عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

وعود بزيادة الدعم الغربي.. انتصارات الأوكرانيين وسقوط قوات بوتين في ليمان

بوتين
بوتين

أصبحت روسيا في موقف لا تحسد عليه عقب سيطرة الجيش الأوكراني على مدينة ليمان التي تشكل مركزًا مهمًا للسكك الحديدية في منطقة دونيتسك التي ضمتها موسكو مؤخرًا، إذ أصبحت القوات الروسية في مشكلة كبيرة إذ باتت في موقع دفاعي ومضطرة إلى رسم خط جبهة جديد، لا سيما أنه خلال 6 شهور من سيطرة القوات الروسية على المنطقة كانت القطارات تنقل عبر خطوط السكك الحديدية تلك إمدادات للجيش الروسي المنتشر جنوبًا مما جعل من هذه المحطة مركزًا لوجيستيًا حيويًا للعمليات العسكرية الروسية.

سقوط ليمان يمثل انتكاسة مدوية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد إعلانه ضم 4 مناطق تمثل ما يقرب من خُمس مساحة أوكرانيا بينها دونيتسك حيث تقع ليمان، ونددت كييف والغرب بالخطوة ووصفتها أمريكا على لسان الرئيس جو بايدن بأنها مهزلة غير قانونية.

هجوم ودفاع

سعى الجيش الأوكراني من خلال انتصاراته العسكرية الأخيرة، التي بدأها في 6 سبتمبر 2022، بهجوم مباغت ضد المناطق الخاضعة لسيطرة روسيا في إقليم خاركيف، إلى التأكيد على قدرته على القيام بعمليات هجومية ضد الجيش الروسي، وتحقيق انتصارات ميدانية، وذلك بعدما ظل طوال الفترة الماضية في وضع دفاعي.

تحيا مصر

وتمكنت القوات الأوكرانية من استعادة السيطرة على أغلب مناطقه بحلول 12 سبتمبر، بعد أن رصدت قوات أوكرانية نقطة ضعف في الخطوط الدفاعية الروسية بالقرب من مدينة بالاكليا، التي كانت في أيدي الروس منذ 2 مارس 2022، ولذلك قام بشن هجوم عليها، كما تقدمت القوات الأوكرانية شرقًا عبر فولوخيف يار وشيفتشينكوف وأخيرًا نحو مدينة كوبيانسك، وهي مركز رئيسي للسكك الحديدية، كانت تستخدم لتزويد القوات الروسية في إقليم دونباس بالأسلحة والمعدات.

وعود واشنطن

لم يقتصر الهجوم الأوكراني على خاركيف، بل تم فتح جبهة أخرى في دونيتسك، وذلك عبر شن هجوم على مدينة ليمان، وتمكنت القوات الأوكرانية من دخول ضواحي المدينة.
وفي ضوء الانتصارات الأوكرانية، باتت الوعد الأمريكي بمساعدة أوكرانيا في طرد القوات الروسية من أراضيها قابل للتحقيق وكانت الدول الأوروبية تعتقد أن مثل هذا الهدف غير واقعي، وأنه يمكن التوصل إلى حل وسط للأزمة عبر التفاوض المباشر مع روسيا.

كما تسعى إدارة جو بايدن لتوظيف الانتصار العسكري لكييف لدعم شعبيتها قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي في نوفمبر 2022، خاصةً في ظل تردي شعبية بايدن بسبب ارتفاع التضخم وتراجع الأوضاع الاقتصادية، كما تسعى أوكرانيا والولايات المتحدة إلى تكثيف الضغط على الدول الأوروبية لتقديم مزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا على أساس أن مثل هذا الدعم تنتج عنه إمكانية هزيمة روسيا في أوكرانيا، وهو هدف رئيسي لكل من الولايات المتحدة وأوكرانيا وبعض دول شرق أوروبا، مثل بولندا ودول البلطيق.

نجاحات بلا نتائج

يقول الباحث المتخصص في الشئون الدولية محمود البتاكوشي إن النجاحات الأخيرة للجيش الأوكراني، لن تمهد الطريق للجلوس على طاولة المفاوضات، بل تدفع روسيا إلى التصعيد، لأنه على الرغم من نجاح تكتيكات جيش أوكرانيا في جبهة خاركيف وليمان، فإنها لم تنجح في الجبهات الأخرى.

وأضاف محمود البتاكوشي في تصريحات خاصة لموقع "تحيا مصر": أكبر دليل على ذلك رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المطالب الألمانية بالعودة إلى المفاوضات مع أوكرانيا، في أقرب وقت ممكن، عبر الحلول الدبلوماسية، التي تتضمن وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل للقوات الروسية، غير أن الرئيس الروسي رفض هذه المطالب مؤكدًا استمرار العمليات العسكرية حتى تحقيق أهدافها المعلنة، التي تتمثل في تحرير الدونباس كحد أدنى.

أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، أن احتمال إدخال صواريخ زيركون المتطورة المعركة قريبًا، وهو ما يعد مؤشرًا على إمكانية اتجاه روسيا للتصعيد عسكريًا عبر توظيف منظومات عسكرية أحدث، كما حذرت الخارجية الروسية، الولايات المتحدة من توريد صواريخ طويلة المدى إلى أوكرانيا، مؤكدةً أنها بذلك تعبر الخط الأحمر، وتصبح طرفًا مباشرًا في الصراع وتهدف موسكو من هذه التصريحات إلى وضع حد للدعم الأمريكي، كما أنها قد تنذر بخطوات تصعيدية ردًا على الدعم الأمريكي إلى كييف. 

كما رفضت موسكو مسودة الضمانات الأوكرانية، التي تقدم دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وتركيا كضامن وتنص الوثيقة على الاستثمار الأجنبي في القاعدة الصناعية العسكرية في أوكرانيا، ونقل الأسلحة على نطاق واسع، وتدريب القوات العسكرية في البلاد بمشاركة مدربين ومستشارين أجانب، وذلك لأنها تهدف إلى نقل البنية التحتية العسكرية للدول الغربية إلى الحدود الروسية.

من ثم تسهم في إشعال الحرب، وليس وقفها على أساس أن السبب الرئيسي للحرب هو محاولة أوكرانيا الانضمام إلى حلف الناتو، وأن المسودة المطروحة من أوكرانيا ما هي إلا محاولة لإعادة إنتاج هذا الهدف، ولكن بصورة أخرى، لذا من المتوقع أن تحاول القوات الروسية وقف تقدم الجيش الأوكراني في عمق المناطق التي أعلنت موسكو ضمها، في سفاتوفيه على بعد 30 كيلومترًا من خط السكك الحديدية لحفظ ماء وجهها.

تابع موقع تحيا مصر علي