عاجل
الثلاثاء 05 نوفمبر 2024 الموافق 03 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

من ساحة الحرب إلى طاولة السلام.. ذكري توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل

السادات- كارتر- بيجن
السادات- كارتر- بيجن

قبل 44 عام، وقعت مصر وإسرائيل برعاية أميركية أول اتفاقية سلام والمعروفة باتفاقية (كامب ديفيد) والتى انهت عقود من الصراع بين البلدين، وكانت الخطوة المصرية المفاجئة والجريئة  فى ذات الوقت بمثابة صدمة سواء على المستوى الدولي والعربي إذ سارعت الدول العربية بقطع علاقتها مع مصر وبنقل الجامعة العربية من مصر  وتعليق عضويتها فيها، إلى جانب تعرض الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى موجة من الانتقادات العربية وفى الداخل المصري أيضاً وانتهت باغتياله على يد جماعة الإخوان “الإرهابية”، غير أن هذه الانتقادات التى تعرضت لها  سواء مصر او فى شخص السادات لم توقفه عن مواصلة عملية السلام أو تأجيلها حتي يهدء الفوران والغضب الشعبي والعربي، وإنما واصل طريقه إلى أن دشن جسر السلام مع إسرائيل، ومع مرور 4 عقود من اتفاقية كامب ديفيد هل تحقق سلام حقيقي بين مصر وإسرائيل أم أنه سلام "بارد" ودبلوماسي ولم يخرج من إطار الغرف المغلقة ولم يصل أو يتطور إلى سلام شعبي بين البلدين ؟ وهل ما كان مستحيل فى الماضي يمكن أن يصبح فى الحاضر؟ 

تحيا مصر

أمريكا مهندسة السلام بين إسرائيل ومصر

بالعودة إلى الذاكرة التاريخية وبالتحديد 26 مارس 1979 بدأت كواليس معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل فى البيت الأبيض بحضور الرئيس جيمي كارتر مهندس السلام، والرئيس المصري محمد أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن. 

وأبرز ما نصت عليه معاهدة السلام إنهاء حالة الحرب وانسحاب إسرائيل من سيناء بالكامل، وإنشاء منطقة حكم ذاتي للفلسطينيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة. بالإضافة إلى توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية "كويز" وهي تسمح للشركات المصرية  التى تستخدم مدخلات إسرائيلية بتصدير منتجاتها إلى الولايات المتحدة بإعفاء جمركي. 

خطوة أولى باتجاه السلام

وقال كارتر الذي وقع المعاهدة :" لقد ربحنا أخيراً خطوة أولى باتجاه السلام، وخطوة أولى عن طريق طويل وصعب، وعلينا عدم التقليل من شأن العقبات التى لا تزال تقف أمامنا".

قطار السلام 

وكلمة كارتر لم تكن  تخليد لمناسبة تاريخية فقط أكثر من أنها تعبير عن واقع وحقيقة ونظرة مستقبلية للطبيعة العلاقات العربية الإسرائيلية، فكانت مصر أولى الدول التى وقعت مع إسرائيل اتفاق سلام لتتوالى دول عربية أخرى وتنضم إلى (قطار السلام) مثل الأردن عام 1994 وفلسطين عام 1993 وأبرز ما تضمنه الاتفاق الموقع بين فلسطين وإسرائيل أن تعترف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية على أنها الممثل الشعبي لفلسطين، وتعترف فى المقابل فلسطين بدولة إسرائيل وتنسحب إسرائيل من أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، إلى جانب أن يكون هناك حكم ذاتي لفلسطينين فى الأراضي التى تنسحب منها إسرائيل. 

ورغم هذه المعاهدة المبرمة بين إسرائيل وفلسطين تسمى “معاهدة سلام” إلا أن ذلك لم يوقف الصراع الأبدي بين الجانبين، ومع كل تصعيد تتدخل مصر لخفض التصعيد بين الدولتين وكان آخرها قمة العقبة وتلاها قمة الشيخ  التى عقدت مؤخراً برعاية مصرية أردنية وأمريكية. 

وإلى جانب مصر، والأردن، وفلسطين، اتسعت رقعة معاهدات السلام مع إسرائيل خلال السنوات الماضية بانضمام الإمارات، والبحرين، والمغرب، والسودان عام 2020 إلى اتفاقية السلام برعاية أمريكية وتعزيز دول عربية علاقتها مع إسرائيل ليس على المستوي الدبلوماسي فحسب وإنما الاقتصادي والسياحي والثقافي ومحاولة خلق جسر من التواصل والتفاهم مع إسرائيل.
 

تابع موقع تحيا مصر علي