عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

صمت وتحفظ وتصريحات نارية.. لماذا لا ترد سوريا على القصف الإسرائيلي؟

علم إسرائيل- سوريا
علم إسرائيل- سوريا

خلال الساعات الماضية شن سلاح الجو الإسرائيلي غارات جوية على منطقة مصياف فى محافظة حماة  السورية وإصيب ثلاثة عسكريون بحسب ما أعلنت عنه وزارة الدفاع السورية. ويشار إلى أن منطقة مصياف التى تعرضت للقصف تضم مركز "البحوث العلمية"  ويضم مراكز لتصنيع الصواريخ، والأسلحة الكيماوية و يشرف عليها مهندسون وخبراء إيرانيون. وتعرض هذا المركز للعديد من الضربات والغارات الإسرائيلية منذ عام 2017.  هذا القصف هو يعد الثاني  فى أقل من أسبوعين من جانب القوات الجوية الإسرائيلية على مواقع  عسكرية فى سورية. ففى الأسبوع الماضي أعلنت وزارة الدفاع السورية بخروج مطار حلب الدولي عن الخدمة جراء قصف إسرائيلي على المطار السوري. 

تحيا مصر

الطيران الإسرائيلي يتنزه فى سماء سوريا 

هذه الهجمات الإسرائيلية ضد سوريا ليس بأمر جديد فالطيران الإسرائيلي بات يتنزه فى سماء دمشق بكل سهولة ويسر يذهب للقيام بضربة جوية فى عمق الأراضي السورية ثم يعود أدراجه واثقاً من عدم وجود رد من الجانب السوري، مما يخلق عدد من التساؤلات حول سبب صمت السوري تجاه الهجمات الإسرائيلية الشرسة؟ ولماذا تلجأ القيادة السورية إلى  البيانات والتصريحات الإدانة فقط دون الهجوم برد مماثل؟ وما هدف إسرائيل من الهجوم المتزايد ضد سوريا؟ هل الهدف سوريا والنظام السوري ؟ أم الهدف أذرع ومليشيات إيران المتفشية فى الأراضي السورية؟ التى حولت الأرض السورية إلى ساحة لتصفية الحسابات مع الجانب الإسرائيلي؟ 

إسرائيل تعرض مساعدة على سوريا

فالهجمات الإسرائيلية تأتي فى ظل الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري بعد الزلزال المدمر الذي   ضرب كل من سوريا وتركيا وأسفر عنه سقوط نحو أكثر من 50 ألف قتيل ونزوح  الآلاف من السوريين من  تركيا  للعودة إلى وطنهم الذي هربوا منه فى أوقات الحرب الأهلية التى دمرت وخربت بلاد الشام وحولتها إلى نموذج للدمار والخراب ومسرح لتصفية الحسابات بين قوي دولية عدة تقتطع جزء من الأراضي السورية وضمها إلى نفوذها. فرغم هذه الهجمات الإسرائيلية الشرسة إلا أنها فى وقت الزلزال كشف صحيفة عبرية أن إسرائيل عرضت مساعدات على سوريا خلال هذه الكارثة الإنسانية، وهو ما نفته سوريا، 

 

كما أن كشفت صحيفة "يديعوت إحرنوت" العبرية إنه هناك قناة اتصال تبلغ إسرائيل من خلال قيادة النظام فى دمشق بمعلومات عن عمليات القصف التى تنفذها فى عمق الأراضي السورية وتوضح الهدف من الضربة. بالإضافة أن القصف الإسرائيلي يأتي تزامناً مع الاتفاق السعودي الإيراني الذي تم برعاية صينية الجمعة الماضية وسط ترحيب عربي و دولي وحذر أمريكي من هذا التقارب السعودي الإيراني. فإسرائيل لطالما أعلنت أكثر من مرة أنها لن تسمح بالتوسع الإيراني على حدودها او أن يمثل تهديد لها وان أي  دعم من القيادة المركزية لإيران لمليشياتها المتواجدة فى سوريا بالسلاح سيتم الرد عليه بكل حزم. 

تقارب سوري عربي يؤرق إسرائيل

وفى هذا الإطار يقول دكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، رئيس وحدة الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية بالمركزالقومي لدراسات الشرق الأوسط فى تصريحات خاصة لـ" تحيا مصر" بشأن القصف الإسرائيلي فى سوريا  خلال الساعات الأخيرة قال أنه:"  لا يحمل جديد، لكن الجديد الموقف الإسرائيلي ما يجري فى هذا التوقيت فى ظل معطيات جديدة فرضت نفسها بصورة أو بأخرى فى المشهد السوري سواء الانفتاح العربي على سوريا فى أزمة  الزلزال أو الحديث عن جامعة العربية فى موقعها بصورة أو أخرى سوريا لشغل موقعها فى الجامعة العربية وتفسيرات أخرى فيما يتعلق بنمط الاتجاهات العربية  تجاه سوريا فى هذا التوقيت". 

رسائل إسرائيلية لإيران من قلب سوريا

وحول سبب ضرب إسرائيل لسوريا بهذه الكثافة  يقول دكتور فهمي :" رسالة أولى لإيران ورسالة إلى العناصر التابعة لحزب الله ومحاولة لرفع حدة التوتر ومن ثم الانتقال إلى ضرب مواقع  كما جري فى( سوريا المفيدة) وليست سوريا بمعني أنه يركزوا على الجنوب لأن هناك مناطق  استهدفات فى درعا والسويداء وأيضا اعتقد هذه رسالة مهمة بصورة أو بأخرى وفى تقديري لذلك  سيأخذ بعض الوقت مرتبط بسياسات  القائمة، وأن إسرائيل تسجل حضورها فى المشهد السوري بصورة أو بأخرى".

وبشأن استمرار الضربات الإسرائيلية فى سوريا يقول أستاذ العلوم السياسية:" نعم ستسمر هناك تفاهمات إسرائيلية بشأن ما يجري  ومواجهته والتعامل مع ما يجرى من تطورات سياسية أو استراتيجية لا تقتصر على مناطق الجنوب أوالجولان ومناطق درعا والسويداء وما يجاورها  وهى مناطق خفض التوتر"

مشير إلى أن إسرائيل لها موقفها لما يجري  فى سوريا والملف الإيراني  خصوصا أن إيران أبرمت اتفاق مع عودة التطبيع مع السعودية وسيكون له انعكاسه مع الملف السوري  كما سيكون له انعكاسه فى اليمن وفى سائر قضايا الإقليم الأخرى.

تابع موقع تحيا مصر علي