من دفاتر نصر أكتوبر.. قصة استشهاد الرقيب محمد حسين بعد زواجه بـ 20 يوم فقط
ADVERTISEMENT
في مثل هذا اليوم من كل عام، تحييى حرب أكتوبر بداخلنا ذكرى النصر، كواحدة من الملاحم التاريخية التي سطرها المصريون بعدما عبرو القناة وامتدوا على طول الضفة الشرقية، مكبدين العدو أكبر هزيمة عرفوها، رافعين رايات النصر لتحلق فوق الأراضي المصرية الطاهرة.
تكشف لنا دفاتر نصر أكتوبر عن قصص وروايات للشجعان والفدائيين الذين ضحوا بأرواحهم وكانت ثمنًا لتحرير الأراضي من المغتصبين، واسترداد الأرض والعرض في معركة الكرامة والعزة، التي ستظل أسطورة حية عالقة في وجداننا جميعًا.
أول شهيد في حرب أكتوبر
الرقيب محمد حسين محمود سعد، نموذج من ضمن نماذج عديدة، ضحت بروحها من أجل الوطن، فكان أول شهيد يسقط في حرب أكتوبر المجيدة، وذلك وبحسب إشارات التبليغ من الوحدات الفرعية ويوميات القتال لدى قادة الوحدات الفرعية المتقدمة.
ولد الرقيب محمد حسين، عام 1946، بمحافظة القليوبية، وكان ضمن أسرة خاضها أفرادها غمار الحرب ضد العدو الصهيوني في عام 1967، حيث شارك شقيقه الأكبر عبد الحميد وخاض معركة جبل لنى، وكان جنديًا من قوات المدراعات التي خاضت معركتها ضد فرقة مدرعات ومشاة ميكانيكية إسرائيلية.
كان الرقيب محمد حسين ضمن قوات الجيش الثالث الميداني التي نزلت إلى سيناء منتظرة أمام الضفة الغربية للقناة لللبدء في تنفيذ خطة العبور. واشتهد في نفس يوم العبور 6 أكتوبر 1973، لتأتي إشارات التبليغ من الوحدات الفرعية ويوميات القتال لدى قادة الوحدات الفرعية المتقدمة، لتسجله كأول من ينال شرف الشهادة في حرب أكتوبر.
استشهد بعد زواجه بـ 20 يوم فقط
وكحال الجميع من أبطال أكتوبر، فلكل له جانب إنساني يثير بداخل من يعرفها مشاعر الحزن رغم فرحة الاستشهاد والنصر.. كان الرقيب البطل محمد حسين محمود قد تزوج من مدرسة تعمل بإحدى المدارس الإعدادية في طوخ، وكان ذلك قبل 20 يوم فقط من اندلاع حرب أكتوبر المجيدة، وزار أسرته قبل اندلاع الحرب بخمسة ايام وعاد في نفس اليو، ليخوض بعدها معركة الاستشهاد من أجل الوطن.
هؤلاء «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه..»، ضحوا بالغالي والنفيث من أجل أن يهنأ الوطن بتحرره، وتعود الأرض لأصحابها، ويلقن العدو درسًا بأنه لا مجال للتفريط في شبر من تراب الوطن.