عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

أزمة المنطاد الصيني.. بالون تجسس أم اختبار لرد فعل النسر الأمريكي؟

الرئيس الأمريكي ونظيره
الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني

خلال الأيام الماضية شهد تصعيد جديد بين الولايات المتحدة والصين بعد أن رصدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" منطاد يحلق فوق مناطق عسكرية حساسة فى الأراضي الأمريكية، هذا التصعيد الذي حرص كل من واشنطن وبكين احتواءه تجنباً من تحول الأزمة إلى مسار آخر لا يرضى قبول كلا المعسكرين، يأتي تزامناً مع زيارة وزير الخارجية الأمريكى أنتوني بلينكن للصين، وأنتهى بإعلان أمريكي بتأجيل هذه الزيارة بسبب هذا الأزمة التى تسببت فى إحراج الأمن الأمريكي. 

تحيا مصر

العملاق الآسيوي يستفز واشنطن

وقبل زيارة بلينكن للصين كان هناك لقاء تم بين الرئيس الامريكي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينج خلال قمة العشرين فى نوفمبر الماضي، وجاء هذا اللقاء بعد مشهد درامتيكي بطلته رئيسة الكونجرس الأمريكي نانسي بيلوسي بعد زيارتها للجزيرة التايوانية، والذي كان بمثابة تحدي للتنين الصيني الذي وجد فى هذه الزيارة بمثابة تدخل فى شؤون الداخلية الصينية. 

فالعملاق الآسيوي يرى أن تايوان جزء لايتجزأ من الأراضي الصينية، ودعم واشنطن للجزيرة التايوانية بمثابة استفزاز، وخلال هذه الفترة الحرجة قامت الصين بمناورات عسكرية قرب الجزيرة التايوانية كرسالة تحذيرية لولايات المتحدة ولتايوان، وفى مقابل ذلك ردت تايبيه بإجراء مناورات عسكرية تستعرض فيها قواها وإن كان ذلك بشكل حذر متخوفاً من غضب التنين الصيني. 

المنطاد الصيني يفسد زيارة بلينكن

وبالعودة لأزمة المنطاد الصيني الذي أكدت فيه بكين أنه لأغراض سلمية ويستخدم للأرصاد الجوية وضل طريقه فى المجال الجوي الأمريكي فلم تصدق واشنطن هذه الرواية، وأثار هذا المشهد العديد من التساؤلات لماذا الصين تستخدم منطاد وفى العلن للتجسس على الولايات المتحدة؟ هل الأقمار الصناعية الصينية ليست دقيقة لتصوير مواقع عسكرية أمريكية؟ وهل المنطاد اخترق الأجواء الأمريكية عن طريق الخطأ أم الصين تعمدت ذلك لإرسال رسائل واضحة تفسد زيارة بلينكن للصين؟ 

فليس هذه أول مرة تتبادل كلا البلدين الاتهامات بشأن التجسس، إذ سبق أن اتهمت الصين  بأن سفن وطائرات أمريكية قريبة من الحدود الصينية للتجسس ، وردت واشنطن على هذه الاتهامات أنها فى المجال الجوي والمائي الدولي. 

مخاطرة غير ضرورية

ويقول بليك هرزينغر الخبير فى السياسة الدفاعية فى تغريدة له تويتر إن:" الصين ليست مجنونة، فإرسال منطاد فوق الولايات المتحدة للجمع معلومات يمكن القيام به سر.. هو بالتأكيد مخاطرة غير ضرورية". 

كما أثارت هذه الأزمة موجة من الانتقادات للإدارة الأمريكية وسرعان ما تلقى المعسكر الجمهوري هذه الأزمة لتوجيه سهام الإنتقادات للرئيس الأمريكي 

ضعف أمريكي 

فقال الجمهوري توم كوتون فى تغريدة له عبر تويتر :"على الرئيس بايدن التوقف عن تدليل واسترضاء الشيوعيين الصينيين، ويحتاج الرئيس بايدن والوزير أوستن للإجابة عما إذا تم رصد هذا البالون فوق أجواء ألاسكا. إذا كان الأمر كذلك ، فلماذا لم نضعها هناك؟ إذا لم يكن كذلك ، فلماذا؟كالعادة ، قوبلت استفزازات الشيوعيين الصينيين بالضعف والتشنج".
 

وعلق مايك راوندز العضو الجمهوري في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي لشبكة" فوكس نيوز" قائلاً إنه سيكون من الجيد استعادة المنطاد لمعرفة ما إذا كان مصمما لجمع البيانات بالفعل أو ما إذا كان مصمما لاختبار قدراتنا على الرد".

وقال دين تشينج كبير مستشاري برنامج الصين في المعهد الأمريكي للسلام إن:" المنطاد الذي تم اكتشافه الأسبوع الماضي كان استفزازيا بشكل متعمد على ما يبدو".

وأضاف إن "هذه طريقة لاختبار رد فعل الطرف الآخر، ليس بالمعنى العسكري. ولكن من الناحية السياسية، ماذا تفعل حيال ذلك؟ هل تحافظ على الهدوء؟ ".

تابع موقع تحيا مصر علي