«مقبرة جماعية لجنود مصريين».. صحف إسرائيلية تكشف وقائع بحرب 67.. مصر تتخذ إجراءات عاجلة.. ورئيس وزراء إسرائيل يؤكد: تحقيق كامل وشفاف للوصول إلى الحقيقة

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي على مدار اليومين الماضيين، بعد تداول أخبار صادمة نشرتها صحف إسرائيلية تكشف فيها عن مقبرة جماعية لجنود مصريين في حرب 1967، والتي تم فيها حرق نحو 80 جنديًا مصريًا.

تحيا مصر

الصحف الإسرائيلية تكشف الستار عن مجزرة اللطرون في 1967

بدأ الأمر بزعم بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، وجود عشرات الجثث لجنود مصريين من الذين استشهدوا خلال حرب 1967، مدفونة في مقبرة جماعية غرب القدس بمنطقة اللطرون، وأفادت صحيفة «هآرتس» أن عددهم يقدر بـ80 جنديًا.

وكشف المؤرخ الإسرائيلي يوسي ميلمان، أن المجزرة راح ضحيتها ما لا يقل عن 20 جندياً مصرياً في حرب 1967، والذين حرقوا أحياء، ودفنهم الجيش الإسرائيلي في مقبرة جماعية، لم يتم وضع علامات عليها، في مخالفة لقوانين الحرب.

كما أفادت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية، بمعلومات مشابهة حول الحادثة، التي تم التعتيم عليها لـ55 سنة، كاشفة عن موقع مقبرة جماعية في منطقة اللطرون تحتوي على رفات 80 جندياً مصرياً شاركوا في حرب 1967 بجانب الجيش الأردني، بعد توقيع اتفاقية للدفاع المشترك بين الأردن ومصر قبيل الحرب، حيث أرسلت مصر فرقتين من النخبة إلى منطقة اللطرون، والتي اندلعت فيها اشتباكات مسلحة مع الجيش الإسرائيلي.

الجيش الإسرائيلي يحفر مقبرة جماعية للجنود المصريين

وأوضح المؤرخ الإسرائيلي أنه بعد الاشتباكات هرب بعض الجنود المصريين، والبعض أخذوا أسرى، وقاتلت البقية بشجاعة، وأطلق الجيش الإسرائيلي بعد ذلك قذائف الفسفور، مما أدى لاندلاع حرائق ضخمة قرب نحشون «تجمع زراعي تعاوني»، والذي انتشر سريعا ولم يتمكن الجنود المصريين من الهروب فاحترقوا جميعًا.

وأضاف يوسي ميلمان، أنه في اليوم التالي جاء القائد العسكري للكبيوتس حينها زين بلوخ بجنود من الجيش الإسرائيلي مجهزين بجرافة إلى مكان الحادث، وحفروا حفرة، ودفعوا الجثث المصرية وغطوها بالتربة، وأقامت إسرائيل على القبر الجماعي موقعها السياحي "إسرائيل الصغرى"، ولم يصدر الجيش الإسرائيلي تعقيباً على المقبرة الجماعية.

احترقوا بين أعشاب ذات ارتفاع عال

وكشفت صحيفة «يديعوت أحرنوت»، في تقرير بعنوان «احترقوا بين أعشاب ذات ارتفاع عال»، أن موقع المقبرة يقع في منطقة اللطرون غرب القدس، والتي أصبح مكانها اليوم موقفًا للسيارات في متنزه «ميني إسرائيل».

 

الخارجية المصرية تطالب بتحقيق عاجل

وبعد حالة الغضب التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، أصدرت الخارجية المصرية بيانًا تعقب فيه على ما تم نشره، حيث جاء في البيان: «رداً على سؤال بشأن ما تردد في الصحافة الإسرائيلية إتصالاً بوقائع تاريخية حدثت في حرب عام ١٩٦٧، ذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ بأنه تم تكليف السفارة المصرية في تل أبيب بالتواصل مع السلطات الإسرائيلية لتقصي حقيقة ما يتم تداوله إعلامياً، والمطالبة بتحقيق لاستيضاح مدى مصداقية هذه المعلومات وإفادة السلطات المصرية بشكل عاجل بالتفاصيل ذات الصلة، هذا، وتواصل السفارة المصرية في إسرائيل متابعة هذا الموضوع»

رئيس وزراء إسرائيل يؤكد على إجراء تحقيق كامل وشفاف

وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء أمس الأحد، اتصالا هاتفيًا رئيس وزراء إسرائيل يائير لابيد،  تم التوافق فيه على قيام السلطات الاسرائيلية بتحقيق كامل وشفاف بشأن ما تردد من أخبار في الصحافة الإسرائيلية من وقائع تاريخية حدثت في حرب عام ١٩٦٧ حول الجنود المصريين المدفونين في القدس، حيث أكد «لابيد» أن الجانب الإسرائيلي سيتعامل مع هذا الأمر بكل إيجابية وشفافية، وسيتم التواصل والتنسيق مع السلطات المصرية بشأن مستجدات الأمر بغية الوصول إلى الحقيقة.