عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

بيزنس جديد والعائد بالدولار .. كيف أصبح للحمير سعرا؟

تحيا مصر

قديما اقتصر استخدام الحمار في التنقل بين مكان لأخر او حمل البضائع والسفر بها ثم تطورت اهميتها وأصبح قادر على «جر» عربة من مكان لأخر، وفي كل هذة المراحل كانت تنتهي أهمية الحمار بمجرد وفاته بل يجد صاحبه أزمة في كيفية التخلص من الحمار «الميت» الذي لايشكل أي أهمية حتى بدأ يدخل في بعض الصناعات، فهل تعلم أن الحذاء ذو النقاء العالي والمظهر الجميل هو في الأساس كان حمارا؟، او دعنا نفصلها أكثر أن الحذاء «الشيك» باهظ الثمن هو في الأساس مستخلص من حمار «نافق» لا فائدة منه، ومهما وصل بك من خيال في الاستفادة من الحمير فلن تتخيل أنها أصبحت وسيلة اساسية لجلب الأموال بطريقة غريبة و«قاتلة» لكل معالم الانسانية حتى وصل الحال لسرقة الحمير للإستفادة من أمواله، لكنك اذا كان سعر هذا الحيوان وهو على قيد الحياة لا يتجاوز 500 جنيه مصري فكيف يستفاد من «مافيا الحمير» وهو نافذ الحياة.

مازلنا نستيقظ على أحداث تمحي التوقعات ولكن هذه المرة الصدمة كانت مثيرة للشفقة بل هي مرعبة وغير واقعية للعديد من المتابعين، فكرة وجود عضم ورؤوس لـ حيوان من أربع رجول بلا جلود بداخل الاراضي الزراعية أثارت هلع الأهالي خوفا من استخدام تلك اللحوم في الأسواق لكنهم تأكدوا وتفاجئوا أكثرعند معرفتهم بأنها خاصة "بالحمير"، وبدأوا يسألون أنفسهم لماذا يفعل هؤلاء بجلد الحمير ، وكيف استطاعوا «شف» لحمه ُورمي العظام بداخل الأراضي الزراعية حتى أصبحت القرية بأكملها لا يوجد بها أي حمار ولماذا يستخدون لحمة الحمير هل لبيعها ؟ كل ذلك تساؤلات هامة يحاول تحيا مصر بهذا التقرير الإجابة عنها.

البداية كانت مع قيام  بعض الأشخاص منذ عدة أيام بنشر صور لشكائر عظام بالأراضي الزراعية بها «حمير» مسلوخ منها الجلد فقط ومتبقي بها اللحوم والعظام كما هي دون الاستفادة منها إذن المقصود من سرقة الحمير والتخلص منها هو الحصول على جلودها وليس اللحوم والإ لكان سرق هؤلاء «المافيا» بعض المواشي والبقر ليحصلوا منها على مقابل مادي كبير،  وذلك لتصديرها لدول مهتمة بصناعة الجلود مثل الصين وغيرها.

بيزنس جديد والعائد بالدولار .. كيف أصبح للحمير سعرا؟

وأصبح لكل شخص علم بأهمية هذه الجلود وأنها من أنضف وأجود الأنواع الموجودة من الحيوانات والتي يتم استخدامها داخل المصانع ويتم استخراج منها العديد من المصنوعات المميزة مثل الجواكت للشتاء وغيرها من الصناعات الأخرى كالأدوية ومستحضرات التجميل ولذلك ارتفع سعرها عالميا مقارنة بأي أنواع من جلود الحيوانات الأخرى.  

وعلى الرغم من سعرها الباهظ الذي يتكلف من 1000 إلى 1200 جنيه والتي أعلى سعرا من جلد الجاموسي والذي يتكلف 350 جنيه وجلد البقر الذي يساوي 400 جنيه  إلا أنها من أكثر الأنواع بيعا في الأسواق لجودة خامتها ولمعتها في الملابس، والسبب الرئيسي في ارتفاع سعر جلود الحمير فأنه قبل تصديرها يتم العمل عليها بأدوات التخطيط الفعالة للتخلص من كل ما هو خاص بالحيوان حتى يتم الاستفاده منها بجميع الاشكال وتكون جاهزة للتصنيع.

أصبح تحويل جلد الحمير إلى صنعة  تجلب آلالف الجنيهات لصناعتها وذلك من خلال تمليحها قبل تصديرها إلى الصين حتى تصبح جاهزة للتنصنيع، حيث تدخل في الكثير من الصناعات الهامة التي تخص الإنسان بشكل عام مثل:المنشطات الجنسية، مستحضرات التجميل، استخراج مادة الكولاجين التي تعمل على إزالة تجاعيد البشرة، ويستخدم أيضا في صناعة الأدوية والتي منها أدوية للنزيف وعلاج فقر الدم.

وعن قلق البعض من استخدام لحوم الحمير في الاستهلال الادمي قال نقيب الأطباء البيطرية إنه يتم استهلاك حوالى 8 آلاف حمار سنويا، يتم استخدامها فى إطعام الأسود فى السيرك وحدائق الحيوان ولم يتم استخدامها في مثل هذه الصناعات التي ذكرت في بداية الموضوع ولكن يتم تهريب جلد الحمير للخارج بشكل غير شرعي وفي كثير من الأشكال عن طريق حاويات الرخام.

هذه الصناعات لم تتواجد بالدول العربية وإنما توجد في بلد العجائب من شرق آسيا وهي الصين والتي تعد من أكبر الدول المستوردة لجلود الحمير للإستفادة منها في جميع الصناعات، فلا داعي للقلق لا يوجد أي لحوم مستخلصة من الحمير تدخل في أي نوع من المأكولات الشرقية بشكل عام والمصرية بشكل خاص وهناك مراقبة حازمة ودورية على كل المطاعم للتأكد من سلامتها، والسبب الوحيد للتخلص من الحمير وسرقتها هي الاستفادة من جلودها باهظة الثمن فقط.

تابع موقع تحيا مصر علي