المنصات الإلكترونية.. طريق الأعمال الفنية إلى مناقشة الممنوع والهروب من قيود الرقابة
ADVERTISEMENT
علاقات غير شرعية، ألفاظ خادشة، ازدراء أديان، وغير ذلك من المواضيع الشائكة تعتبر تابوهات لا يجرؤ أحد من صناع الفن العربي بشكل عام والمصري بشكل خاص على مناقشتها بشكل مباشر من خلال شاشة التلفزيون أو حتى بواسطة الشاشة الكبيرة، وذلك بسبب وجود الرقابة التي تعيد النظر في الأعمال الفنية التي ستطرح على الجمهور، لتتأكد من خلوها من كل تلك المواضيع التي ذكرناها سابقًا.
وحتى إن مرت مرور الكرام بالصدفة من يد الرقابة، فلن يتقبلها الجمهور، وسيظل يوجه لها انتقادات لاذعة بحجة مخالفتها للعادات والتقاليد الشرقية والقيم الحميدة، ودورها المؤثر في هدم المجتمع، وكأنه يجب على صناع الفن أن يقدموا للجمهور قصص المدينة الفاضلة التي يسكنها أفراد لا تخطئ أبدًا.
المنصات الإلكترونية الطريق الآمن لطرح كل ما هو شائك.. ولكن!
وحتى يتمكن صناع الفن من مناقشة كل ما هو شائك بأريحية دون جدال، تم إطلاق ما يعرف بالمنصات الإلكترونية، التي تمكن المتلقي من مشاهدة الأعمال الفنية التي تضمها المنصة في الوقت الملائم له وعلى جهازه المحمول دون إعلانات بمقابل مادي بسيط.
وهنا سيختار الجمهور الأعمال الفنية التي سيشاهدها، وبالتالي سيكون مسئولًا عن اختياراته دون حرج على صناع الفن، ولكن مع تقدم وتطور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي أصبح من السهل أن يتم تسريب تلك الأعمال إلى مواقع السوشيال ميديا وتصبح متاحة للجميع بشكل عام، وبالتالي يعود الجمهور إلى مهاجمة وانتقاد تلك الأعمال وصناعها.
"أصحاب ولا أعز".. مرمى الانتقادات التي لا مثيل لها
لو كانت هناك جائزة لأكثر الأفلام التي أثارت الجدل وهاجمها الجمهور بشدة بالتأكيد سيحصل عليها فيلم "أصحاب ولا أعز" الذي تم طرحه في شهر يناير الماضي على منصة "نيتفلكس" العالمية من بطولة منى زكي، إياد نصار، نادين لبكي، وغيرهم.
فمنذ لحظة نزول الفيلم على منصة "نيتفلكس" تم تداوله بشكل واسع عبر مواقع الأفلام المجانية، ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي ليصبح في متناول الجميع، ومن هنا عبر عدد كبير من الجمهور عن صدمتهم مما يتناوله الفيلم، ووصفه الكثيرون بأنه وجبة دسمة من القضايا الشائكة الممنوعة، وذلك لأنه يتناول العلاقات المحرمة بين الرجل والمرأة، الشذوذ الجنسي، ازدراء الأديان، وألفاظ خادشة.
"الليلة واللي فيها".. هجوم متوقع
ومن الأعمال التي من المتوقع منها أن تثير الجدل في الفترة القادمة مسلسل "الليلة واللي فيها" الذي تم طرح أول حلقتين منه منذ أيام قليلة عبر منصة "شاهد"، من بطولة زينة والرابر ابيوسف، ومن إخراج هاني خليفة.
وذلك بسبب تناول الحلقتين لبعض القضايا الشائكة ومناقشتها بشكل جرئ ومباشر دون تحفظ، وفي الواقع لم تكن تلك المرة الأولى التي تعرض فيها منصة "شاهد" مثل تلك الأعمال، فمن الجدير بالذكر أن حلقة "أخر الليل" من مسلسل "نمرة اتنين" أثارت غضبًا واسعًا بين الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مشهد للفنانة أمينة خليل مع أصدقائها يحتوي على إيحاءات جنسية.
وأيضًا هاجم عدد من الجمهور مسلسل "منورة بأهلها" الذي تم طرحه منذ عدة أشهر عبر منصة "شاهد" بطولة ليلى علوي، وغادة عادل، وغيرهم، ومن إخراج يسري نصر الله، لما فيه من مشاهد اعتبرها البعض مصدر للألفاظ الخادشة، والإيحاءات الجنسية، وازدراء الأديان.
هجوم مستحق أم لا؟
وفي النهاية، لا مانع بأن يناقش الفن القضايا الشائكة والتابوهات الممنوع الحديث عنها في مجتمعاتنا الشرقية، ولكن يجب أن يناقشها من منظور التحذير وليس الترويج، بأسلوب بعيد عن الابتذال والفجاجة.