"فيتو" التيار الصدري عقبة أمام حكومة السوداني..متى يخرج العراق من عنق الزجاجة؟
ADVERTISEMENT
بعد يومين من اختيار البرلمان العراقى عبد اللطيف رشيد رئيسا للعراق بعد فوزه على الرئيس السابق برهم صالح، وتكليف الرئيس الجديد بتشكيل حكومة جديدة برئاسة محمد شياع السوداني المدعوم من الإطار التنسيقى والخصم اللدود للتيار الصدري، جاء أول تعليق من قبل التيار الصدري الرافض بشكل قاطع المشاركة فى حكومة السوداني، واصفا الحكومة الجديدة بحكومة ميلشياوية، لا تمثل الشعب العراقى وإنما حكومة يتم تحريكها كالأحجار على رقعة شطرنج او كالعرائس المتحركة تلتهم خيرات الشعب العراقى وتعث فى العراق فسادا وليست وطنية هكذا حكومة السوداني فى أعين دولة التيار الصدري.
فماذا يريد التيار الصدري؟ وهل يمكن أن يحي التيار الصدري اشتباكات عنيفة ونزال سياسي مسلح فى شوارع العراق يعلو فيها صوت الرصاص ويكون الاغتيالات هو لغة الخلاف والنقاش بين المعسكرين المؤثرين فى الشارع العراقى؟
حكومة السوداني على حافة السقوط
تعليقا على ذلك يقول محمود رأفت الباحث فى مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية فى تصريحات خاصة لـ " تحيا مصر " التيار الصدري قوى مسيطرة ومؤثرة فى الشارع العراقى، ومن المتوقع أن لن تصمد حكومة السوداني بسبب قوى التيار الصدري، فهو الآن ترك الكرة فى ملعب الإطار التنسيقى وإيران، لذا من المتوقع أن يحدث تصعيد بين معسكر الإطار التنسيقى والتيار الصدري، ويتكرر ما حدث خلال الآونة الأخيرة.
وأضاف الباحث فى مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية أنه من المتوقع أن تسقط حكومة السوداني المدعومة من الإطار التنسيقى المدعوم من إيران وتجرى انتخابات مبكرة
نزال سياسي بين الكتلة الصدرية والإطار التنسيقى.. والعراق الخاسر الأكبر
فمنذ انتخابات البرلمانية التى وقعت فى أكتوبر من العام الماضي، شهد العراق حالة من الفوضي السياسية ونزال سياسي مسلح بين معسكر التيارالصدري بزعامة مقتدى الصدر، والإطار التنسيقى الذي يتشكل من ائتلاف دولة القانون بقيادة نوري المالكي، وتحالف الفتح وفصائل أخرى موالية لإيران، وتكمن جذور الخلاف استقالة نواب الكتلة الصدرية من البرلمان بعد فشل فى تشكيل الحكومة، وإصرار التيار الصدري على حل البرلمان العراقى وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، فى حين يرفض الإطار التنسيقى المطلب الصدرى، الذي يصر على تشكيل حكومة بمرشحهم وانتخاب رئيس قبل انتخابات جديدة.
الانسحاب.. ورقة ضغط الكتلة الصدرية
وأزداد الخلاف أشده بعد ترشيح الإطار التنسيقى محمد الشياع السوداني ليتولى رئاسة الحكومة العراقي وهو ما رفضته الكتلة الصدرية وحشدت أنصارها لنزول إلى الشوارع احتجاجا على الخيار التنسيقى، وأعتصموا فى البرلمان، ليزداد المشهد سوءاً بعد اعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الانسحاب بشكل نهائي من الحياة السياسية ويقرر سيناريو 2014 بالاعتزال العمل السياسي واللجوء إليها كورقة ضغط أخيرة ضد خصومه، وهو ما حدث خلال الآونة الأخيرة بعد إعلانه بالانسحاب مما أغضب أنصاره وخرجوا إلى الشوارع احتجاجا على القرار الصدري، واقتحموا القصر العراقى ووقعت اشتباكات بين أنصار التيار الصدرى والإطار التنسيقى وقوات الأمن وانتهي المشهد بالدماء وسقوط قتلى وجرحي، وخرج مقتدى الصدر فى خطاب لم يتجاوز دقائق معدودة أظهر فيها للعالم الذين يتابعون المشهد العراقى الدراماتيكي عن كثب عن مدى قوى وقدرة الصدري التأثير على الشارع العراقى وبكلمة واحدة استطاع أن يمتص غضب الشارع العراقى، بعد أن طالب من انصاره الانسحاب من الشارع العراقى وإلا سيتبرأ منهم، لينسحبوا بعد 60 دقيقة من دعوة الصدري.
العراق إلى أين..؟
وأعقب ذلك دعا رئيس الوزراء العراقى السابق مصطفى الكاظمي إلى جلسة حوار وطني كمحاولة منه لترميم البيت العراقى والخروج بالعراق من عنق الزجاجة، لكن من المتوقع أن ليس مكتوب للعراق الخروج من عنق الزجاجة خصوصا بعد اختيار محمد الشياع السوداني رئيس للحكومة العراقية الجديدة المدعوم من الإطار التنسيقى وهو ما قد يؤجج الشارع العراقى وقد يؤدي إلى حدوث تصعيد خلال الأيام القادمة