هجوم أزهري ضد سعد الدين الهلالي بعد فتوى جواز إفطار لاعب الكرة.. عبد المنعم فؤاد: اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم.. والعشماوي: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
ADVERTISEMENT
ما زال حديث الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، والذي أدلى به مساء أول أمس الاثنين، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، ببرنامج «الحكاية»، المُذاع عبر فضائية «إم بي سي مصر»، يُثير ضجة كبيرة، خاصة وأن هناك عددا من قيادات وأساتذة جامعة الأزهر شنوا هجومًا قاسيًا ضد الدكتور الهلالي، ومنهم من وصفه بأنه «اتخذ الهه هواه وأضله الله على علم».
يجوز لـ لاعب كرة القدم الإفطار وفق تعليمات المدرب
وقال الدكتور سعد الدين الهلالي، في مداخلته الهاتفية، في تعليقه على قضية إفطار لاعبي كرة القدم المسلمين الذين يلعبون بالدوريات الأوروبية: إنه يجوز لـ لاعبي كرة القدم الإفطار في رمضان وفق تعليمات المدرب، وأن الدين يتكيف مع أصحابه، وليس الإنسان الذي يكيف نفسه مع الدين.
وأكد أستاذ الفقه المقارن، أن كرة القدم لم تعد لعبة؛ بل إنها أصبحت صناعة مربحة جدًا، واللاعب يتم بيعه من نادٍ لآخر بالملايين، وله وضع مالي غير عادي، وكرة القدم صارت صناعة وباب للترزق والتكسب، وهى من ضمن التجارات والمكاسب المشروعة التي اعترف بها العالم، مشيرًا إلى أن اللاعب أصبح يعمل في الملعب، وليس يلعب، وإذا أراد أن يوفي عمله حقه ويقوم به على أكمل وجه؛ فعليه الالتزام بتعليمات مدربه، لأن الدين يتكيف مع أصحابه، وليس الإنسان الذي يكيف نفسه مع الدين.
عبد المنعم فؤاد يهاجم الدكتور الهلالي
وشن الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف على الأروقة الأزهرية، هجومًا حادًا ضد الدكتور سعد الدين الهلالي، قائلًا: «الدين يتكيف مع الإنسان وليس الإنسان يتكيف مع الدين.. مقولة كاذبة خاطئة هرتل بها أحدهم على الهواء بالأمس القريب في شهر الصيام، وعلى مرأى ومسمع من الدنيا كلها، وما ذاك إلا ليعطي (رخصة إفطار للاعب كرة مسلم صائم)؛ فتفتقت عبقرية المتحدث بقوله هذا: بأن الدين هو الذي يتكيف مع الإنسان وليس العكس، أي الدين هو الذي يخضع للمتدين، وليس المتدين يخضع للدين؛ فلا مانع عنده من إفطار اللاعب طالما رأى في ذلك مصلحة دنيوية، واللعب عند المتحدث (صناعة عصرية تجلب له المال، وقس على ذلك بقية الأوامر والنواهي الدينية..!».
الأزهر تبرأ من كلام سعد الدين الهلالي
وتابع فؤاد، في منشور بعنوان: «مقولة كاذبة خاطئة» كتبه على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: «هذا قول لو تعلمون عجيب؛ لم يقل به عالم معتبر من الأزهر الشريف أو غيره، ونبرأ منه تمامًا، فلو كان الأمر هو خضوع الدين، وتكييفه لمراد الإنسان لرأينا: شارب الخمر يكيف الدين لنفسه، واللص السارق يكيف الدين لسرقته، والقاتل يكيف الدين لجريمته.. إلخ، وهذا أمر خطير وقلب لموازين الحق والعدالة، بل الشيطان نفسه لا يجرؤ أن يتفوه بهذا».
وأكد المشرف على الأروقة الأزهرية، أن ما قيل عن إفطار اللاعب هنا تطويعًا لهذه المقولة الخاطئة (الدين يتكيف مع الإنسان) يحتاج إلى مراجعة؛ إذ لاعب الكرة المسلم يعلم أن الصيام فريضة من ربه فيتبع أوامره ونواهيه ويتكيف بصدق مع دينه، ولا يتكيف مع المدرب فيطيعه ويفطر، ولا يطيع ربه وخالقه الذي كتب عليه الفريضة.
وأشار فؤاد، إلى أن رخص الإفطار معلومة ومنصوص عليها في القرآن الكريم، ولا يصح تمييع أوامر الدين، والتلاعب بها باسم التجديد العصري؛ بل واجب علينا أن ندين العصر، ونتبع أوامر المولى عز وجل، ولا نعصرن الدين ونتبع ما يريده هوانا؛ لكن للأسف ابتلينا بمن يدعو لاتباع الهوى وهو على علم بذلك، قال سبحانه: «أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ» (الجاثية: 23).
العشماوي: اللعب ليس عذرًا مُبيحًا للفطر شرعا
ومن جانبه قال الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه بكلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر، ردًا على الدكتور سعد الدين الهلالي: «أما أنا فأقول: اللعب ليس عذرًا مُبيحًا للفطر شرعًا؛ إلا إن كان في سفر، فله أن يترخص ويفطر بسبب السفر، فإن أفطر بسبب اللعب؛ فعليه القضاء، والاستغفار، والتوبة».
وتابع أستاذ الحديث الشريف بجامعة الأزهر: وزاد فقهاء الأحناف والمالكية: أنه تلزمه الكفارة، والراجح أن عليه القضاء دون الكفارة، مع وجوب الاستغفار والتوبة، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.