يوم سقوط الأسطورة المزيفة.. كيف مر 6 أكتوبر 1973 على الصهاينة؟
ADVERTISEMENT
يوافق اليوم الخميس، الذكرى الـ49 لنصر أكتوبر العظيم، ملحمة 6 أكتوبر 1973، اليوم الذي استرد فيه المصريون والعرب كرامتهم التي سلبت مع الأراضي العربية التي احتلها الصهاينة في نكسة 5 يونيو 1967م، والسؤال: كيف كانت الأحوال في إسرائيل يوم 6 أكتوبر 1973م كما يحكيها إيهود باراك أحد أبرز قيادات إسرائيل العسكرية والذي كان شاهدًا على الحرب؟.
معجزة العبور
بدأت المعركة في تمام الساعة الثانية و5 دقائق ظهر السادس من أكتوبر الذي يوافق (يوم عيد الغفران) فيما تتوقف الحياة تمامًا ويصوم فيه اليهود ويقومون بأداء الصلوات، بدأ الهجوم المصري بضربات جوية لأكثر من 200 طائرة وتمهيد نيراني وقصف مدفعي تاريخي لأكثر من 2000 مدفع على طول خط المواجهة ما تسبب في تعطيل أغلب نقاط العدو الحصينة على الساتر الترابي وفي عمق سيناء.
القصف الشديد أتاح للقوات البرية العبور في قوارب مطاطية تحت غطاء نيراني كبير ويحرز المصريون بطولات ومعجزات عسكرية على كل المقاييس بمساندة عربية ودعم الأشقاء الذي تنوع بين مشاركات عسكرية أهمها العراق والجزائر في مساندة لدولتي المواجهة (مصر وسوريا).
يومها استطاع الجيش المصري برجاله البواسل اجتياز خط برليف المنيع وعبور قناة السويس وتلقين العدو المتغطرس درسًا عسكريًا يدرس في معظم الأكاديميات والمدارس العسكرية حتى اليوم، استطاع الجيش المصري المنتصر تحرير سيناء من دنس الصهاينة لأنها الأرض التي تجلى الله عليها لسيدنا موسى عليه السلام ومشى فوق رمالها الرسل والأنبياء.
تل أبيب من الداخل
وعن تفاصيل الأجواء داخل إسرائيل يوم 6 أكتوبر 1973، يقول الباحث في الشئون الإسرائيلية الدكتور أشرف شعبان في تصريحات لموقع "تحيا مصر" إن الإسرائيليون بدأو في تجميع جهدهم الحربي لصد الهجومين حيث عادت الإذاعة الإسرائيلية التي كانت متوقفة بمناسبة يوم كيبور للعمل وبثت نشرات خاصة تحوي رموزًا لاستدعاء جنود الاحتياط وتوجيههم إلى وحدات عسكرية معينة.
يحكي إيهود باراك أحد أكبر القيادات العسكرية الإسرائيلية ورئيس وزراء إسرائيل سابقًا عن ذكرياته مع هذا اليوم، أنه كان تخرج لتوه من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأمريكية لكنه أدى خدمته العسكرية في القوات الخاصة الإسرائيلية لذلك جمع أغراضه وعاد إلى تل أبيب بمجرد سماع الأخبار. وبمجرد وصول باراك توجه مباشرة إلى مركز قيادة القوات الإسرائيلية والمعروف باسم "الحفرة".
ويقول باراك: "لقد كانت الوجوه شاحبة كأنما يعلوها الغبار فقد كانت هذه اللحظة هي الأشد قسوة خلال الحرب وبعد ذلك بدأت القوات الإسرائيلية في دخول المعارك بعد فوات الأوان، لكن في ذلك اليوم ضاع أثر نصر 67 النفسي وضاع شعور أن الجيش الإسرائيلي لا يهزم".
نتائج الحرب
حققت الحرب نتائجها المرجوة باسترداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء، واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية بما فيها مدينة القنيطرة وعودتها للسيادة السورية. ومن النتائج الأخرى تحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتي كان يقول بها القادة العسكريون في إسرائيل، كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لإتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل والتي عقدت في سبتمبر 1978م على إثر مبادرة الرئيس محمد أنور السادات التاريخية في نوفمبر 1977م وزيارته للقدس، وأدت الحرب أيضًا إلى عودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975م.