حروب أهلية وإرهاب ومليشيات إيران.. ثالوث الشر فمتي تخرج سوريا من عنق الزجاجة؟
ADVERTISEMENT
كما يقال المصائب لا تأتي فرادى ويبدو هذا المثل ينطبق على الواقع الأليم الذي تعيشه سوريا منذ عام 2011 واندلاع الثورة السورية فى قلب الشوارع وانتفض الشعب على أمل إحداث تغيير للأفضل أو الخروج من مبدأ التوريث الشعوب ودفع البلاد نحو الديمقراطية، لكن لم يعلموا أن هذه الثورة ستكون مصير سوداوي وأنها بداية للشعب السوري للسقوط إلى الهاوية وتحول بلد الشام إلى خراب ودمار مزقتها الحروب وتقسيم الدولة إلى أشلاء وإلى فصائل معارضة مدججة بالسلاح وأخرى تبع النظام السوري وبين هذين المعسكرين محاصر الشعب السوري تحت المعارك الشارسة الدائرة بين الجانبين.
فأهل الوطن فروا تاركين منازلهم هروباً من مرارة الحروب ومن أصوات الصواريخ والرصاص التى أصبح روتين حياة، فمنهم من أرهقه الهروب فقرر العيش فى مخيم ومنهم من قرر مغادرة الوطن والذهاب إلى دول أخرى معتقدين أنه سيتم استقبالهم استقبال الفاتحين أو أنه سيعاملون معاملة حسنة ومثل أهل الوطن الذين يذهبون إليه، لكن الواقع كان أسوأ من ذلك وتحولوا إلى لاجئين مشردين فى بعض هذه الدول وتم التعامل معهم على أنهم مواطنيين من الدرجة الثانية وأنهم ضيوف ثقيليين وعبء على الدولة المضيفة، إلى جانب استغلالهم كورقة ضغط سياسية يستخدمها الخصوم السياسين لإركاع خصم او جعله يستسلم.
زلزال القرن رسالة تذكير للعالم
ووسط هذا المشهد المرير الذي يعيشه الشعب السوري، يستقيظ على كارثة أخرى لتزيد من اوجاع وآلامهم فكان الزلزال الذي ضرب كل من سوريا وتركيا بقوة 7.8 درجة مخلفاً وراءه دمار فى البلدين ومقتل أكثر من 40 ألف قتيل اللطمة الكبرى، وكأن هذا الزلزال بمثابة رسالة تذكير للعالم لما يحدث فى سوريا وأن ينظروا إلى كيف يعيش السوريين وكيف تحول حالهم وأصبحت المصائب والدمار ورائحة الدماء هو الشائع والطبيعي فى سوريا وأن الزلزال ما إلا جرس إنذار لإنقاذ السوريين من هذا الظلام ومن وحل الإرهاب والانقسام والحروب التى فتت الدولة.
ووسط كارثة الزلزال قام التنظيم الإرهابي "داعش" بعمليتين الأولى أدت إلى مقتل نحو 11 شخص والثانية أدت إلى مقتل نحو 53 شخص.
وبعد هذه العمليتين الإرهابيتين، تعرضت قاعدتين تابعتين للتحالف الدولى فى سوريا للهجوم، وطال القصف حقلي كونيكور للغاز والعمر النفطي بريف دير الزور الشرقى، ورجحت مصادر بوقوف المليشيات الإيرانية وراء هذا الهجوم.
اعتقال قيادي فى تنظيم داعش
وعقب ذلك أعلن الجيش الأمريكي اعتقال قيادى فى تنظيم الدولة "داعش" فى سوريا بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التى تقودها وحدات حماية الشعب الكردية.
إسرائيل تطارد ظل إيران فى سوريا
لتدخل إسرائيل على خط الكارثة، ولم توقف عملياتها حتى تنتهى أزمة الزلزال وأنما قررت أن تواصل عملياتها فى عمق الأراضي السورية وتستهدف المليشيات الإيرانية التى تتموضع فى سوريا، ولم يأتي هذا الهجوم من فراغ وإنما هو سلسلة من الحوادث انتهت إلى سوريا ويبدو أن كل الخراب أصبح يؤدي إلى سوريا، ففى خلال الآونة الأخيرة أعلنت إيران بأن هجوم استهدف مركز تابع لوزارة الدفاع الإيرانية فى أصفهان واتهمت طهران بضلوع جهاز الموساد الإسرائيلي وراء هذا الهجوم وأكدت انها تحتفظ بحق الرد، وعقب ذلك أعلنت إسرائيل بأن ناقلة نفط تتبع لإسرائيل فى بحر العرب تم الهجوم عليها من قبل إيران، غير أن طهران نفت ذلك وبعد الاتهامات الإسرائيلية جاء الرد الإسرائيلي بتنفيذ عدة ضربات فى العمق السوري لكن هذه المرة فى قلب دمشق مستهدفة قواعد والمليشيات التابعة لإيران فى الأراضي السورية.
وسبق لإسرائيل أن أكدت بأنها لن تسمح إيران بأن يكون لها تواجد أو توسع فى سوريا أو على الحدود الشمالية، وهذا الهجوم الذي شنته إسرائيل فى دمشق هو الثاني خلال بداية هذا العام فعادة ما تشن اسرائيل غارات جوية على المطارات السورية لوقف سيل الأسلحة الذي يأتي من إيران إلى مليشياتها فى سوريا.