دار الإفتاء تؤيد فتوى سعد الدين الهلالي: يجوز لـ اللاعب الإفطار في رمضان إذا أثر الصوم على أدائه
ADVERTISEMENT
أثارت تصريحات الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، حول جواز إفطار لاعب كرة القدم في نهار رمضان وفق تعليمات المدرب، ضجة كبيرة؛ إذ اعتبر البعض أن هذه الفتوى تساهلٌ وتمييع لـ الدين.
الهلالي: اللاعب أصبح يعمل في الملعب
الدكتور الهلالي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، ببرنامج «الحكاية»، المُذاع عبر فضائية «إم بي سي مصر»، مساء أمس الاثنين، أكد في تعليقه على قضية إفطار اللاعبين المسلمين خلال مبارياتهم بالدوريات الأوروبية، أن لعبة كرة القدم لم تعد لعبة بل إنها أصبحت صناعة مربحة جدًا؛ قائلًا: «اللاعب يتم بيعه من نادٍ لآخر بالملايين، وله وضع مالي غير عادي، وكرة القدم صارت صناعة وباب للترزق والتكسب، وهى من ضمن التجارات والمكاسب المشروعة التي اعترف بها العالم».
وأوضح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن اللاعب أصبح يعمل في الملعب، وليس يلعب، وإذا أراد أن يوفي عمله حقه ويقوم به على أكمل وجه؛ فعليه الالتزام بتعليمات مدربه، لأن الدين يتكيف مع أصحابه، وليس الإنسان الذي يكيف نفسه مع الدين.
رأي دار الإفتاء
وفي السياق ذاته؛ تلقت دار الإفتاء سؤالًا نصه: سمعنا عن بعض اللاعبين أنهم لا يصومون لأنهم يشاركون في المباريات أو التدريبات في نهار رمضان، وذلك لعدم استطاعتهم الصيام مع المجهود المبذول فيها؛ فما حكم الشرع في ذلك؟
وقالت دارالإفتاء، في فتواها رقم (3401): إن اللاعب المرتبط مع ناديه بعقد عمل يجعله بمنزلة الأجير الملزَم بأداء هذا العمل؛ فإذا كان هذا العمل الذي ارتبط به في العقد هو مصدر رزقه ولم يكن له بُدٌّ من المشاركة في المباريات في شهر رمضان، وكان يغلب على الظن أن الصوم سيؤثر على أدائه فإن له الرخصة في الفطر.
الإفتاء: يجوز لـ اللاعب الإفطار إذا تضرر بالصوم في عمله
وأشارت دار الإفتاء، إلى أن العلماء نصوا على أنه يجوز الفطر للأجير أو صاحب المهنة الشاقة الذي يعوقه الصوم أو يُضعِفه عن عمله، كما نُصَّ في فقه الحنفية على أن من آجر نفسه مدة معلومة (وهو متحقق هنا في عقود اللعب والاحتراف) ثم جاء رمضان وكان يتضرر بالصوم في عمله، فإن له أن يفطر وإن كان عنده ما يكفيه، وهذا عن المباريات التي لا مناص للاعب من أدائها.
وتابعت دار الإفتاء: أما عن التدريبات فما دام أنه يمكن التحكم في وقتها؛ فيجب أن تكون أثناء الليل حتى لا تتعارض مع قدرة اللاعب على الصيام، وإذا خالف المسئولون ذلك مع قدرتهم على جعلها ليلًا فهم آثمون؛ لأنه لا يخفى أن ما جاز للضرورة أو الحاجة القائمة مقامها لا يجوز أن يتعداها، والضرورة تقدر بقدرها، والله سبحانه وتعالى يقول: «فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ» (البقرة: 173)؛ فأناط ارتفاع الإثم بعدم البغي والاعتداء.