حزب الله يتجاوز الخطوط الحمراء..اتفاق ترسيم الحدود البحرية طوق نجاة لبنان وإسرائيل
ADVERTISEMENT
شهد اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل مراحل من التعثر والجمود، ليأتي أمس الأربعاء أول انفراجة شهدتها الأزمة منذ سنوات وذلك بعد إعلان مجلس الوزراء الإسرائيلى المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" الموافقة بالغالبية على مسودة ترسيم الحدود البحرية، كما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلى يائير لابيد هذا الاتفاق بالتاريخي، فى حين قال رئيس لبنان ميشال عون بأن هذا الاتفاق مرضي.
اختراق تاريخي
ورحبت الولايات المتحدة بالاتفاق ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الأتفاق بـ"الاختراق التاريخي "، كما رحبت ألمانيا ومصر باتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
ورغم التفاؤل الذي خيم خلال الساعات الماضية على اتفاق ترسيم الحدود البحرية، فكانت هناك أصوات معارضة فى الداخل الإسرائيلى لعل أبرزها معسكر اليمينى الإسرائيلى المتطرف بقيادة زعيم المعارضة بنيامين نتناياهو الذي وصف هذا الاتفاق بمثابة استسلام بشكل مخزي من جانب حكومة لابيد لحزب الله، وهدد بأنه فى حال فوزه فى الانتخابات سينسحب من الاتفاق.
حزب الله من التهديد إلى الترحيب
وبين التفاؤل الذي أظهره المسؤولين اللبنانين والإسرائيلين، كان اللافت هو تغيير فى نبرة حزب الله التى لطالما كان يخيم عليها لهجة التهديدية والتحذيرية ضد إسرائيل، حيث لم تخلو خطابته خلال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية باستهداف منصات الغاز الإسرائيلية، لكن سرعان ما غير من هذه اللهجة ولجأ إلى تخفيض الخطاب التهديدي ولجأ إلى لغة التفاؤل والترحيب بالاتفاق.
وقال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلى إيال حولاتا تعقيبا على إيجابية حزب الله حول اتفاق ترسيم الحدود أن:" اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان يعبرعن تغير فى موقف حزب الله، الذي حظر المفاوضات مع إسرائيل، فهو لأول مرة يغير موقفه الثابت، وهو حظر التفاوض مع إسرائيل".
ولعل هذا التغييرالمفاجئ فى خطاب حزب الله هو قرار نابع عن ما تعيشه لبنان من سلسلة أزمات سواء انسداد سياسي وفشل اختيار رئيس جديد للبلاد إلى أزمة اقتصادية غارق فيها المواطن اللبناني والتى شهدنها فى "انتفاضة المودعين" الذي يقتحمون يوما بعد يوما مصرف لبناني للحصول على أموالهم.
حزب الله يتجاوز الخطوط الحمراء
وتعقيبا على ملف ترسيم الحدود البحرية وحول سبب التأييد المفاجئ لحزب الله للأتفاق مع إسرائيل يقول الباحث اللبناني على يحي فى تصريحات خاصة لموقع " تحيا مصر" أنه :" لاشك أن ماحدث وبعد 11 سنة من المفاوضات تخللها مماطلة إسرائيلية يعتبر إنجازا".
مضيفا أن:" بالنسبة لحزب الله، وبعدما وضع خطوطا حمراء، وهدد بعمل عسكري لمنع الاستخراج من حقل كاريش وكامل الحقول مقابل الشواطئ الفلسطينية قبل التوصل إلى اتفاق مقبول، واضعا ثقلة خلف الدولة اللبنانية فى مفاوضتها التى تحركت ديناميكياتها بشكل أسرع على وقع التوتر العسكري"
اتفاق ترسيم الحدود البحرية طوق نجاة لبنان وإسرائيل
وتابع الباحث اللبناني قائلا:" فى حين كان الهم الاقتصادي هو دافع لبنان وحزب الله بالاساس من الاتفاق، فإن الهم الأمني طغى فى إسرائيل، كما انقسموا رافضوا الاتفاق فيها إلى تيارين، الأول عبر عنه رئيس المفاوضات الإسرائيلى أودي أديري، الذي استقال رفضا للتنازلات الإسرائيلية للبنان والمقدرة بمليارات من الدولارات مقابل منع حزب الله من تنفيذ تهديداته".
مستطرد :" التيار الثاني هو الذي عبر عنه نتنياهو، فى سياق المزيدات الانتخابية، ورغم إعلانه سعيه لإلغاء الاتفاق بعد انتخابه، إلا أن هذا الأمر لن يكون سهلا بسبب الضمانات الأمنية والأمريكية والتى ستحضر فى توقيع اتفاق البحري".