وكيلة خارجية الشيوخ: العلاقات المصرية الصينية أثبتت قدرتها على مواكبة التحولات الدولية
ADVERTISEMENT
ألقت الدكتورة سماء سليمان وكيل لجنة الشؤون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ وامينة الشؤون السياسية بحزب حماة الوطن، مساء أمس، كلمة عن العلاقات المصرية والعربية مع جمهورية الصين الشعبية في الجلسة الافتتاحية لملتقي القمة العربية الصينية “ افاق ورؤي” الذي نظمه معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية برئاسة الدكتور محمد كمال وبحضور سفير الصين بالقاهرة السفير لياو ليتشيانغ و السفير الدكتور حسين الهنداوي الامين العام المساعد ممثل الامين العام لجامعة الدول العربية و عماد الازرق رئيس مركز التحرير للدراسات والبحوث بمناسبة عقد القمة الاولي القمة العربية الصينية في المملكة العربية السعودية في ديسمبر القادم.
نوهت الدكتورة سماء سليمان، إلى أن العلاقات المصرية الصينية علاقات تاريخية وقوية وتجمع بين البلدين قواسم ومصالح مشتركة عديدة. وقد أثبتت هذه العلاقات قدرتها على مواكبة التحولات الدولية والإقليمية والداخلية.
العلاقات المصرية الصينية علاقات تاريخية
وأضافت الدكتورة سماء سليمان ان العلاقات الثنائية بين البلدين تشهد تطورا كبيرا في العديد من المجالات الاقتصادية والسياحية وفي مجال التعليم لانها مبنية علي الثقة المتبادلة وتعزز هذه العلاقات الزيارات الرسمية التي يقوم بها رئيسا الدولتين وممثلو الحكومات والوفود البرلمانية والشعبية.
وأكدت الدكتورة سماء سليمان علي أن ما ساعد على تميز تلك العلاقات منذ إقامتها هو خلوها من أي تعارض في الأهداف الاستراتيجية لكلا الدولتين اللتين تنتهجان استراتيجيات وسياسات تكاد تكون متوافقة من حيث السعي والعمل من أجل السلام في العالم وإقامة نظام دولي سياسي واقتصادي منصف وعادل، واحترام خصوصية كل دولة، فضلاً عن تفهم كل طرف للقضايا الجوهرية للطرف الآخر وتبادلهما التأييد في هذا الصدد، فمصر تؤكد دائماً أن هناك صين واحدة، كما أن الصين تؤيد الرؤية المصرية لإحلال السلام في الشرق الأوسط وحل القضية الفلسطينية بالطرق الدبلوماسية في ضوء قرارات الأمم المتحدة، وكما تؤيد الصين مبادرة مصر لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وقد تعمق هذا الفهم والتأييد المتبادل بصورة أكبر في إعلان الشراكة الاستراتيجية بينهما في 5 إبريل عام 1999.
ونوهت الدكتورة سماء، الي ان هذا التوافق استمر بين مصر والصين في دعم الحلول السلمية والدبلوماسية للأزمات والصراعات في المنطقة العربية، بما في ذلك الوضع في سوريا والعراق وليبيا، واتفقت الدولتان على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور على المستوى الثنائي وفى إطار المنظمات والمحافل الدولية، فضلاً عن تعزيز التعاون المتبادل فى مجال مكافحة الإرهاب، وعلاوة على ذلك، يسعى البلدان إلى تعزيز التعاون الدولي في عصر العولمة وتحقيق أقصى استفادة من مبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، وكانت مصر من أوائل الدول التي أعلنت مساندتها ومشاركتها في هذه المبادرة.
واشارت الي ان للمتغير القيادي دورا مهما فيما وصلت إليه العلاقات الثنائية بين مصر والصين في الوقت الراهن، بداية من الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس شو إن لاي، وصولا إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس شي جين بينج، اللذين كان لهما دورا كبيرا في دفع العلاقات الثنائية إلى الأمام.
وفي هذا الصدد قام الرئيس السيسي بزيارة الصين ست مرات منذ عام 2014، كما قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة تاريخية إلى مصر عام 2016، فضلا عن إطلاق حوار استراتيجي مشترك على مستوى وزيري خارجية البلدين في عام 2014، وهو ما أفسح المجال لقرار مشترك بمواصلة الارتقاء بالشراكة الاستراتيجية الثنائية الشاملة لتواكب العصر الجديد، وذلك خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الصيني وانغ يي ، إلى مصر في يناير عام 2020.
ورأت الدكتورة سماء أن الزيارات المتبادلة من شأنها أن تساهم في تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، لاسيما فيما يتعلق بالتعاون التنموي المشترك، حيث شهدت الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين تطورا إيجابيا على جميع الأصعدة، خاصةً فى المجالات الاقتصادية والتجارية، فضلاً عن تعزيز التواصل والتشاور السياسي بين الدولتين حول الموضوعات الإقليمية والدولية، كما تولي الصين لعلاقاتها مع مصر أهمية خاصة بالنظر لمحورية دور مصر في محيطها الإقليمي على مستوى المنطقة العربية وأفريقيا وشرق المتوسط .
