زابوريجيا فى قبضة بوتين.. ماذا يعني أن تسيطر روسيا على أكبر محطة نووية فى أوروبا؟
ADVERTISEMENT
أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء مرسوما تستحوزفيه روسيا على محطة زابوريجيا النووية، ويأتي هذا القرار بعد الاستفتاء الذي أجرته أربع مناطق أوكرانية موالية لروسيا فى أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الروسي، وجاءت نتائج الاستفتاء بنسبة تأييد كبير من لهذه الأقاليم للانضمام إلى روسيا، وأعقب ذلك وقع بوتين فى 30 سبتمبر على مرسوم لضم هذه المناطق الأوكرانية إلى روسيا.
روسيا تكرر سيناريو 2014
وكانت هذه الخطوة الروسية بمثابة صدمة أو أن جاز التعبير صفعة فى وجه المجتمع الدولي وعدم اكتراث الدب الروسي بعواقب هذه الخطوة، فقد فعلها سابقا بضم منطقة أوكرانية إلى روسيا وهى شبه جزيرة القرم عام 2014، ولم توقف العقوبات المد الروسي فى الأراضي الأوكرانية ليتكرر السيناريو من جديد فى 2022 مع تجديد المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة فرض حزمة عقوبات لوقت التمدد الروسي فى عمق الأراضي الأوكرانية.
ويشار إلى أن هذه المناطق الأوكرانية التى انضمت مؤخرا إلى روسيا هما لوجانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، وتعد زابوريجيا هى أحد المناطق ذات أهمية استراتيجية لروسيا فهى تحتوي على أكبر محطة نووية أوروبية وضمن أكبر المحطات فى العالم.
وسيطرت القوات الروسية على محطة زابوريجيا النووية منذ الأسابيع الأولى فى عملياتها العسكرية فى أوكرانية، وتتعرض المحطة للقصف متواصل وأعلن حاكم المنطقة التى تسيطر عليها زابوريجيا، فى وقت سابق من اليوم بأن 7 صواريخ روسية سقطت على مبان سكنية فى زابوريجيا، لينضم هذه القصف إلى سلسلة الهجوم المتواصل على المحطة النووية، وسط تبادل الاتهامات بين الجانب الروسي والأوكراني حول تحمل مسؤولية القصف.
وفى وقت سابق قام مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل جروسي وفريق من المنظمة بزيارة المحطة النووية الأوكرانية وأكد على أهمية إنشاء محيط آمن للمحطة زابوريجيا، محذرا من خطورة التصعيد، كما طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بانسحاب روسيا من المحطة الأوكرانية.
من ناحية أخري تواصل روسيا فى تحقيق هدفها والالتفاف حول المحطة الأوكرانية والسيطرة عليها، وخلال الأيام الماضية احتجزت دورية روسية مديرعام محطة زابوريجيا النووية، ليتم الافراج عنه فى وقت لاحق بعد أن طالب مدير الوكالة الذرية بمعرفة مصير مدير المحطة.
أهمية محطة زابوريجيا النووية
وحول الأهمية الاستراتيجية لهذه المحطة النووية لروسيا يقول دكتور إسماعيل تركي الباحث فى العلوم السياسية بجامعة القاهرة فى تصريحات خاصة لموقع تحيا مصر هناك أهمية كبيرة لضم هذه المحطة ما يعني أنها أصبحت أرض روسية اي اعتداء عليها يعتبر اعتداء علي روسيا التي سترد بشكل صارم وهو ما يضمن لها أمن المحطة وتحمي أوروبا من كارثة نووية إذا تم قصف المحطه
وأضاف الباحث فى العلوم السياسية أن:" أهميتها من أن تشغيل المحطه ينقذ منطقة شرق أوكرانيا من انقطاع الكهرباء حيث أن المحطة تنتج الكهرباء للمناطق التي تم ضمها للي روسيا مؤخرا حسب استفتاءات تمت في اخر سبتمبر ".
ماذا يعني إنشاء محيط آمن للمحطة النووية؟
حول كيفية تطبيق مطلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإنشاء محيط أمن للمحطة النووية يقول دكتور إسماعيل :"بذلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية جهود حثيثة وأعلنت عن رغبتها الملحة بإنشاء منطقة خالية من الأنشطة العسكرية حول محطة زابوريجيا النووية. وهو ما يعني توافق اطراف الصراع علي انشاء منطقة آمنة بمحيط المحطة ووقف فوري للقصف الذي يطال المحطة النووية وإنشاء “منطقة آمنة” حول المحطة الأكبر في أوروبا.
وأوضح الباحث فى العلوم السياسية أن :" هذا لا يتم إلا بموافقة روسيا وأوكرانيا علي مقترح إنشاء منطقة خالية من الأنشطة العسكرية حول محطة زابوريجيا النووية”، وأن يكون هناك التزام بأن أي عمل عسكري لن يشمل استهداف المحطة أو محيطها ما قد يؤثر على عملها الطبيعي”.
مرحلة اللاعودة
تابع قائلا أن:" الصراع الروسي الأوكراني قد اكتسب منعطفًا جديدًا فارقًا، بعد أن وصل إلي مرحلة اللاعودة فقد وقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين اربع اتفاقيات لانضمام 4 مقاطعات أوكرانية هم (لوجانسك ودونيتسك في الشرق وزابوريجيا وخيرسون في الجنوب) بعد إجراء استفتاءات على ضمهم منذ ايام إلى الأراضي الروسية وهو ما حصل بالفعل، كما أن توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرسوما يقضي بنقل ملكية محطة زاباروجيا الأوكرانية للطاقة النووية إلى بلاده"
وجاء في المرسوم الذي نشره موقع الرئاسة الروسية الكرملين، أنه "سيتم منح الأذونات اللازمة لتشغيل محطة زاباروجيا للطاقة النووية". ما يؤدي الي اشتعال الموقف بشكل كبير بما يعني اننا في منحني التصعيد وليس منحني التهدئة
وأختتم الباحث فى العلوم السياسية بقوله أن:" بعد مرسوم ضم المحطة للاراضى الروسية اعتقد ان أي "مفاوضات حقيقية" بدأت لإنشاء منطقة حماية الأمن والسلامة النووية حول محطة الطاقة النووية زابوريجيا، قد انهارت وانتهت للأبد".