام قدسية المصحف

 وشدد كذلك فضيلته على ضرورة احترام قدسية المصحف وذلك ردًّا على سؤال لأحد المشاهدين عن حكم الوصية بدفن المصحف معه في القبر؟ مشيرًا إلى تقديره لحب السائل للمصحف، ولكن ينبغي تقديس وصيانة المصحف من التلف فضلًا عن ضرورة وضع المصحف في أماكن طاهرة ولائقة.

وردًّا على سؤال عن حكم الصلاة مع حبس البول وهل تفسد الصلاة بذلك؟ قال فضيلة المفتي: تصح الصلاة ما لم ينزل شيء لكن مع الكراهة التنزيهية؛ لأنها تشغل المصلي؛ ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا صَلَاةَ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ وَلَا وهُوَ يُدَافِعُهُ الأَخْبَثَانِ» رواه مسلم.

تابع موقع تحيا مصر علي