واضافت الدكتورة سماء سليمان ان مصر تحرص للبناء على قوة الدفع الناتجة عن اللقاءات المنتظمة التي تعقد بين كبار المسئولين في مصر والصين، سعياً نحو الوصول بالتعاون الثنائي إلى آفاق أرحب من التنسيق والتعاون المشترك لجذب المزيد من الاستثمارات الصينية وذلك لاستغلال الفرص الاستثمارية الواعدة المتوفرة حالياً في مصر في مختلف القطاعات، أخذاً في الاعتبار ما تتمتع به الشركات الصينية في مصر من سمعة طيبة، وكونها أحد أهم مصادر الاستثمارات الأجنبية المباشرة والخبرة التكنولوجية المتقدمة في عدد من القطاعات الاقتصادية المصرية .
واشارت الي انه تم التباحث خلال هذه الزيارات المتبادلة حول سبل تعزيز التعاون القائم بين البلدين في عدد من المجالات من بينها أنشطة البحث العلمي ونقل التكنولوجيا المرتبطة بالصناعات الدوائية، وتصنيع لقاحات كورونا، والتقنيات الصناعية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسيارات الكهربائية، فضلاً عن تعظيم التعاون والتنسيق بين جهات تقديم الرعاية الصحية بالبلدين.
كما تم ايضا خلال هذه الزيارات المتبادلة مناقشة سبل تعزيز التبادل التجاري بين البلدين فضلاً عن استعراض المشروعات المشتركة فى المجالات المختلفة والتقدم المحرز فى تنفيذها، حيث كان هناك توافق على أهمية الدور الذي تضطلع به المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في تعزيز مبادرة الصين "الحزام والطريق" ودعم تحقيقها للأهداف المرجوة منها، خاصةً من خلال المنطقة المصرية الصينية للتعاون الاقتصادي والتجاري، والتي تساهم في دفع جهود مصر لتوظيف الموقع الاستراتيجي المهم لمحور قناة السويس سعياً لأن يصبح مركزاً لوجستياً واقتصادياً عالمياً .
واكدت علي ان العلاقات بين البرلمانين المصري والصيني تعتبر من أبرز أوجه العلاقات بين البلدين، وهو ما انعكس على الزيارات المتبادلة بين البرلمانين، حيث قام رؤساء مجلس النواب بزيارة الصين عدة مرات، كما قام عدد من البرلمانيين الصينيين بالعديد من الزيارات لمصر.
وتأتي أهمية الزيارات المتبادلة بين المجالس التشريعية للدفع بالعلاقات البرلمانية وتنميتها للمستوى الذي يخدم المصالح المشتركة، ويسهم في تعزيز التواصل والاستفادة من الخبرات في سن التشريعات والقوانين، كما تؤسس الزيارات المتبادلة لمزيد من التعاون وتبادل الآراء والأفكار حول مجمل القضايا المطروحة بما يخدم المصالح المشتركة، ومن ثم تشهد العلاقات البرلمانية المشتركة مزيدًا من التقدم في ظل الاهتمام المتبادل الذي تبديه السلطتين التشريعيتين في البلدين.
واشارت الي ان السبب يرجع في ذلك إلى حرص القيادة الرشيدة في البلدين على تنميتها في كافة المجالات، وخاصة في المجال التشريعي،
ونوهت الي سعي مجلس الشيوخ المصري إلى تكوين جمعيات الصداقة البرلمانية علي ان يكون من بينها جمعية للصداقة المصرية الصينية إيمانا من المجلس بأن تشكيلها سوف يعزز العلاقات بين الدولتين ويمدِّ جسور التعاون بينهما، كما سيسهل بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك ، للإسهام في تحقيق المصالح المشتركة بين الدولتين في مختلف المجالات.
إنشاء برلمان آسيوي على غرار البرلمان العربي
وقد اقترحت الدكتورة سماء سليمان وكيل لجنة الشؤون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ إنشاء برلمان آسيوي على غرار البرلمان العربي لتعزيز العمل التشريعي المشترك بين الجانبين وتعزيز التعاون العربي الآسيوي.
على أن يكون الهدف منه توضيح موقف الدول الآسيوية ورأيها حول مجمل الاحداث الاقليمية والدولية والمساهمة في تعزيز القانون الدولي، وتوثيق العلاقات مع البرلمان العربي.
ومن ثم بحث سبل تعزيز حريات وحقوق المواطن العربي والآسيوي في ظل الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية، والقارة الآسيوية مما ينعكس بالإيجاب ويخدم مصلحة الشعوب العربية والآسيوية، وايضا لتأييد الحوار الثقافي العربي - الآسيوي بين الحضارات.
وايضا بحث القضايا العالمية والتي تشمل ازمات مثل الامن الغذائي والطاقة والتغير المناخي التي بدأت تلقي بظلالها على المشهد العالمي، وايضا ضرورة الوقوف على الحلول والمقترحات التي يمكن أن تتحقق بالعمل والتنسيق المشترك لمواجهة الازمة الاقتصادية وتقلل الضرر الناجم عنها.
وفي ختام كلمتها، نوهت الي أن التعاون بين مصر والصين والدول العربية من شأنه أن يعزز المصالح المشتركة ويحفظ السلم والأمن الدوليين من خلال إقامة نظام دولي سياسي واقتصادي منصف وعادل ويحترم خصوصية كل دولة. من خلال استمرار الزيارات الرسمية على مستوى القمة وممثلو الحكومات والوفود البرلمانية.