فى اليوم العالمي للمرأة.. إيران وافغانستان النموذج المثالي لإضطهاد وقمع النساء
ADVERTISEMENT
يحتفل العالم فى 8 مارس باليوم العالمي للمرأة، ويعود تاريخ الاحتفال بهذا اليوم فى عام 1908 بمدينة نيويورك الأمريكية بعد أن خرج نحو 15 ألف امرأة فى مسيرة احتجاجية تتطالب بحقها فى تقليل ساعات العمل وتحسين الأجور والحصول على حق التصويت فى الانتخابات
واقترحت الناشطة فى مجال حقوق المرأة كلار زيتكن جعل هذا اليوم يوماً عالمياً وليس مجرد يوم وطني، وعرضت هذه الفكرة عام 1910 فى مؤتمر دولي للمرأة العاملة واحتفل باليوم العالمي للمرأة لأول مرة عام 1911. ثم أصبح الاحتفال رسميا عام 1975 عندما بدأت الأمم المتحدة الاحتفال بهذا اليوم الذي يكرم المرأة ويحتفل بإنجازاتها المختلفة، لكن رغم أن هذا اليوم هو تذكير بإنجازات المرأة فى مختلف دول العالم، فهو بمثابة إنذار للمجتمع الدولي لإعادة النظر فى حق المرأة فهل حقاً تحصل على كامل حقوقها بالتساوي مع الرجل أم أنه تجاهد من أجل اقتناص أقل حقوقها ؟
تغليف اضطهاد المرأة بطابع ديني
الأحداث فى عدد من دول العالم قد تجيب على هذا السؤال ولعل إيران و أفغانستان خير مثال على أنهم ينتهكوا ويصادرون حقوق المرأة وتغليف سياستهم القمعية بطابع ديني وإلهي، ففي أفغانستان التى تحولت إلى جمهورية طالبان بعض انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بعد 20 عام من الاحتلال بزعم استأصال الإرهاب من جذوره خرجت "مطأطأة" الرأس بعد أن فشلت فى الوقوف فى رياح الإرهاب والجماعات المتطرفة ذات الأفكار الرجعية فأسلحتها الفتاكة لم تسطيع رفع راية النصر أمام الفكر المتطرف، وما أن خرجت القوات الأمريكية وهروب رئيس الأفغاني من البلاد، أعلنت حركة طالبان السيطرة على مفاصل الدولة، وبدأت بعد تربعها على عرش السلطة استهداف المرأة الأفغانية ووائدها بالأسلوب المعاصر.
إذا قررت نزع المرأة الأفغانية من الحياة العامة وتخرج بين الحين والآخر بقرار ضد المرأة بدأت بمنعهم من التعليم والعمل إلى منعهم من السفر والتنزه فى الأماكن العام، فإذلال المرأة فى الحكم الطالباني هو بالنسبة لهم تطبيق لشريعة الله.
انتفاضة نسوية
ومع الاضطهاد الذي تعاني منه المرأة الأفغانية، يقوم النظام الإيراني باتباع سياسة قمع المرأة وتغليف أيضاً هذا التطرف ضد المرأة بطابع ديني، وكان موت الشابة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق بزعم أنها ترتدي الحجاب بشكل غير مناسب بمثابة القشة التى قسمت ظهر النظام الإيراني، إذا اندلعت انتفاضة نسوية ضد النظام الملالي وصمدت أمام عمليات القمع والإضطهاد الممنهج الذي تم ممارسته ضد هذه الثورة الشعبية التى وصفها النظام الإيراني بأنها مؤامرة وتخوين المشاركين فى الاحتجاجات، وخلال المظاهرات الشعبية التى اندلعت فى سبتمبر الماضي قامت الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بفرض حزمة من العقوبات ضد إيران لإجبارها على وقف عمليات القمع التى تمارس ضد المرأة الإيرانية. كما قام عدد من المشاهير حول العالم بدعم هذه الانتفاضة النسوية.
1000 حالة تسمم لطالبات فى إيران
ومع حالة الفوران التى يشهدها الشارع الإيراني، ظهر لغز تسمم الطالبات على الساحة الإيرانية ووصول عدد الطالبات المصابة بالتسمم لأكثر من 1000 حالة إصابة، وسط غموض حول الجهة المسؤولة عن هذا الهجمات فالبعض وجه أصابع الاتهام إلى جماعات دينية متطرفة ترفض تعليم المرأة والبعض رأي أن هذه الهجمات تتزامن مع الاحتجاجات التى يشهدها الشارع الإيراني احتجاجاً على وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، وحقيقة أي كانت الجهة المسؤولة فإن الجوهر واحد وهو أن المرأة الإيرانية مهمشة ولا تحصل على حقوقها الطبيعية فى عهد النظام الإيراني الذي تولى حكم البلاد منذ عام 1979 ولايزال يحكم قبضته على البلاد حتى الآن.
وما إيران وأفغانستان فى تعاملهم مع المرأة إلا نموذج مصغر لما تعيشه المرأة من اضطهاد وظلم وتهميش فى أماكن متفرقة حول العالم.