عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024 الموافق 21 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

سعد الدين الهلالي: الولد للفراش لها تفسيران.. وقريبًا ستصبح أجهزة إثبات النسب في كل بيت (خاص)

الدكتور سعد الدين
الدكتور سعد الدين الهلالي

قال الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف: إن جملة «الولد للفراش» الواردة في الحديث النبوي المشهور لها تفسيران، أولهما: الولد للفراش أي لـ (الماء الذي تم تناقله عن طريق فراش اللقاء)؛ سواء كان اللقاء عن طريق الزواج أو بدون زواج، وهذا الرأي قال به كثير من التابعين وبعض الفقهاء المالكية، وحتى القرآن الكريم يؤيد هذا القول في بعض الآيات، والتي منها قوله تعالى: «وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا» (الفرقان: 54)، ولم يقل هو الذي خلق من الزوجين بشرا، وهناك أدلة كثيرة من الأحاديث النبوية التي يستند إليها أصحاب هذا الرأي لا يتسع المقام لذكرها كلها.

الولد للفراش.. والأبوة الضائعة

وأضاف الدكتور الهلالي، في تصريحات خاصة لـ «تحيا مصر»، أنه ألف حول هذه مسألة الولد للفراش، كتابًا بعنوان: (الأبوة الضائعة)، صدر في يناير من العام 2022 م، ومن ضمن ما ذكره فيه؛ أقوال التابعين والفقهاء الذين يفسرون الولد للفراش بأنه الماء الذي تم تناقله عن طريق فراش اللقاء، وأنه بين أدلتهم من الكتاب والسنة.

وتابع أستاذ الفقه المقارن: أما التفسير الثاني لـ حديث (الولد للفراش)؛ فهو أن الولد للفراش أي لـ «عقد الزواج»، وهذا الرأي الذي عليه جمهور الفقهاء؛ إذن أصبح لدينا تفسيران لـ«الفراش».

الاعتماد على نتائج تحليل DNA

وأكد الدكتور الهلالي، أنه لكي ننتقل من رأي فقهي إلى رأي فقهي آخر نحتاج إلى حكمة في إدارة الأمور، وقد رأينا الجدل الذي تسببه قضية الطلاق الشفوي بالرغم من أنه قضية واضحة؛ فما بالنا بقضية التنسيب التي لنا قرون طويلة نعمل ونعترف ونقر بأن الولد يُنسب للزوج حتى ولو كانت الأم أتت به من رجل آخر، هذا مستقر الآن منذ 1400 سنة، ولكي تغير وتقول أنني سأعتمد DNA وتفضح الأم - حتى لو كانت أخطأت - تحتاج إلى تنوير الشعب في الجانب الفقهي؛ لأن خطورة هذه المسألة في أمنها القومي.

وأوضح أستاذ الفقه المقارن، أن تحليل DNA ظهر وبدأ في الانتشار بين الأروقة البحثية والجهات الحكومية الرسمية منذ عام 1987 م، وليس من حق أي مواطن بصفة فردية أن يتوجه إلى شركات DNA ويطلب منهم عمل تحليل له؛ لأن هناك بروتوكولات قائمة على هذا، وهذه الشركات تستجيب للجهات الرسمية - فقط - حين ترسل لها.

البحث عن النسب بواسطة DNA

وتابع الهلالي: حتى الآن شركات DNA تتعامل مع الجهات الحكومية فقط، لكن بعد 5 أو 10 سنوات العلم سيتقدم وستحدث طفرة طبية وعلمية ويتم اختراع جهاز DNA ليكون متاحًا لكل الأفراد مثله مثل أجهزة قياس الضغط والسكر الموجودة في كل بيت، وسينتشر عمل تحليل DNA  ويصبح متاحًا لكل مواطن؛ في هذا الوقت سيبحث كل شخص عن نسبه بواسطة هذا الجهاز من باب الفضول أو الاحتياط أو التأكد على نفسه؛ فهل استعدت البشرية لهذا اليوم؟

وتابع الهلالي: هذا ما ناديت به في كتابي: «البصمة الوراثية» الذي ألفته في عام 2000 م، وقلت فيه إن هذا اليوم الذي سيعرف فيه الأفراد نسبهم الحقيقي عن طريق DNA سيأتي، ونريد أن نستعد له - من الجانب القانوني والثقافي - من الآن.

تابع موقع تحيا مصر علي