من عامل نظافة لمدير فرع هيئة محو الأمية..قصة كفاح بطلها عبد الفتاح: «حصلت على 3 دبلومات دراسات عليا وأحلم بالماجستير»
ADVERTISEMENT
قصة كفاح سطرها أحد عمال النظافة الذي تمرد على وظيفته، وتحول فيما بعد لمدير هيئة محو الأمية بمركز إطسا بمحافظة الفيوم، من خلال شهادة محو الأمية التي تحصل عليها لتكون نقطة انطلاقة لاستكمال مشواره التعليمي، رغم دخوله على سن الأربعين.
لم يكن أحد يتخيل أن عبد الفتاح يعقوب، عامل النظافة، سيصبح فيما بعد مديرًا لفرع محو الأمية الذي كان يعمل به، إلا أنه لم يكن أمام الطموح والإرادة التي كانت بداخل "عبد الفتاح يعقوب" مستحيلًا.
وخلال بث مباشر، أجراه موقع تحيا مصر مع عبد الفتاح يعقوب، حكى مدير فرع محو الأمية قصة الكفاح التي بدأها من الصفر، وكيف تحول من عامل نظافة لمدير المكان الذي يعمل به..
من محو أمية لدبلوم تجارة
يقول عبد الفتاح يعقوب عبد الصمد، من قرية منيا الحيط، التابعة لمركز يوسف الصديق، بالفيوم: «بدأت قصة كفاحي وانا في سن 34 عامًا، حينها تقدمت لوظيفة عاملة خدمات معاونة للهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار فرع الفيوم، وكانت الهيئة بمبنى المحافظة، وعلمت أن شهادة محمو الأمية يدخلون بها الإعدادية، فطبت من المسؤولين شهادة محو الأمية ودخلت اختبارات ونجحت بها ثم التحقت بالمرحلة الإعدادية، وبعد ذلك التعليم الفني، حتى حصلت على دبلوم تجارة في 20002».
وأضاف «يعقوب»: «قدمت تسوية بعد حصولي على دبلوم التجارة، وتم ترقيتي من عامل خدمات معاونة وأصبحت كاتب رابع في الهيئة، وتم نقلي إلى إطسا وتوليت وظيفة مندوب صرف وإدارة المخازن».
دخول مرحلة التعليم الجامعي
وتابع: «بعد ما حصلت على الوظيفة ذاكرت ثانوية عامة في إطسا، وبعدها التحقت بكلية خدمة اجتماعية في عام 2014، وقدمت تسوية أخرى وبعدما كنت كاتب رابع، أصبحت أخصائي تنمية إدارية ثالث، ثم حصلت على البكالريوس، وقدمت طلب لمدير عام الفرع، لترك المخازن والمرتبات لعامل ذات مؤهل متوسط، وتوليت قسم المتابعة في إطسا، وشهدت الإدارة تقدم كبير وتحقيق مستهدف دائم لأن المتابعة شيئ مهم في العمل».
وبعد انتهاء المرحلة الجامعية، لم يتوقف طموح عبد الفتاح يعقوب: «ذاكرت وحصلت على دبلومة عامة ودبلومة مهنية من تربية الفيوم، ثم ذهبت جامعة كفر الشيخ وحصلت على الدبلومة الخاصة، ثم قدمت تسوية وحصلت على علاوة التميز العلمي لتميزي عن زملائي في الفرع والإدارة».
مدير فرع محو الأمية
وتوالت الترقيات ليصبح مديرا لفرع هيئة محو الأمية، بعدما كان عامل نظافة ، يقول: «جات لجنة شئون عاملين من داخل الفرع، وقالت إني حصلت على 3 دبولمات في الدراسات العيا، فتم تعيين مدير لإدارة إطسا التي كنت أعمل بها، وبعدها عينت مدير إدارة لمدة 3 سنوات، كنت أطلق عليها إدارة التميز وكانت ضمن 10 إدراات هي الأفضل على مستوى الجمهورية وكان يتم تكريما دائمًا، ودائما نحقق مستهدف وهي الأولى وستظل الأولى».
وعلق يعقوب على قصة كافحه قائلًا: «مكنتش طالب إني أكون مدير إدارة، أنا أحب أقوم بعملي على أكمل وجه، عشان كده ربنا كرمني، هو شعور لا يوصف، بعد ما كنت عامل بقيت مدير إدارة، وأولادي 5 كانوا مبسوطين جدا».
حلم الماجستير
وعن تطلعاته المستقبلية، قال: «في دماغي أسجل تمهيدي ماجستير، لأني بحب التعليم، لأنه حاجه عظيمة جدًا، الإنسان الأمي بيضيع وقته طوال النهار، لكن المتعلم عارف قيمة الوقت مش بيضيعه لأنه عارف إنه هيحاسب عليه أمام الله».
ووجه كلمة للأميين، قائلًا: "عايز أقول لكل أمي في جمهورية مصر العربية ومحافظة الفيوم خاصة، اجتهد وتعلم والتعليم سهل جدا لكن إنتا ستعثب الأمور على نفسك، لو قسمت وقتك صح هتتعلم».
وحكى قصص نجاح متشابهة: «أنا كنت سبب في إني أكثر من 25 فتاة إنهم يتعلموا ويكملوا تعليهم ويتزوجوا ناس متعلمين.. وناس كتير جدا من كملوا تعليم وكانوا شغالين عمال وحاليا يعملوفي أعمال إدارية، وكان هناك نماذج قبلنا هي من شجعتنا ودفعتنا للوثول إلى هذه المكانة».