معركة الجندي والدبابة.. جسارة «الكوماندوز» المصرية تحطم أوهام شارون في احتلال الإسماعيلية.. تفاصيل موقعة أبو عطوة وحقول المانجو

سلطت الندوة التثيقية الـ 36 للقوات المسلحة، والتي نظمت تحت عنوان «أكتوبر.. إرادة وطن»، الضوء على إحدى الملاحم التي خاضها فدائيو القوات المسلحة، في حرب أكتوبر المجيدة، والتي كانت آخر آمال العدو الصهيوني في الدخول شرق القناة واحتلال مدينة الإسماعيلية.. إنها معركة أبو عطوة، التي دكت دبابات شارون، تلك المعركة التي سطر رجالها بعزيمتهم وإرداتهم الصلبة تاريخًا من البطولة الذي يدرس للأجيال، جيلًا بعد جيل، وتبقى آثارهها عالقة بذكريات النصر التي نحييها كل عام.

معركة أبو عطوة

فما هي قصة معركة أبو عطوة؟.. ومن أبطالها الذين شكلوا بأجسادهم حائط صد ضد دبابات القوات الإسرائيلية، فمنعتها من التدخل في مراحل العبور، وكيف أنهت آمال العدو الإسرائيلي وألحقت به الخسائر البشرية والمادية؟.

بدأت المعركة بعد عبور قوات  العدو من المساحات الفاصلة الموجودة بين الجيش الثالث والثانى والتي سميت بالثغرة حيث قام العدو بالاعتداء على السكان المدنيين فى فايد وكسفريت وفنارة والسعيدية وأبو سلطان والضبعية، وقاموا كذلك بضرب المناطق المدنية ونتج عن الاعتداء استشهاد عدد من السكان المدنيين من أبناء الإسماعيلية وعددهم 19 شهيدا.

يروى أبطال معركة أبو عطوة، خلال الفيلم التسجيلي الذي أذاعته الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، اليوم، تفاصيل المعركة، والتي دارت في الفترة من يومي 19 و 23 أكتوبر، وسجلتها الأدبيات الإسرائيلية بـ "حقول المانجو" وعرفها المصريون بـ "معركة أبو عطوة".

معركة الجندي والدبابة

يقول فدائيو المعركة: «في بداية حرب أكتوبر، صدرت الأوامر  لأحد كتائل المجموعة للأبرار جوا على مسافة 60 كم شرق القناة عند الطاسة على المحور الأوسط وعند تل الفرما على المحور الساحلي، في مهمة تبدو مستحيلة، كان الهدف منها تحطيم دبابات العدو من الوصول إلى قناة السويس، لمدة ساعتين، لكن هؤلاء الأبطال، استطاعوا تعطيل العدو لمدة 12 ساعة، مما سهل لقواتنا بالعبور والقتال وتحقيق النصر».

ورغم الفروق التي تظهرها ساحة المعركة، حيث دفع العدو الصهيوني بثلاثة لواءات مدرعة، ولواء مظلي بقيادة شارون، بينما يقف الجندي المصري بأسلحته الخفيفة، إلا أن الإرداة والعزيمة تفوقت في النهاية، يحكي قادة المعركة: «كانت من أشرس المعارك بين الجندي والدبابة، لكن استطاع المجند المصري تحطيم دبابات العدو بسلاحه أر بي جي 7».

وكانت المعركة قد بدأت مساء يوم 20، يقول رجال المعركة: «بعد تنظيم 2 كمين، فوجئنا ببعض الأشخاص بتحدثون العبرية، فأطلقنا عليهم النار، واستطعنا القضاء على العدد الأكبر منهم..».

وهنا يتحدث أحد الجنود عن إصابته خلال المعركة، يقول الرقيب أحمد البدري أحد جنود المجموعة: «جاءت مجموعة أخرى من العدو، وأصبت بطلقة في الرقبة، واستشهد بجوار العريف البطل فاروق عبد الفتاح السيد، وأنقذني أهل عزبة السحارة».

تحطيم أوهام شارون

ومع زحف العدو الصهيوني نحو مدينة الإسماعيلية، كانت المفاجأة بانتظارهم، يروي العقيد عقيد ماجدة شحاتة، أحد ضباط المجموعة: "نظمت الموجموعة من الكمائن على مشارف مدينة الإسماعيلية، آخرها كمين أبو عطوة".. وتصدينا للعدو وسببناله خسائر في الأرواح والمعدات ومنعناه من دخول المدينة».

يقول رجال المعركة: «ليس من المنطق مطلقًا، أن تتصدى كتيبتان صاعقة لثلاثة لواءات مدرعة ولواء مظلي بقيادة شارون، ولكنها إرادة الله سبحانه وتعالى».

وقد سرد رئيس الأركان الإسرائيلية ديفي بن آل عازر، جانبًا من تفاصيل معركة أبو عطوة بقوله: «إن قوات شارون، ما كانت أن تكرر محاولة تقدمه إلى مدينة الإسماعيلية، حتى وقعت في كمين ضخم قامت به كتيبتان من رجال الكوماندوز المصرييين، وقامت معركة شديدة سقط فيها العديد من القتلى والجرحى.

وتحدث  شارون عن تلك المعركة، التي هزم فيها على آيادي المصريين: "لقد شاهدت الكثير من المذابح، ولكن هذه المعركة فاق هولها ما شهدته خلال الحروب الأخرى".

القوات المسلحة تكرم أبطال معركة «أبو عطوة» وصورة تذكارية مع الرئيس السيسي

الرئيس السيسي: القوات المسلحة رمزا للبسالة والتحدي والعلاقة بينها وبين الشعب أبدية

الرئيس السيسي: نصر أكتوبر كان مقدرا له أن يظل خالدا في أذهان الأمة بأكملها