رجل هز عرش العراق..من هو رجل الدين الشيعى مقتدى الصدر ؟
ADVERTISEMENT
شهدت العراق الآونة الأخيرة حالة من الفوران والغضب فى الشارع العراقى وفوضي وتناحر بين القوي السياسية المؤثرة فى الشارع العراقى والتى أسفرت عنها سقوط قتلى وجرحي وسط مطالبات دولية وعربية بالضبط النفس والعودة إلى طاولة الحوار، وبين هذه الحالة المشوشة التى عايشها الشعب العراقى بشكل خاص والعالم بشكل عام، خرج زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في كلمة متلفزة له لا تتعدى سوى دقائق تجمع بين التهديدوالتهدئة ودعوات لوقف العنف لتكون النتيجة انسحاب أنصاره بشكل فوري من الشارع العراقي ويستجيبوا لأوامر زعيمهم وهو مشهد يظهر ليس فقط مدى قوى مقتدى الصدر وتأثيره على الشارع العراقى وقادرة على قلب الموازين فى الداخل العراقى وإنما أظهر أنه رجل يمتلك الشارع العراقى.
استمد شعبيته من والده
ولد مقتدى الصدر فى عام 1974 بالكوفة قرب مدينة النجف جنوب بغداد، وهو ابن سلالة من رجال الدين الشيعة "السياد" لانحدارهم من نسب النبى محمد، وقد ورث مقتدى الصدر شعبيته من والده محمد صادق الصدر، أبرز رجال الدين الشيعة المعارضين للرئيس الأسبق صدام حسين، وقد قتل مع اثنين من أبنائه 1999، وكان مقتل والده أحد العوامل الرئيسية التى زادت من شعبية مقتدى الصدر، حيث كان أحد الشخصيات التى لعبت دور أساسي فى إعادة تشكيل النظام السياسي بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003.
جيش الصدر يواجه القوات الأمريكية
وخلال الغزو العراق عام 2003 أسس الصدر ميليشيا أطلق عليها "جيش المهدي" لمواجهة قوات التحالف الذي قادته الولايات المتحدة لغزو العراق.
كما اعلن عن تأسيس حكومة منافسة لمجلس الحكم العراقى المعين من جانب الولايات المتحدة الأمريكية إلا أنها انتهت بالفشل
وترجع شعبية مقتدى الصدر الذي يحظى بها بين الفقراء والمهمشين العراقيين كونه يرونه أنه رمزا لمقاومة الأحتلال الأجنبي.
وأثار القتال بين القوات الأمريكي والجيش المهدي فى مدينتى النجف والكربلاء غضب العديد من الزعماء الشيعة المعتدلين، و اتهم الجيش المهدى وقت ذاك بتنفيذ عمليات قتل وتعذيب خلال المواجهات الطائفية التى عايشتها العراق بين عامى 2006 و 2007.
وفى عام 2008 أمر مقتدى الصدر بحل جيش المهدي، وذلك بعد أن قاد رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي حملة عسكرية ضد الميليشيا انتهت فى البصرة عام 2008.
وبعد خروج مظاهرات فى محافظة الانبار غربي العراق ضد حكومة نوري المالكى فى 2013 دعا أنصاره إلى تأييد الاحتججات ضد المالكى ما دامت سلمية.
وحول علاقته مع إيران فإنه يعد واحد من بين القلائل من القادة الشيعة العراقية التى أبقت على مسافة بينه وبين إيران، ففى حين تبني فى أعقاب احتجاجات 2019 خطا قريبا من الحشد الشعبى الموالى لإيران، أصبح الآن يدافع عن خط وطني.
الصدر يكرر سيناريو 2014
وخلال الأيام الماضية أعلن انسحابه من العمل السياسي بشكل نهائى، غير أن هذه ليست المرة الأولى التى أعلن فيه زعيم التيار الصدري مقتدى الصد اعتزال العمل السياسي حيث سبق وأعلن عن ذلك فى عام 2014، وعاد من جديد للمشهد السياسي العراقى، فهل سيصدق مقتدى الصدر هذه المرة فى أقواله وتتطابق مع افعاله أم سيكرر سيناريو 2014 وما هذا الإعلان سوى ورقة ضغط سياسية ضد خصومه السياسين، الأيام المقبلة قد تكشف لنا الإجابة على هذا السؤال.