عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024 الموافق 21 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

«أزمة منتصف العمر» الظاهر علاقات عاطفية معقدة.. والكامن رسالة خطيرة لكل أب وأم

أزمة منتصف العمر
أزمة منتصف العمر

بمجرد مشاهدتك لأولى حلقات مسلسل "أزمة منتصف العمر"، فمن المؤكد أنك ستنصدم بعدة القضايا التي يتناولها العمل - من وجهة نظرك - كالخيانة الزوجية وزنا المحارم، بالإضافة إلى عدة أمور سطحية، لن تتبين إلا لمن يشاهد دون التفكير بعمق في الأحداث وتتابعها، أو التركيز على ماضي كل شخصية درامية في المسلسل دفعها للقيام بتلك الأفعال.

تحيا مصر يرصد تفاصيل قضية هامة يتناولها “أزمة منتصف العمر”

فبعيدًا عن العلاقات العاطفية المعقدة، التي يتم تناولها في العمل، اكتشفت أنه توجد قضية شائكة، ورسالة خطيرة، كامنة وراء كل تلك الأحداث، وهي مدى تأثير أفعال الآباء والأمهات على حياة أبنائهم في المستقبل على المدى البعيد، إذا كان بالسلب أو بالإيجاب، وذلك يعتبر بمثابة إشارة إنذار لكل أب وأم، يعتبرون أفعالهم تجاه أطفالهم تمر مرور الكرام دون أن تترك أثرًا فيهم يصعب على الزمان محيه.

جحود الآباء السر الكامن

البداية مع بطل المسلسل "عمر"، الذي قضى كل طفولته في رعاية أم غير مسئولة، ظلت تتزوج مرات عديدة من رجال أصغر منها سنًا، مما ترتب عليه شعوره بعدم الأمان، والاهتمام، والتقدير من والدته في مرحلة الطفولة، وبالتالي شب مصابًا بمرض اضطراب الشخصية الحدية، الذي يجعل معظم قراراته طائشة، ويزيد من ميوله نحو ممارسة العلاقات الجنسية الغير الشرعية، ورأينا ذلك في قرار طلاقه من "مريم"، وعلاقته المحرمة مع "فيروز".

والشيء ذاته تكرر مع بطلة العمل "فيروز"، فبسبب إجبارها من والدتها على الزواج من "عزت" الذي يكبرها بسنوات ليست بقليلة، دُمرت حياتها بالكامل، إذ ظلت تعيش مع رجل عجوز، حطم فترة شبابها، وجعلها تعيش حياة غير ملاءمة لسنها الحقيقي، وكل ذلك دفع "فيروز" إلى الإعجاب بزوج "مريم" ابنة زوجها، والوقوع معه في علاقة غير شرعية، تسببت في سلسلة أزمات لها طوال الأحداث.

ياسمين وسلمى جناه أم مجني عليهما؟

وفي نفس السياق، نجد "ياسمين" صديقة "مريم" وزوجة والدها، تعاني من نفس المشكلة، ألا وهي تأثير أفعال والدها السابقة في شخصيتها، إذ تركها والدها هاربًا لسنوات طويلة، وحيدة دون أي سند في الحياة بعد أن كان هو سندها الوحيد، وذلك دفعها إلى الزواج من والد صديقتها الذي يكبرها بزمن، بحثًا عن الأمان، الذي فقدته بسبب والدها.

والحال ذاته لسلمى، التي لم تر والدها مرة واحدة في حياتها، حتى أنها لا تعلم إذا كان على قيد الحياة أم لا، بالإضافة إلى المعاملة القاسية التي رأتها من زوج والدتها، فكل ذلك جعلها تتعلق بـ "عمر" لدرجة الجنون، وتصبح مدمنة للمواد المخدرة.

قضية “أزمة منتصف العمر” الكامنة

وفي النهاية، كل تلك الحالات، عمد فريق عمل مسلسل "أزمة منتصف العمر" إبرازها وتقديمها للجمهور، لعلها تكون أمثلة واعظة يأخذ بها كل أب وأم في معاملة أبنائهم، تجنبًا لنشأة أجيال تعاني من كل ما سبق ذكره، ولنحيا في مجتمع سوي، خالٍ من أي تعقيدات نفسية.

تابع موقع تحيا مصر علي