هجوم على دهوك بالعراق وإدانات دولية وتركيا تتنصل.. فمن الفاعل؟!
ADVERTISEMENT
وقع أمس الأربعاء، هجوم على منتجع سياحي بمحافظة دهوك بشمال العراق، وأسفر الهجوم عن سقوط 9 قتلى واصابة 33 آخرين، وكان بين القتلى 3 نساء و3 أطفال، ويتزامن هذا اللقاء الهجوم الغاشم الذي خيم على العراق كالسحابة السوداء تزامنا مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعقد قمة ثلاثية بطهران تجمع قادة الدول الثلاثة، ورفض إيراني روسي للعملية التركية المزمع تنفيذها فى شمال سوريا، وخلال لقاء الرئيس التركي بالمرشد الأعلى على خامئني قال المرشد الإيراني بأن العملية العسكرية التركية فى الأراضي السورية ستضر تركيا كما أنها تخدم الإرهابين، وتعتبر إيران أحد اللاعبين الرئيسين فى سوريا التي تتعرض لقواعدها التابعة لها بين الحين والآخر للضربات من قبل إسرائيل وسط صمت بشار الأسد والاكتفاء بالإدانة.
وفى مقابل الرفض الإيراني للعملية العسكرية السورية ردت الخارجية التركية فى بيان لها بأنها لن تطلب الإذن من أجل قيام بالعملية العسكرية فى عمق الأراضي السورية لأقتلاع الأكراد التي تصفهم تركيا بالإرهابين، ولعل هذا التخبط فى التصريحات بين الجانب الإيراني والتركي بعد قمة طهران تظهر عدم توافق ليأتي الهجوم مجهول الهوية فى الأراض العراقية لم يستهدف قواعد عسكرية وأنما استهدف مدنيين عزل سقط منهم أبرياء .
حملة إدانات دولية ضد الهجوم التركي
وبعد الهجوم توالت حملة الإدانات ضد هذا الهجوم فأدانت الحكومة العراقية هذا الهجوم وطالبت من تركيا تقديم اعتذار رسمي، وسحب قواتها من الأراضي العراقية، كما استدعت الخارجية العراقية السفير التركي لدي بغداد وسلمت له مذكرة احتجاج شديدة اللهجة.
وفى مقابل ذلك نفت تركيا انها وراء هذا الهجوم مؤكدة أن هدفها حزب العمال الكردستاني وطالبت من الحكومة العراقية بعدم الوقوع فى فخ الجماعات الإرهابية
كما ادانت إيران هذا الهجوم دون توجيه اتهامات وأكدت أن بلاده تعتبر أمن العراق من أمنها وانها لن تتواني فى تقديم مساعدة لبغداد بهذا الشأن، كما أدانت جامعة الدول العربية هذا الهجوم وأصدر بيان يدين الهجوم التركي على المنتجع السياحي بدهوك شمال العراق.
وتعليقا على هذه العملية الهجومية المجهولة يقول د. سمير غطاس رئيس منتدي الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية فى حوار خاص مع موقع تحيا مصر
حتى الآن غير معروف الجهة المسؤولة عن الهجوم، فالعراق تتهم تركيا بأنها مسؤولة عن الحادث وتطلب من تركيا أما الأعتذار او تصعيد الأمر إلى مجلس الأمن، فى حين تركيا تتنصل من الهجوم واعلنت مرارا وتكرارا بأنها لا تستهدف المدنيين ومن تستهدفهم هم الأكراد وتركيا دأبت على مطاردة الأكراد فى كل من سوريا والعراق كما أنها اعلنت فى الآونة الأخيرة على تنفيذ عملية عسكرية فى سوريا
العراق تتهم تركيا .. وأنقرة تتنصل وتنفى انها وراء الهجوم
وبسؤال د. إسماعيل تركي الباحث فى العلوم السياسية بجامعة القاهرة خلال حوار خاص لموقع تحيا مصر معه حول تزامنا الهجوم مع زيارة أردوغان وبوتين لإيران وعقد القمة الثلاثية بطهران وهدف هذه العملية الهجومية يقول :" تشير كل الدلائل الي أن تركيا هي التي قصفت قرية برخ مرتين في تلك الأثناء عن طريق نيران المدفعية وكانت تصريحات الحكومة العراقية أكدت أن القصف حدث من قبل القوات التركية "
وأضاف د. إسماعيل :" انا اعتقد بشكل شخصي أن هذا الهجوم قامت به القوات التركية في محاولة لإلقاء التهمة واللوم علي عناصر حزب العمال الكردستاني وما أسمته منظمات ارهابيه كردية لإيجاد ذريعة للاستمرار في تدخلها في شمال العراق وشن عمليات جديدة ضدّ مقاتلي حزب العمال الكردستاني".
وتابع قائلا :" هذا الحزب الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة “إرهابية”، يخوض تمرّدا ضد الدولة التركية منذ العام 1984، ويتمركز في مناطق جبلية نائية في شمال العراق وكذلك لرفع الضغوط الروسية الإيرانية في القمة الثلاثية التي انعقدت في طهران حيث أراد النظام التركي تقوية موقفه وإيجاد حجج واهية للحديث إلى روسيا وايران ومحاولة اظهار خطر مقاتلي حزب العمال الكردستاني والمنظمات الإرهابية علي أمن وسلامة الدول سواء كان العراق أو سوريا".
وأضاف د. إسماعيل :"فالنظام التركي لديه خطط ورغبات ملحة للقيام بعمليات عسكرية واسعة وشاملة في شمال سوريا والعراق للقضاء علي ما يسمي الخطر الكردي علي تركيا وهو ما تعرضه كل من روسيا وإيران فبحثت تركيا عن ذرائع لتقوية حججها وموقفها".